“جيش نصف الشعب”.. مساع إسرائيلية لتجنيد اليهود المتدينين والعرب إجباريا

اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من الطلاب اليهود (مواقع التواصل الإجتماعي)

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، عن مساعيه لتجنيد كافة مواطني إسرائيل بمن فيهم مواطنون عرب ومتدينون يهود بالخدمة الوطنية الإلزامية.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن غانتس “هدد بالتحرك لتجنيد جميع المتدينين الإسرائيليين، الذين تم إعفاؤهم حاليًا إلى حد كبير من الخدمة العسكرية، بداية من الشهر المقبل”.

وأشار إلى أن غانتس كان قد قدّم خطة جديدة لمعالجة سياسة التجنيد الشاملة في البلاد، وقال غانتس “الجيش الإسرائيلي تحوّل من جيش الشعب، إلى جيش نصف الشعب”.

ولعقود، حافظ المتدينون الإسرائيليون على إعفاء شبه شامل من الخدمة الوطنية، بدعوى التفرغ للدراسة الدينية، لكن في عام 2012 ألغت المحكمة العليا القانون الذي يسمح بهذا الترتيب، باعتباره تمييزيًا.

وأضاف الموقع “تمت صياغة قانون جديد لمعالجة هذه القضية، لكنّ المحكمة ألغت هذا أيضًا في عام 2017، وطالبت الحكومة بإقرار تشريع جديد بشأن هذه المسألة، وإلا سيُجبر المتدينون الإسرائيليون على التجنيد”.

وبحسب الموقع، فإن وزراء الدفاع الذين تعاقبوا على هذا المنصب، منذ العام 2017، كانوا يطلبون من المحكمة العليا، تمديد الإعفاء من التجنيد، وهو ما تم فعلا، لأنهم فشلوا في صياغة وإقرار تشريع لا يتعارض أيضًا، مع قانون عدم التمييز. لكنه أشار إلى أنه “من المقرر أن ينتهي التمديد الحالي يوم الاثنين المقبل، الأول من فبراير/ شباط”.

ونقل الموقع عن غانتس، قوله في مؤتمر صحفي، مساء الأربعاء، إنه لن يطلب تمديدًا آخر ما لم يتم إقرار  خطته “التي تتطلب خدمة وطنية، ليس فقط من قبل المتدينين الإسرائيليين، ولكن أيضًا من قبل العرب الإسرائيليين، المعفيين قانونًا أيضًا”.

ويُشكل المتدينون اليهود نحو 10% من المواطنين اليهود في إسرائيل، في حين يُشكل العرب أكثر من 20% من مواطني إسرائيل البالغ عددهم أكثر من 9 ملايين نسمة.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” إن المتدينين اليهود في إسرائيل، يعارضون بأغلبية ساحقة، أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، واحتج البعض  الأكثر تطرفا منهم في المجتمع المتدين بعنف على التجنيد العسكري.

وأضاف “لم يُطلب من عرب إسرائيل، الذين يُنظر إليهم عمومًا على أنهم أقل ارتباطًا بأجهزة الدولة، أداء أي خدمة وطنية”.

والتجنيد في إسرائيل، إلزامي للذكور والاناث، ممن بلغوا سن الثامنة عشرة، وتبلغ فترة التجنيد 24 شهرا للإناث و36 شهرا للذكور.

وقال غانتس في مؤتمره الصحفي “أخطط للذهاب إلى رئيس الوزراء والمطالبة بأن يحصل هذا الاقتراح على موافقة الحكومة في الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء، وفقًا لتوجيهات النائب العام”.

وأضاف “إذا لم تتم الموافقة على هذا الاقتراح، فإن موقفي أمام المحكمة العليا، سيكون معارضة تمديد مشروع القانون”.

وكانت خلافات عديدة سابقة بين غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أدت إلى حل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة في 23 مارس/ آذار المقبل.

وفي هذا الصدد قال غانتس “أعلم بأن هذا الإعلان يأتي قبل الانتخابات، مما يجعل الأمر يبدو كما لو أن هذه الخطوة كانت جزءًا من حملتي، وليس اقتراحًا سياسيًا جادًا”.

وأضاف “أعرف ما ستقولونه، لكن هذه ليست حيلة انتخابية وإنما استمرار لعملية سليمة”.

وقال الموقع “وفقًا لخطة غانتس، سيُطلب من جميع الإسرائيليين في النهاية أداء شكل من أشكال الخدمة الوطنية بعد المدرسة الثانوية، كل عام، سيطلب من 5000 شخص إضافي أداء الخدمة الوطنية، بحيث أنه بعد من ست سنوات إلى ثماني سنوات، سيتم تجنيد كل شخص مؤهل”.

وأضاف “سيُطلب من الجميع أداء الخدمة الوطنية لمدة عامين، وسيؤدي هذا إلى تقصير مدة الخدمة العسكرية، وهي خطوة من المؤكد أنها ستواجه انتقادات من الجيش الإسرائيلي، الذي يعارض بالفعل مدة الخدمة الحالية البالغة عامين وستة أشهر للرجال، انخفاضًا من ثلاث سنوات قبل عام 2015”.

وتابع “تهدف الخطة إلى جمع مجموعات مختلفة في المجتمع الإسرائيلي معًا من خلال الخدمة الوطنية وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى التدريب والتعليم لمساعدتهم في الحصول على وظائف لاحقًا في الحياة”.

وقال الموقع “لا تشمل الاستثناءات فقط المتدينين والعرب الإسرائيليين، ولكن أيضًا عددًا متزايدًا من الإسرائيليين الذين تم تسريحهم من الخدمة لأسباب تتعلق بالصحة العقلية أو لأسباب جسدية”.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر