بين الترحيب والتساؤل والرفض.. تباين إعلامي تجاه المصالحة الخليجية

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد (رويترز)

تباينت ردود فعل وسائل إعلام دول الحصار، حول المصالحة بين السعودية وقطر وفتح المعابر البرية والبحرية والأجواء بين البلدين، عشية انطلاق القمة الخليجية في السعودية.

وأعلن وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، أمس الاثنين، أنه تم الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر اعتبارا من مساء اليوم.

وقال” بناء على اقتراح أمير الكويت الشيخ نواف.. فقد تم الاتفاق على فتح الاجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر اعتبارا من مساء اليوم”.

القمة الخليجية

وقالت صحيفة عكاظ السعودية إن القمة “يجب أن تبرهن لدول مجلس التعاون أنه لا يروق لإيران أن تتوحد دول الخليج”، بينما تساءلت صحيفة الأيام البحرينية “كيف سيكون شكل المصالحة بعد شكوى قطر ضد البحرين؟” في وقت رفض إعلاميون مصريون مقربون من الرئيس عبد الفتاح السيسي فكرة المصالحة برمتها.

وقالت صحيفة (عكاظ) “أكد عدد من الخبراء في الشأن اليمني أن التهديدات التي أطلقتها المليشيات الحوثية على لسان متحدثها العسكري في مؤتمر صحفي، وقوله بأن هناك 10 أهداف حيوية وحساسة في العمق السعودي ضمن بنك أهداف قواتهم قد تتعرض للضرب في أي لحظة، يأتي بإيعاز من النظام الإيراني، الذي زاد أوجاعه انعقاد القمة الخليجية”.

وأضافت “أشار الخبراء إلى أن هذه التهديدات يجب أن تبرهن لدول مجلس التعاون الخليجي أنه لا يروق لإيران أن تتوحد دول الخليج في مواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد استقرارها وأمن شعوبها، ومصدرها طهران وأذرعها الإرهابية في صنعاء وبيروت وبغداد”.

ماذا يجري حولنا؟

وفي البحرين كتب المحلل السياسي للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون “حمد العامر” مقالا مطولا في صحيفة الأيام البحرينية بعنوان” إللي في الجدر.. يطلعه الملاس” طرح فيه تساؤلات عديدة.

وقال “ماذا يجري حولنا؟ إلى أين نسير ونمضي؟ أيعقل ما نشهده واقعا من انهيار للقيم والعادات والأصول الإسلامية العربية الخليجية الأصيلة؟ هل يمكن أن تُباع روابط التاريخ والأخوة والمستقبل الواحد مقابل المصالح الذاتية؟.

وأضاف” كيف سيكون شكل المصالحة بعد شكوى قطر ضد البحرين، والوجود العسكري التركي على الأراضي القطرية؟ وما هو مستقبل (الجزيرة) وما مصير الإخوان المتآمرين الذين وجدوا في الدوحة ملاذهم الآمن؟.

وقال “تحركات مكوكية لأمين عام مجلس التعاون لعواصم دول الخليج الخمس حاملًا دعوات كان ينقلها -منذ تأسيس المجلس- وزير خارجية الدولة التي تستضيف القمة، إلا أنه وبسبب الخلاف الخليجي الذي طال أمده، أصبح الأمين العام لمجلس التعاون هو (المخرج الدبلوماسي).

في مصر.. لا تصالح مع قطر

أمّا في مصر فقد أتت ردود فعل إعلاميين مقربين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متقاربة في رفض المصالحة، فقد قال الإعلامي المقرب من النظام، مصطفى بكري: “إذا لم تستجب قطر للشروط الـ ١٣ فلن تجد قطر من يردعها”.

وأضاف: “حديث المصالحة يدّوي والجزيرة القطرية لاتزال تبث سمومها ضد مصر، ولا زالت المؤامرة القطرية الإخوانية مستمرة، عن أي مصالحة تتحدثون”.

وقال” لاتزال قناة الجزيرة تبث سمومها ضد مصر، لا تظنوا أن قطر ستتراجع عن مشروعها ولا تجاملوا الأمريكان على حساب الأمن القومي العربي، المصالحة مع قطر تفتح أمامها الطريق لارتكاب المزيد من المؤامرات ضدنا جميعا”.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، المقرب هو الآخر من عبد الفتاح السيسي إن مصر لن تتصالح مع قطر، وذلك قبيل ساعات من القمة الـ41 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضح موسى في منشور على صفحته في فيسبوك: “من الآخر مصر لن تتصالح مع النظام القطري.. لا مصالحة ولا تصالح مع أعداء بلادي”.

أمّا الإعلامي عمرو أديب، فقد قال بخصوص المصالحة السعودية القطرية” المصالحة مع قطر: موقفنا واضح وثابت وما اتغيرش أسلم تسلم سيب وأنا سيب”.

والأسبوع الماضي، أكد المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد حافظ، أن مصر “دائما ما تسعى لدعم الجهود الصادقة المبذولة للحفاظ على وحدة الصف العربي”.

وأرسلت مصر وزير خارجيتها سامح شكري ليمثل بلاده في قمة العلا. وقالت وسائل إعلام محلية رسمية إن شكري سافر إلى مدينة العلا في السعودية بعد الإعلان أن الرياض ستفتح مجالها الجوي وحدودها البرية والبحرية مع قطر.

وكانت مصر قد انضمت إلى السعودية والإمارات والبحرين في قطع العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة والسفر مع قطر في منتصف عام 2017 متهمة الدوحة بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه قطر.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام + وسائل إعلام سعودية