بسبب التأخير في تسليم اللقاح.. خلافات كبيرة بين أسترازينكا والاتحاد الأوربي

خلافات حادة بين دول الاتحاد الأوربي وشركة استرازينكا البريطانية للأدوية حول تسليم شحنات اللقاح (رويترز)

أكدت مصادر أوربية أن شركة أسترازينيكا البريطانية للأدوية انسحبت من اجتماع أزمة مع مسؤولين بالاتحاد الأوربي بشأن التأخر في تسليم شحنات اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19).

وأفادت المصادر ذاتها أن الدول الأعضاء والمفوضية الأوربية “شككت  في تبريرات المختبر البريطاني بشأن عملية التأخير”، وطالبت بدراسة القرار بعناية. 

وناشد باسكال سوريو -الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية العملاقة أسترازينيكا- الشعب الأوربي بتفهم التأخير في تسليم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد حسب الموعد، لكنه شدّد على أن الشركة غير مرتبطة من الناحية القانونية بجدول زمني.

وبينما ينتظر أن يعطي الاتحاد الأوربي الضوء الأخضر لاستخدام هذا اللقاح، الجمعة المقبلة، أعلنت أسترازينيكا -الأسبوع الماضي- أن الجرعات التي ستسلمها ستكون أقل مما كان مقررًا في الفصل الأول، بسبب “تراجع إنتاجية” أحد مواقع التصنيع الأوربية.

وسبق أن استدعيت المجموعة مرتين لتوضيح موقفها أمام ممثلين عن الدول الأعضاء والمفوضية الأوربية، التي تفاوض باسم الدول الأعضاء الـ27، لكن تبريراتها اعتبرت “غير مرضية”.

ويسود توتر حاد بشأن التأخير في تسليم اللقاحات بين المجموعة البريطانية والاتحاد الأوربي، الذي يجد نفسه أصلًا في موقع حرج بعد صعوبات في تسليم لقاح فايزر/بايونتيك، وهو أول لقاح جرى منحه الترخيص في أوربا، فيما تتعرض دول الاتحاد للانتقاد بسب بطء حملاتها للتلقيح.

ونددت بروكسل بالحجج المقدمة من سوريو لتفسير أسباب التأخير في إنتاج لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد، عندما أكد أن إنتاج المصانع البريطانية سيخصص للمملكة المتحدة.

وقال سوريو “إن الاتفاق البريطاني جرى التوصل إليه، في يونيو/حزيران 2020، قبل ثلاثة أشهر من الاتفاق الأوربي، واشترطت لندن أن تذهب الإمدادات الأولى من سلسلة الإنتاج البريطانية أولًا إلى المملكة المتحدة”.

وأضاف أن عقد الطلب المسبق الذي جرى التوصل إليه مع الاتحاد الأوربي، في أغسطس/آب الفائت، ينص على التزويد بما يصل إلى 400 مليون جرعة.

وأضاف “ليس لدينا التزام بأي شكل من الأشكال تجاه الاتحاد الأوربي، ما بيننا ليس التزامًا تعاقديًا. لقد قلنا إننا سنفعل ما بوسعنا، من دون أن نضمن شيئًا”.

وتابع “الاتحاد الأوربي يريد تقريبًا عدد جرعات مساويًا للجرعات المقدمة للمملكة المتحدة، رغم أنه وقّع العقد بعدها بثلاثة أشهر. ولذلك قلنا: سنفعل ما بوسعنا، لكننا لن نلتزم بالأمر تعاقديًا”.

وردًا على هذه التصريحات، اعتبرت بروكسل أن الشركة البريطانية تنصلت من موقفها “وأن تخصيص إنتاجية المصانع البريطانية للمملكة المتحدة ليس بالأمرالدقيق”.

وأوضح سوريو أن الصعوبات الإنتاجية التي واجهها المصنع الأوربي يمكن تفسيرها بتأخر بروكسل في طلب الجرعات مقارنة بالمملكة المتحدة، معتبرًا أن على شركاء المجموعة الأوربية أن “يتعلموا” أن عملية الإنتاج ليست دائمًا مضمونة لا سيما في حالة الوباء الذي يجتاح العالم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات