مقال بواشنطن بوست: أردوغان يريد من إدارة بايدن الاعتراف بواقع تركيا الجديد

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(يمين) والرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خلال لقاء في عام 2016 (وكالة الأناضول)

أفاد مقال لصحيفة واشنطن بوست بأن الإدارة الأمريكية الجديدة، وهي تستعد لصياغة سياستها الخارجية في المنطقة العربية والعالم، فإن تركيا ستكون من أكثر الملفات صعوبة أمام فريق عمل الرئيس جو بايدن.

واعتبر المقال الذي كتبته الباحثة التركية “أسلي أيدنطشباش” أن تركيا تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، رغم أنها كانت تبتعد عن الغرب، وتغازل روسيا، فإنها ظلت على الدوام شريكا في الناتو وقوة إقليمية يصعب على الساسة الأمريكيين تجاهلها.

وكانت أنقرة قد أثارت غضب واشنطن، من خلال شرائها منظومة صواريخ إس -400 الروسية، ومحاربة القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا. لكنها بالمقابل، تمكنت بذكاء واضح من سد الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي في المنطقة. من خلال توسيع نطاق وجودها العسكري في منطقة القوقاز والشرق الأوسط.

وأضاف المقال أنه مع تزايد نفوذ القيادة التركية وتنامي قدراتها الدفاعية، لم يعد أردوغان، رجل تركيا القوي، مهتمًا بأن يكون مخلصًا للغرب. فهو يرى بأن على تركيا أن تسعى وراء مصيرها، وأن تعترف إدارة بايدن بواقع تركيا الجديد كما يراه، وأن تظل رقما صعبا محليا وإقليميا.

وتوصف العلاقة بين أنقرة وواشنطن خلال العقود الماضية، بأنها “شراكة إستراتيجية”، لكن يبدو أن الوضع اليوم تغير نظرًا لانعدام الثقة المتبادلة.

وقال أحد كبار مستشاري أردوغان، في إشارة إلى إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في اللحظة الأخيرة عن عقوبات على وكالة المشتريات العسكرية التركية الشهر الماضي “لقد قدم لنا ترمب خدمة بشكل ما. والآن يمكننا المضي قدمًا ونبدأ صفحة جديدة”.

وأكد التقرير أن كبار مساعدي أردوغان ومستشاريه، وهم يستعدون لعهد بايدن، كانوا يشيرون إلى الطريقة الخاصة لترمب في التعامل مع نظيره التركي، من خلال تجاوز مؤسسته وعقد صفقات شخصية مع أردوغان. لكنه مع ذلك فشل في حل أي من القضايا الرئيسية في التحالف.

ويرغب المقربون من الرئيس أردوغان في أن يتصرف الرئيس جو بايدن مثل ترمب، وهم يأملون في الحصول على صفقة سياسية كبيرة تتضمن تنازلات أمريكية بشأن منظومة إس-400 ، وسوريا، وقضية أخرى في نيويورك ضد بنك تركي مملوك للدولة.

منظومة إس 400 الروسية أحد الملفات الخلافية الكبرى بين واشنطن وأنقرة ( رويترز) (غيتي)

وقال مستشار أردوغان “نحن الدولة الوحيدة التي تقاوم التوسع الروسي في سوريا وأماكن أخرى”.

وأضاف “لقد طور الرئيس أردوغان علاقة مع فلاديمير بوتين وهو الزعيم الغربي الوحيد الذي يمكنه إجراء محادثة صريحة معه”.

وأكد المسؤول التركي أن إدارة بايدن يجب أن تنظر إلى هذا الأمر على أنه أحد الامتيازات الكبرى التي تحظى بها تركيا. وأن القيادة التركية ترفض التخلي عن روسيا، لأنها تريد أن يكون لها دور في كل معسكر.

المصدر : الجزيرة مباشر + واشنطن بوست