لمواجهة أي “تهديد” إيراني.. الولايات المتحدة تبقي حاملة الطائرات في الخليج

حاملة الطائرات الأمريكية USS Nimitz (وكالات)

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن حاملة الطائرات (يو.إس.إس نيميتر) ستبقى في الخليج، مشيرة إلي ما وصفته بـ”التهديدات الأخيرة” من جانب إيران.

ويعد هذا تراجعا عن عودة حاملة الطائرة إلى قاعدتها بالولايات المتحدة، بعدما أشارت تقارير أمريكية الأسبوع الماضي؛ إلي قرار البنتاغون بسحب حاملة الطائرات.

وكانت حاملة الطائرات قد بدأت عمليات لها في نوفمبر/تشرين الثاني، بالخليج، واعتبرت تلك التقارير قرار السحب بـ “مؤشر إلى خفض التصعيد” مع إيران.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة كريستوفر ميلر “إن حاملة الطائرات (يو إس إس نيميتز USS Nimitz) ستبقى في موقعها في منطقة عمليات القيادة الوسطى الأمريكية بالشرق الأوسط، على خلفية ما اعتبرته واشنطن تهديدات إيرانية تجاهها”.

وأضاف ميلر في بيانه؛ أنه أمر بوقف إعادة الانتشار الروتيني لحاملة الطائرات بسبب التهديدات الإيرانية ضد الرئيس دونالد ترمب ومسؤولين حكوميين آخرين، قائلا إنه لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزيمة الولايات المتحدة.

وكانت شبكة “سي إن إن” قد نقلت الأسبوع الماضي عن مسؤولين بالبنتاغون أن وزير الدفاع بالإنابة قرر سحب حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” خارج الخليج لخفض التوتر مع إيران، مشيرة إلى أن هناك انقسامات داخل البنتاغون بشأن مستوى التهديد الحالي من طهران.

يأتي ذلك القرار بالتزامن مع إحياء إيران الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل العام الماضي في العراق بعملية أمريكية.

وردا على تلك الخطوة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاد:” إن بلاده حذرت واشنطن من أنها تتحمل مسؤولية أي مغامرة في المنطقة، كما حذرت دول المنطقة من الانخراط فيها”.

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليماني (أسوشيتد برس)

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، أن طهران لا تسعى للتوتر في المنطقة، وأنها لن تتردد في الدفاع عن أمنها بقوة.

وشدد المتحدث الإيراني؛ على أن طهران لن تتفاوض بشأن قدراتها الدفاعية والصاروخية، وهي ستطورها بحسب احتياجاتها الدفاعية، على حد تعبيره.

وقبيل ذكرى اغتيال سليماني، قال جوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة له عبر تويتر، إن “عملاءً استفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق” لوضع الرئيس دونالد ترمب في مأزق بسبب حرب ملفقة”. واعتبر ظريف، مساء الأحد، أن ترمب هو “الإرهابي الرئيسي”.

وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتر “إن يد إسرائيل على الزناد لأن إيران تستهدفها باتهاماتها وتبحث عن ذرائعَ لضربها”.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي متأهبٌ لمواجهة أي هجوم إيراني قد تنفذه مليشيات موالية لإيران. ودعا وزير الطاقة إلى تفكيك المشروع النووي الإيراني برمته، لا تجميده، في أي اتفاق مستقبلي.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية لموقع “واللا” العبري، أن إيران ما زالت تخطط لهجوم انتقامي لمقتل عالمها النووي محسن فخري زاده، على الرغم من التنسيق العسكري عالي المستوى بين إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وأضافت أن الأجهزة الأمنية بأذرعها المختلفة تواصل حالة التأهب واليقظة، تحسبا لوقوع أي هجوم إيراني على أهداف إسرائيلية.

على صعيد متصل، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن إن “مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني لم يجعل أمريكا أكثر أمنا”.

وأضاف -خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أن إيران أقرب اليوم إلى حيازة سلاح نووي أكثر مما كانت عليه قبل سنة.

كما شدد سوليفان على أن برنامج إيران للصواريخ الباليستية يجب أن يكون جزءًا من المفاوضات حول اتفاق نووي مع طهران، مضيفًا أن إدارة بايدن تعتقد بإمكانية إجراء مفاوضات حول الملف النووي الإيراني بمشاركة لاعبين إقليميين حول الاتفاق.

واتهمت طهران الرئيس الأمريكي ترمب بالسعي إلى اختلاق “ذريعة” لشن “حرب” قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني بعد ولاية شن خلالها حملة “ضغوط قصوى” على طهران.

وكان ترمب قد اتهم طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد في 20 ديسمبر/كانون الأول.

وأثارت المواقف المتشددة لطهران وواشنطن طوال العام الماضي، مخاوف من اندلاع صراع بين الطرفين يكون العراق مسرحا له.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات