لاجئون أفارقة في ليبيا: نتعرض للقتل ومطلبنا الوحيد الإجلاء (فيديو)

يفترش مئات اللاجئين من دول أفريقية الأرض أمام مقر منظمة الهجرة الدولية في طرابلس منذ أيام بعد أن هربوا من مراكز الإيواء التي أجمعوا على تسميتها سجونا بسبب الظروف غير الإنسانية التي يتعرضون لها فيها.

انتقلت كاميرا الجزيرة مباشر إلى مكان احتشاد اللاجئين غير النظاميين ونقلت بعضا من معاناتهم بعد أن باتوا ليالي في العراء أمام مقر المنظمة حاملين مطلبا واحدا وهو مغادرة ليبيا.

وفرّ مئات المهاجرين غير النظاميين من جاليات من السودان واليمن والنيجر والصومال وإرتريا من أحد مراكز الإيواء بالعاصمة طرابلس أول أمس الجمعة وانتشروا في المدينة قبل أن تلقي وزارة الداخلية القبض على بعضهم.

من مأساة إلي مأساة

تحدث الجزيرة مباشر إلى أحد المهاجرين من اليمن وقال إن كل ما يطلبه هو الحياة الكريمة وباقي اللاجئين من كل الدول وإن وجودهم هنا يعود لكونهم مضطهدين في بلدانهم وعودتهم إليها قد يعني قتلهم وأن ما اضطرهم إلى السفر هو لقمة العيش.

صرح اللاجئ بأن من بينهم من اختطف مقابل فدية وأنهم عذِبوا وطالب بالمساعدة من المنظمات الدولية والدول الأوربية.

عبّرت لاجئة سودانية حملت طفلتها على كتفها لكاميرا الجزيرة عن المطلب نفسه بكلمات متلعثمة غلبت عليها الدموع وقالت إنه تم حبسها في مخازن على الأراضي الليبية بدعوى أنها مراكز للإيواء وإنها كانت شاهدة على موت رجال وأطفال.

وتساءلت اللاجئة عن سبب حبس السلطات الليبية لهم وبينهم أطفال حديثي الولادة في حين أنهم لا يطالبون سوى بلقمة العيش بأمن وسلام وقالت إنها جاءت إلى ليبيا بطريقة غير نظامية وإن منزلها في السودان احترق بسبب الحرب ولم تعد قادرة على العيش هناك خوفا من القتل أو الاغتصاب وإلا ما كانت لتترك بلدها.

لاجئون في ليبيا

قالت اللاجئة وهي إحدى الهاربين من مراكز الإيواء أول أمس الجمعة إن عددا كبيرا من اللاجئين مسجونون في ليبيا ولم يروا الشمس منذ سنوات وإنها خلال هربها شاهدت الناس يموتون أمام أعينها.

تحدثت اللاجئة السودانية عن ظروف العيش داخل مراكز اللجوء وأفادت بأنهم يبقون بدون أكل لمدة قد تصل إلى 48 ساعة وهو ما لا يتحمله الأطفال الصغار وأنهم يعانون من قلة الماء والمرافق.

وقالت اللاجئة إن بعض اللاجئين وبينهم حديثو الولادة وحوامل أصيبوا بأمراض داخل هذه المراكز التي وصفتها بالسجون.

وأكدت أن المنظمات الدولية لم تتدخل لحل أزمتهم وإنه يتم ضربهم وتعنيفهم وحتى الأطفال منهم بدون سبب.

الإجلاء مطلبهم

في حديث للجزيرة مباشر، قالت لاجئة من إرتريا جاءت عن طريق السودان إلى ليبيا بطريقة غير نظامية إن السلطات “أطلقت النار على لاجئين حاولوا الهرب من مراكز الإيواء وقتلتهم وأنهم قتلوا الأطفال أيضا وأن بعضهن تعرضن للاغتصاب”.

أوضحت اللاجئة أنهم ينامون أمام المنظمة منذ أيام من دون أن يُسمع صوتهم وأكدت أن موظفيها لا يهتمون بهم ولا يوفرون لهم لا الأكل ولا الشرب فيما يوزع بعض المواطنين الليبيين عليهم الطعام والماء.

وقالت إن “المنظمة عرضت عليهم المال مقابل التفرق من أمام مقرها، لكنهم لا يريدون سوى الإجلاء إلى خارج ليبيا”.

لاجئ آخر من شمال دارفور السودان خرج من السجن قبل أسبوع نقل للجزيرة مباشر وضع اللاجئين داخل السجون وقال إنه يتم اعتقالهم من الشوارع وعلى الشواطئ بعد دخولهم إلى ليبيا وينقلون إلى المراكز من دون تسجيل أسمائهم ويحتجزونهم إلى أجل غير مسمى.

قال اللاجئ إنه يعلم أن الوضع صعب في ليبيا لكنه لم يتوقعه بهذه الصعوبة وأفاد بأنه اعتُقل في سجن بني وليد – على بعد نحو 150 كيلومترا من طرابلس- قبل أن يخرج منه مقابل المال بعد أن دفع 5 آلاف دينار ليبي أي ما يقارب ألف دولار.

واشتكى اللاجئون من الاكتظاظ داخل المراكز والظروف السيئة التي وصفها أحدهم بالقول “حتى الحيوانات لا يمكنها تحمل الوضع” بسبب قلة النظافة والمرافق والماء.

وقال لاجئ آخر من إرتريا إنه كان محتجزا في مركز غريان حيث يجتمع لاجئون من جنسيات مختلفة وأوضح أيضا أن بعض الذين حاولوا الفرار أطلق عليهم النار وأنهم يتعرضون للعنف والاختطاف والابتزاز وطلب الفدية.

المصدر : الجزيرة مباشر