مرشح محتمل لرئاسيات فرنسا: بلادنا مهددة بأن تصبح جمهورية إسلامية أو بحرب أهلية

اريك زمور
المرشح المحتمل لرئاسيات فرنسا 2022، اليميني "إريك زمور"

عاد المرشح المحتمل لرئاسيات فرنسا 2022، اليميني إريك زمور لإطلاق تصريحات مثيرة للجدل في حوار له مع المجلة الفرنسية الأسبوعية (فالور أكتويل)، وقال إن الإسلام ليس مجرد دين أو عقيدة “بل هو قبل كل شيء قوانين سياسية-قانونية تفرض معايير اجتماعية منافسة للقانون السياسي الفرنسي”.

واعتبر الكاتب اليهودي من أصول جزائرية أنه “من الطبيعي مواجهة أزمة فور الخروج عن النموذج الكاثوليكي”، قبل أن يستطرد “علينا أن نجعل هذا الدين كاثوليكيًا” واستدرك بأنه لا يقصد أن يعتنق المسلمون الكاثوليكية إنما “كما جعلت فرنسا من اليهودية كاثوليكية عليها أن تفعل الشيء نفسه مع الإسلام”.

واقترح زمور تحديد “كنيسة” للعبادة من أجل المسلمين على نموذج “كونسيستوار” وهي مؤسسة  كان نابليون الأول قد أنشأها لإدارة العبادة والتجمعات اليهودية في فرنسا.

وادعى المرشح الذي لم يعلن بعد بشكل رسمي عن خوض غمار رئاسيات 2022، أن الدولة فشلت في فرض سلطة قانونية وتنظيمية على الإسلام واستدل على ذلك بكون بعض الجمعيات الإسلامية رفضت الامتثال للقانون الذي وضعه وزير الداخلية جيرالد دارمانان، والذي يُلزم الجمعيات الدينية في فرنسا بالتصريح عن التمويل الذي تتلقاه من الخارج وتتجاوز قيمته 10 آلاف يورو سنويًا.

 

وتابع الكاتب والصحفي الذي يُشهر عداءه للمهاجرين والمسلمين في كل مناسبة، أن “الخروج من هذا المأزق” يقتضي تخيير المسلمين الفرنسيين في أي بلد يريدون العيش هل في “فرنسا هي الحرية والمساواة والأخوة” -كما سماها- أم “الإسلام والخضوع واللامساواة”.

وقال زمور إن الهوية الفرنسية تتعرض للهجوم من قبل الهيمنة الثقافية الأمريكية ومن طرف بعض الفرنسيين أنفسهم ثم الهجوم الإسلامي، وزعم المتحدث أن بعض الأحياء هجرها الفرنسيون بعد أن أصبحت “مدن غزو للإسلاميين”، بعد أن فرض سكانها على جيرانهم أسلوب حياتهم.

واعتبر أن فرض أسلوب الحياة الفرنسي هو التحدي في الانتخابات الرئاسية، قائلًا إن “التحول الديموغرافي في العالم وفرنسا يقود إما إلى جمهورية إسلامية أو إلى حرب أهلية مثل ما يحدث في لبنان”.

مرشح مقلق

وكانت أحزاب يمينية متطرفة في فرنسا قد روجت لترشح إيريك زمور كاتب العمود في صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية اليمينية في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد في أبريل/نيسان 2022، بالرغم من أن زمور لم يؤكد ذلك.

وخرج عدد من المسؤولين الفرنسيين من اليمين في تصريحات عبّرت عن القلق من إمكانية ترشح زمور للرئاسة ورأى البعض أن شعبيته التي صنعها من تصريحاته العنصرية لا تكفيه كي يصبح رئيسا لفرنسا.

حصل زمور على أصوات 8% ممن أجري عليهم استطلاع للرأي وهي النسبة التي لم تحصل عليها مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف التي تظل المنافس الأقوى لإيمانويل ماكرون رغم تراجع نسبها في استطلاعات الرأي.

وأبدى الزعيم اليميني كريستيان جاكوب انزعاجه في مقابلة إذاعية من احتمال ترشح زمور قائلًا “إنه ليس فعلًا الوقت المناسب لهذا السؤال”، بينما أكد النائب إريك سيوتي المرشح لانتخابات أولية محتملة لليمين أنه سيصوت لإريك زمور في حال صعوده ضد إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

من جهتها قالت المرشحة للرئاسيات المقبلة فاليري بيكريس -والتي أوصت قبل أيام بتشديد إجراءات مكافحة الإسلام السياسي في فرنسا- أنه “لكي نتمكن من الرئاسة في فرنسا علينا التفكير في شيء آخر غير مجرد الحديث عن الهجرة”.

وقال المرشح الرئاسي الجمهوري فيليب جوفين “يرغب الجمهوريون في أن تظل فرنسا في الاتحاد الأوربي وأنا لست متأكدا من أن زمور يريد ذلك”.

وفي تعليق للنائب الجمهوري أوليفييه مارليكس على ترشح زمور قال إن الانتخابات الرئاسية ليست برنامجا لاكتشاف المواهب وامتلاك موهبة لا يؤهل للترشح، وذلك في إشارة إلى إطلاق التصريحات المثيرة للجدل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فرنسية