أنصار ترمب يقتحمون الكونغرس وفرض حظر التجول في واشنطن (فيديو)

أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب يقتحمون مبنى الكونغرس
أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب يقتحمون مبنى الكونغرس (رويترز)

اقتحم عدد من أنصار الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب مبنى الكونغرس الأمريكي بالتزامن مع انعقاد جلسة خاصة لمناقشة نتائج المجمع الانتخابي والتصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن.

واخترق محتجون مؤيدون لترمب الحواجز الأمنية المحيطة بالكونغرس، واعتلوا منصة وضعت من أجل تنصيب بايدن، كما تجوّل عدد منهم بحرية في إحدى قاعات المبنى.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن عددًا من عناصر الشرطة أصيبوا خلال محاولة الاقتحام، كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر في الكونغرس أن أوامر صدرت لموظفي الكونغرس والصحفيين بالاحتماء في أماكنهم.

وقال شاهد عيان من رويترز داخل مجلس النواب إن شرطة الكونغرس طلبت من الصحفيين بالداخل الاستلقاء على الأرض.

وأعلنت موريل براوزر -عمدة بلدية واشنطن- فرض حظر تجول في المدينة من السادسة مساءً حتى السادسة من صباح غد الخميس (بالتوقيت المحلي).

ونقلت رويترز عن رئيسة مجلس النواب الأمريكي بيلوسي ورئيس بلدية العاصمة واشنطن مطالبتهما بقدوم الحرس الوطني لإخراج المتظاهرين من مبنى الكونغرس.

وقال معاون بالكونغرس إن بيلوسي قد أجليت من المبنى وهي آمنة، كما أكد معاون لنابئة الرئيس المنتخبة، كاملا هاريس، أنها آمنة ولم يفصح عن مكانها، ورافقت شرطة الكونغرس أعضاء مجلس النواب خارج قاعتهم، فضلًا عن إجلاء المشرعين الموجودين في الطابق الثالث من المبنى، وفق وسائل إعلام أمريكية.

من جهته، قال ميتش ماكونيل -زعيم الجمهوريين بمجلس النواب- إنه سمع خلال وجوده مع شرطة الكونغرس عبر جهاز لاسلكي إطلاق نار، مضيفًا أنه تحدث إلى ترمب وحثه على إصدار بيان لتهدئة المحتجين.

بعدها بدقائق، غرّد ترمب مطالبًا الجميع في مبنى الكونغرس بالحفاظ على السلمية.

وشدّد ماكونيل في مقابلة مع فوكس نيوز على أن الاحتجاجات في مبنى الكونغرس “لا تمت لأمريكا بصلة، ويجب أن تتوقف فورًا”.

وقال مراسل نيويورك تايمز عبر تويتر “إن السيناتور الجمهوري ميت رومني يقول إن ترمب هو السبب في هذا التمرد”، مضيفًا أن وزارة الدفاع الأمريكية رفضت طلب مسؤولي العاصمة نشر الحرس الوطني في محيط مبنى الكونغرس.

وندّد عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بما أسموه “محاولة انقلاب” يقودها أنصار ترمب، والذين تمكنوا من اقتحام مبنى الكابيتول، محذّرين من أن هذا التحرك مكتوب له الفشل.

وغرّد النائب الديموقراطي وليام باسكريل “نشهد محاولة انقلاب بتشجيع من مجرم البيت الأبيض. لكنّ المحاولة محكوم عليها بالفشل”.

وقالت النائبة ديانا ديغيتي “هذه ليست مظاهرة، إنها محاولة انقلاب”، مندّدة في الوقت نفسه “بالفوضى التي خطّط لها رئيسنا”.

وكرر ترمب في خطاب ألقاه أمام الآلاف من أنصاره بالقرب من البيت الأبيض في وقت سابق، مزاعم لا أساس لها بشأن تزوير في الأصوات، وشجع الحشد على السير إلى مبنى الكابيتول.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) طلبًا من مسؤولي العاصمة واشنطن لنشر الحرس الوطني في مبنى الكونغرس (الكابيتول)، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصدر لم تكشف عن هويته.

وذكرت الصحيفة، في وقت سابق، أن بيلوسي قد طلبت من الحرس الوطني “تطهير وتأمين” مبنى الكابيتول.

وفي أول إعلان عن إصابة جراء الاقتحام، قالت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية إن “امرأة في حالة حرجة بعد إصابتها بعيار ناري في الصدر بمحيط مبنى الكونغرس”.

وقد أصيبت المرأة برصاصة في الكتف -على ما ذكر عنصر أمن لصحيفة (واشنطن بوست)- ونقلت على حمالة.

إصابة سيدة في اقتحام مبنى الكابيتول
إصابة سيدة في اقتحام مبنى الكابيتول (مواقع التواصل)

وقالت الشبكة نفسها إن الغاز المسيل للدموع استُعمل لاحتواء احتجاجات أنصار ترمب في محيط مبنى الكونغرس، مضيفة أن شرطة واشنطن طلبت دعمًا إضافيًا وعمدة المدينة يفرض حظر التجول في المدينة بدءًا من السادسة مساءً.

وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن شرطة مبنى الكونغرس طالبت أعضاء المجلس بارتداء أقنعة واقية من الغاز بعد اقتحام أنصار ترمب المبنى، قبل وقت قصير من مساء الأربعاء.

وكان مئات من أنصار ترمب اقتحموا مبنى الكونغرس، وذلك حسبما ذكرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية استنادًا إلى أمن الكونغرس.

وأدى استمرار المواجهات بين أنصار ترمب والشرطة واقتحام باحات الكونغرس إلى وقف مفاجئ لجلستي مجلس الشيوخ والنواب المخصصة لمناقشة نتائج المجمع الانتخابي والتصديق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.

وغادر بنس الكونغرس بعد مواجهات أنصار ترمب والشرطة، في حين، غرّد ترمب “لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة للقيام بما كان ينبغي القيام به لحماية بلدنا ودستورنا”.

واعترض نواب جمهوريون، الأربعاء، على إقرار الكونغرس الأمريكي فوز بايدن على ترمب بولاية أريزونا في انتخابات الرئاسة التي أجريت في نوفمبر الماضي، في خطوة من المتوقع أن يبطلها مجلسا النواب والشيوخ بكامل هيئتيهما، وسيناقش كلا المجلسين الاعتراض قبل التصويت على قبوله أو رفضه.

قال الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب، الأربعاء، لحشد من أنصاره “سنتحرك معًا نحو الكونغرس لنحاول منح الجمهوريين الفخر والجرأة التي يحتاجونها لاستعادة بلادنا”.

وأضاف أنه “لن يستسلم مطلقًا ولن يعترف أبدًا بالهزيمة” أمام الديمقراطي جو بايدن، معيدًا التأكيد مرة أخرى -دون سند- على أن الانتخابات شهدت تزويرًا واسع النطاق.

وخلال تجمع مموّل من حملته الانتخابية في متنزه قرب البيت الأبيض، قال ترمب “سنوقف السرقة”، مشيرًا -دون تقديم أدلة- إلى أن “مئات الآلاف” حاضرون، كما هاجم بشراسة معسكره الجمهوري.

ووصف ترمب قادة الجمهوريين بأنهم “ضعفاء” و”مثيرون للشفقة”، في كلمة أدلى بها أمام تجمع لأنصاره تحت سماء ملبّدة بالغيوم، وقد بدا البيت الأبيض خلفه.

وأصر على رفضه الهزيمة قبل دقائق من بدء الكونغرس في إجراء شكلي بحت، يتمثّل في تسجيل تصويت كبار الناخبين لصالح خصمه الديمقراطي.

لكن النتائج واضحة وتشكل ضربة قاسية لرجل الأعمال السابق، الذي يرفض الاعتراف بهزيمته، فيما يتعرض لانتقادات متزايدة حتى من داخل المعسكر الجمهوري.

ورغم اعتراف بعض الشخصيات الجمهورية البارزة -ومن بينها ميتش ماكونيل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ- أخيرًا بفوز جو بايدن، ما زال بإمكان ترمب الاعتماد على الدعم الراسخ لعشرات البرلمانيين.

وجدّد ترمب، الأربعاء، الضغوط على نائبه مايك بنس الذي يقع على عاتقه إعلان جو بايدن فائزًا في الرئاسة الأمريكية.

وقال ترمب أمام أنصاره “في حال قام مايك بنس بالأمر الصحيح سنفوز بالانتخابات. هو يملك الحق المطلق في ذلك. إن لم يفعل سيكون ذلك يوما مؤسفًا لبلادنا”.

وقال بنس، الأربعاء، إنه لن يعارض المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، مبررًا ذلك بـ”قيود” يفرضها الدستور، وعرض بنس حججه في رسالة نشرها قبيل بدء جلسة الكونغرس الخاصة بتسجيل النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية.

ويرأس بنس جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ التي ستصادق، الأربعاء، على تصويت الناخبين الكبار، لكن الدستور ينص على أن دوره يقتصر على “فتح” الشهادات المرسلة من كل من الولايات الأمريكية الخمسين لنقل أصوات الناخبين الكبار فيها.

ويمكن فقط لأعضاء الكونغرس الاحتجاج على نتائج بضع الولايات، إلا أن الضغوط الرئاسية تضع مايك بنس في موقف حرج.

وامتنع جو بايدن عن التعليق على هذه الضغوطات غير المسبوقة، بينما سيلقي كلمة، الأربعاء، تتمحور حول الاقتصاد الأمريكي.

واحتشد ألوف من أنصار ترمب، وبينهم أعضاء في جماعات يمينية متطرفة، في واشنطن للاحتجاج على اجتماع الكونغرس للتصديق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، والتي أُجريت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي.

ووعد ترمب، الذي خسر الانتخابات، بأن يوجه كلمة للمحتجين في حديقة قرب البيت الأبيض الذي من المقرر أن يتسلمه بايدن خلال أسبوعين، وغرّد على تويتر “حشود كبيرة!”.

وحمّس إريك ترمب، أحد أبناء دونالد ترمب، الحشود التي تلوح بأعلام بالتطرق لنظريات مؤامرة لا أساس لها.

وسأل إريك ترمب الحشود “هل يوجد أي شخص هنا يعتقد بالفعل أن جو بايدن فاز بالانتخابات؟”، ليصيح المحتشدون: “لا”.

وصدّقت كل الولايات الأمريكية على أن بايدن فاز بالانتخابات بعدد 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتا لترمب، الذي تعثرت جهوده للتشكيك بفوز بايدن.

وقال إريك ترمب “لا يهم. بوسعهم أن يكذبوا، بوسعهم أن يغشوا، بوسعهم أن يسرقوا. أبي بدأ حركة، وهذه الحركة لن تموت أبدا”.

وطلبت الشرطة من المحتجين عدم إحضار أسلحتهم إلى واشنطن التي تطبق بعض أشد قوانين الأسلحة صرامة في البلاد، وتحظر حمل الأسلحة النارية بشكل علني.

وإن كانت نتيجة هذا الإجراء الدستوري الذي عادة ما يكون مسألة شكلية بسيطة، ليست موضع شك، إلا أن حملة ترمب الساعي لإبطال نتائج الانتخابات تضفي على هذا اليوم طابعًا خاصًا.

وقد حاول أنصار ترامب، مساء الثلاثاء، الوصول إلى ساحة (حياة السود مهمة) في واشنطن، لكن شرطة مكافحة الشغب منعتهم باستخدام رذاذ الفلفل والهراوات.

وفي السياق، هزم المرشح الديموقراطي لمجلس الشيوخ رافييل وارنوك (51 عامًا) السناتورة الجمهورية كيلي لوفلر (50 عامًا)، ودخل التاريخ لأنه أول سيناتور أسود يُنتخب في ولاية جنوبية.

وقال القس، الذي يدير كنيسة في أتلانتا كان يشرف عليها مارتن لوثر كينغ، لمحطة (سي إن إن) الإخبارية “ما حصل مساء أمس (الثلاثاء) رائع”.

أما المرشح الديموقراطي الآخر جون أوسوف فقد أعلن فوزه بالمقعد الثاني في مجلس الشيوخ في الانتخابات الفرعية بولاية جورجيا، مؤكدًا أن انتصاره سيمنح الرئيس المنتخب جو بايدن السيطرة على المجلس.

وقال أوسوف في بيان نشرته قنوات التلفزيون “جورجيا، شكرًا جزيلًا على الثقة التي أوليتها لي. يشرفني دعمكم وتقديركم وثقتكم وأتطلع لخدمتكم”.

وفي حال تأكد فوزه سيكون أوسوف (33 عامًا) أصغر سيناتور ديموقراطي منذ جو بايدن في 1973.

وعندها سيحصل الديموقراطيون على خمسين مقعدًا في مجلس الشيوخ تمامًا مثل الجمهوريين، لكن الدستور الأمريكي ينص على أن نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس سيكون لها الكلمة الفصل في التصويت لتميل الدفة لصالح الديموقراطيين.

ويمثل أداء الديموقراطيين في هذه الولاية الجنوبية المحافظة تقليدًا، صفعة قاسية للحزب الجمهوري. وإذا تأكد النصر المزدوج، فإن الجمهوريين -بعد خسارتهم البيت الأبيض- سيخسرون أيضًا مجلس الشيوخ.

ونجح الديموقراطيون المدفوعون بفوز جو بايدن بالولاية في 3 نوفمبر، وهو الأول منذ 1992، في حشد ناخبيهم خصوصًا السود منهم وهو مفتاح أي نصر ديموقراطي.

وفي دليل على الأهمية الكبرى التي تكتسيها هذه الانتخابات، زار بايدن وترمب الولاية لدعم مرشحيْهما، الإثنين الماضي، وقال ترمب خلال مهرجان انتخابي في دالتون “قد تكون هذه الانتخابات الفرعية فرصتكم الأخيرة لإنقاذ أمريكا كما نحبها”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات