فيديو متداول لقائد بالجيش المصري يحرض على قتل القرضاوي.. ما القصة؟ (شاهد)

تداول رواد  مواقع التواصل في مصر مقطع فيديو، يعود تاريخه إلى شهر فبراير/ شباط 2011، يحرّض فيه لواء بالجيش على قتل الشيخ يوسف القرضاوي.

وجاء تحريض لواء الجيش على قتل القرضاوي، بعد أيام من عزل الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعقب خطبة جمعة ألقاها القرضاوي في جموع المتظاهرين بميدان التحرير (أكبر ميادين وسط القاهرة) في 18 من فبراير/ شباط 2011.

وظهر في المقطع لواء بالجيش المصري يتحدث إلى الناشط السياسي ممدوح حمزة قائلًا “أنا معرفش مين القرضاوي؟ وإيه اللي جابه؟”، قبل أن يواصل “مموتهوش ليه؟” في تحريض على قتل الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وانتشر مقطع التحريض على قتل القرضاوي بالتزامن مع الذكرى العاشرة لثورة يناير، والتي يرى مراقبون أن المؤسسة العسكرية اختطفتها من المجتمع المدني، واحتكرت كل مكتسباتها، وضاعفت من قبضتها الأمنية على شتى مفاصل الدولة.

وتناقلت منصات التواصل صور الضابط المحرّض على قتل القرضاوي، وهو اللواء سعيد محمد عباس، الذي كان يشغل منصب مساعد قائد المنطقة المركزية العسكرية، ثم تولى رئاسة أركان المنطقة نفسها. وفي 2013، شغل عباس منصب قائد المنطقة الشمالية العسكرية، وفي العام التالي عُيِّن مديرًا لسلاح المشاة، ثم شغل منصب مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 2016، وعُيِّن محافظًا للمنوفية  في أغسطس/ آب 2018.

وفي 30 من يونيو/ حزيران 2017، اعتقلت السلطات المصرية علا، ابنة الشيخ القرضاوي، وزوجها حسام خلف، إثر اتهامهما بـ”الانتماء لجماعة أُسست بالمخالفة للقانون، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن ومؤسسات الدولة وتمويل تلك الجماعة”، ومنذ ذلك الحين يُجدد حبسهما بشكل دوري، وسط مخاوف على حالتهما الصحية.

وفي يوليو/ تموز 2019، قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل علا القرضاوي بتدابير احترازية، لكن بعدها بساعات قررت النيابة حبسها في قضية جديدة.

وفي السياق، انتقدت منظمة “مراسلون بلا حدود” وضع حرية الصحافة في مصر بعد مرور 10 سنوات على اندلاع الثورة، مشيرةً إلى أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يفرض قبضة من حديد على الصحفيين ووسائل الإعلام، لافتةً إلى أن مصر أصبحت من أكبر سجون العالم للصحفيين، إذ يقبع 32 صحفيًا خلف القضبان حاليًا.

واستنكرت المنظمة في تقرير لها تحت عنوان “حرية الصحافة في الحضيض بعد عشر سنوات على الثورة”، حالة التصعيد القمعي الذي يطال وسائل الإعلام في البلاد، وموجة الاعتقالات التي شملت ما يفوق مئة من الصحفيين.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الذكرى العاشرة لثورة يناير تحل في مصر، وسط حالة من الانسداد السياسي، وتبخر للحريات والمكاسب التي حققتها، عقب إطاحة مبارك عام 2011.

وأضافت الوكالة -في تقرير لها بمناسبة ذكرى ثورة يناير- أن حكومة السيسي (بخلفيته العسكرية) لا تدخر جهدًا لتجنب تكرار مثل هذا السيناريو، وتقمع بقسوة كل أشكال المعارضة، مؤكدة على أن السجون المصرية تعاني من الكثافة العددية بعدما ضمت، بينهم نشطاء وسياسيون وصحفيون ومحامون وفنانون ومثقفون.

ورصدت أشكال مصادرة الحريات في مصر منذ الثورة، وأشارت إلى أنه منذ عزل الجيش للرئيس محمد مرسي (أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر)، عام 2013، خسر المجتمع المدني المصري تدريجيًّا كل مساحة للحرية.

وكان المصريون قد خرجوا في 25 من يناير/ كانون الثاني 2011 مطالبين بإسقاط نظام مبارك، وتحت ضغط الشارع وميدان التحرير، فضلًا عن المحافظات الأخرى، تمكن المصريون من إطاحة مبارك، ثم جاء مرسي في أول انتخابات بعد الثورة، قبل أن ينقلب الجيش عليه بعد عام واحد.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل