“هذه حكاية وفاة عبد الله مرسي باختصار”.. تفاعل واسع مع تغريدة لنجل الرئيس المصري الراحل

الرئيس الراحل محمد مرسي "يسار" ونجله الأصغر عبدالله (مواقع التواصل)

تفاعل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، مع تغريدة مؤثرة نشرها “أحمد” نجل الرئيس الراحل محمد مرسي، على تويتر أمس بشأن وفاة شقيقه الأصغر عبدالله.

وكتب أحمد مرسي “مال الفتى قبل أشهر ليضع أبيه في القبر، وبينما هو مشغول بتلحيد الجسد في موضعه، سقط قلبه في المقبرة دون أن يراه، ثم واراه التراب”.

وتابع “استغرق البحث عنه (قلبه) ثمانين يومًا حتى يجده، ووجده في قبر أبيه، فذهب ليتسلمه من قسم الأمانات الذي هناك في السماء… وهذه هي حكاية موته باختصار”.

وفي وقت سابق نشر أحمد، وهو أكبر أبناء مرسي، مقطع فيديو يجمع بين صور لشقيقه وأبيه الراحليْن، ويُسمَع فيه كلمات تحث على الصمود والثبات.

وكتب أحمد معلقًا على الفيديو “اللهم ارزقني ذريةً رجالًا كجدهم الرئيس محمد مرسي وولده (أخي) عبد الله -رحمة الله عليهما- لا يقبلون الضيم ولا يخشون في الله لومة لائم ويرزقهم الله شهادةً في سبيله مثلهما ويلحقهم ويلحقنا جميعًا بالشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا”.

وتزامنت تغريدات أحمد مرسي، مع الذكرى العاشرة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني والتي أطاحت بنظام حسني مبارك عام 2011، لتفرز لأول مرة خلال عام واحد، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، وهو الراحل محمد مرسي.

ومن المفارقات، أن آخر تدوينات كتبها عبدالله مرسي على تويتر قبل وفاته، كانت عن الثورة المصرية، مقتبسًا كلمات لوالده قال فيها “إنني قد رفضت، ومازلت أرفض، كل محاولات التفاوض على ثوابت الثورة ودماء الشهداء”.

 

وتوفي عبدالله يوم الرابع من سبتمبر/أيلول عام 2019 وسط تشكيكات في ملابسات الوفاة، التي قالت الجهات الرسمية إن سببها أزمة قلبية، ليضيف موته ألما جديدا إلى الأسرة الموزعة بين الاضطهاد والسجون والمقابر وبعد نحو 3 أشهر من موت “مريب وغامض” لوالده في سجنه الطويل بين التعذيب والمنع من العلاج طوال 6 سنوات، وفق تقارير حقوقية.

وبوفاة عبد الله مرسي، رحل الصوت الإعلامي لأسرة الرئيس المصري الراحل، ولسانها المعبر عنها والناطق الأمين باسمها، رغم صغر سنه.

 

وقبل وفاته، كان عبد الله ذلك الشاب العشريني، بريد والده الأسير ومحاميه الروحي وصوته إلى العالم وقلم قضيته الحقوقية الذي لم يستطع نظام عبدالفتاح السيسي أن يكسره بعد أن انقلب على والده.

ورافق عبدالله جنازة والده، وكان المنبر الإعلامي الذي نقل للعالم الرحلة الأخيرة لأبيه الرئيس من السجن إلى القبر، عقب 6 سنوات من عذابات السجن الانفرادي أثرت في نفس الابن الذي ذاق مرارة الاعتقال من قبل خلال سنوات سابقة.

ونالت أسرة الرئيس الراحل نصيبا وافرا من الأزمات والاستهداف منذ انقلاب عام 2013، فتعرضت زوجة مرسي وأولاده، للتشهير والشائعات من إعلام السيسي، ثم اعتقالات أعقبها منع من الزيارات.

وخلال السنوات الست التي قضاها مرسي في السجن تمكنت عائلته من زيارته أربع مرات فقط، وبعد رحيل عبدالله ومن قبله أبيه، لا تزال الأسرة تحتفظ بممثل لها في سجون السيسي حيث يقبع أسامة مرسي في المعتقل منذ أواخر عام 2016.

وفي الذكرى السنوية الأولى لوفاة عبدالله، دعا توبي كادمان المحامي الدولي لأسرة مرسي، السلطات المصرية إلى التعاون الكامل وغير المشروط في التحقيق بوفاة النجل الأصغر للرئيس الراحل، مطالبًا بتقديم الجناة للعدالة.

وتحدث كادمان عن ملابسات وفاة عبدالله، وقال إن هناك الكثير من الغموض في القضية وكذلك الكثير من التعتيم من قبل النيابة حول ملابساتها، مطالبا بكشف كافة الحقائق وإزاحة السرية عنها، بعدما نشر فيديو مريب للحظات الأخيرة لعبدالله، كما طالب بضرورة التحقيق المستقل في وفاة مرسي ونجله.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل