إيران تعلن قرب عودتها لمفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي.. وبلينكن: الكرة في ملعبهم

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن- بيتسبرغ 30 سبتمبر(رويترز)

حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إيران مجددًا من أن الوقت بدأ ينفد لعودتها إلى الاتفاق النووي وقال “الكرة في ملعبهم، لكن ليس لوقت طويل”.

أما إيران فقد أكدت على لسان المتحدث باسم خارجيتها أن الحكومة الجديدة ستعود إلى طاولة المفاوضات النووية في فيينا “في غضون أسابيع قليلة”.

وفي تصريح صحفي عقب محادثات أمريكية-أوربية في بيتسبرغ أمس الخميس قال بلينكن “المجال المتاح محدود، وبدأ يتقلص”.

وشدد بلينكن على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مستعد لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي وقع في 2015 ونص على كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قرر في 2018 سحب بلاده من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على إيران، وهو ما تطالب إيران بالعودة عنه قبل تراجعها عن خطوات اتخذتها في إطار التحرر من التزامات نص عليها الاتفاق.

وقال بلينكن إن مجرد العودة إلى التقيد ببنود الاتفاق في مرحلة معينة لن يكون كافيًا للاستفادة مجددًا من منافعه بسبب التقدم الذي حققته إيران على صعيد برنامجها النووي.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية انخرطت “بحسن نية” على مدى أشهر في فيينا في محادثات غير مباشرة مع إيران حول العودة إلى التقيد ببنود الاتفاق.

وكانت إيران طلبت تعليق المحادثات في يونيو/حزيران بسبب انتقال الرئاسة من حسن روحاني الذي أيد الاتفاق وسعى إلى تحسين علاقات بلاده مع الغرب، إلى إبراهيم رئيسي.

ولم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المحادثات على الرغم من إعلان رئيسي تأييده للجهود الدبلوماسية الرامية لرفع العقوبات عن بلاده.

لوحة إرشادية تشير إلى مفاعل نطنز النووي في إيران (غيتي)

إيران ستعود إلى المفاوضات

وفي إيران أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس الخميس أن الحكومة الجديدة ستعود إلى طاولة المفاوضات النووية في فيينا “في غضون أسابيع قليلة”.

وقال سعيد خطيب زاده خلال “منتدى نورماندي للسلام” في “كان” غربي فرنسا “في غضون أسابيع قليلة، سنكون في وضع يمكننا من تحديد موعد مع أصدقائنا في أوربا، ثم يمكننا بدء المفاوضات في فيينا”.

وشدد خلال مداخلته بشأن الوضع الإيراني على أن إيران لن تضيع دقيقة للعودة إلى فيينا في جولة سابعة من المفاوضات بمجرد أن تحلل الحكومة بالتفصيل الجولات الست السابقة.

وأكد أن العمل التحليلي سيكتمل “ربما في غضون أيام قليلة” وكان قد قال في وقت سابق لصحيفة (لوموند) “لا أظن أنه سيتعين الانتظار وقتًا مثل الذي انتظرته إدارة بايدن لتعود حكومتنا إلى مفاوضات فيينا”.

وتساءل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “عندما وصل الرئيس بايدن إلى السلطة، كم من الأيام استغرق الأمر قبل أن يدخل الأمريكيون في المحادثات مرة أخرى؟”.

واستؤنفت المحادثات في 6 أبريل/نيسان في فيينا، بعد 77 يومًا من تولي جو بايدن منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، وقال في هذا الصدد “لم يمر أكثر من خمسين يومًا على تولي الحكومة الإيرانية الجديدة السلطة”.

ونص الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا عام 2015، على رفع جزء من العقوبات الغربية والأممية على إيران في مقابل التزامها عدم تطوير أسلحة نووية وتخفيض كبير في برنامجها النووي ووضعه تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.

لكن بعد الانسحاب أحادي الجانب للأمريكيين من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترمب، تخلت طهران تدريجًا عن معظم التزاماتها.

وتهدف مفاوضات فيينا التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، إلى عودة واشنطن في الاتفاق وضمان احترام إيران لالتزاماتها الرامية إلى منعها من الحصول على أسلحة نووية.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية