صوّتت، اليوم، أغلبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي لصالح قرار يحث نائب الرئيس مايك بنس على تفعيل التعديل الـ 25 من الدستور لعزل الرئيس دونالد ترمب، بينما أكد بنس أنه لن يفعل ذلك.
أيّد 45 عضوا جمهوريا بمجلس الشيوخ الأمريكي مسعى باء بالفشل لوقف مساءلة الرئيس السابق دونالد ترمب، في خطوة اعتبرها البعض دليلا على أن ترمب لن يدان بالتحريض على التمرد في أحداث الكابيتول.
المبادرة التي أطلقها السناتور الجمهوري راند بول صوّت عليها مجلس الشيوخ حالما انتهى الأعضاء المئة من أداء اليمين بصفتهم محلّفين في هيئة محاكمة الرئيس السابق.
وأقسَم الأعضاء على تحقيق “عدالة حيادية” في المحاكمة التي ستبدأ في التاسع من فبراير/شباط والتي سيُحاكم فيها ترمب بتهمة “التحريض على التمرّد” على خلفية اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري.
وأصبح ترمب أول رئيس في تاريخ الولايات المتّحدة يُحال مرّتين إلى مجلس الشيوخ لمحاكمته، كما أصبح أول رئيس يُحاكم بعد خروجه من البيت الأبيض.
وقدم السناتور الجمهوري راند بول اقتراحه الذي كان من شانه أن يلزم المجلس بالتصويت على إن كانت محاكمة ترمب في فبراير شباط تنتهك الدستور الأمريكي.
ورفض المجلس الذي يقوده الديمقراطيون الاقتراح بواقع 55 صوتا مقابل 45، لكن حتى الأعضاء الجمهوريون الخمسة الذين انضموا للديمقراطيين في رفض ذلك التحرك يقلون كثيرا عن 17 عضوا جمهوريا يتعين تصويتهم حتى لإدانة ترمب.
وقال بول للصحفيين لاحقا “إنها من المرات القليلة في واشنطن التي تعد فيها الهزيمة نصرا في واقع الأمر… 45 صوتا تعني أن محاكمة المساءلة ولدت ميتة”.
ويدفع بول وجمهوريون آخرون بأن الإجراءات غير دستورية لأن ترمب ترك السلطة يوم الأربعاء الماضي، ولأن المحاكمة سيشرف عليها السناتور الديمقراطي باتريك ليهي بدلًا من رئيس المحكمة العليا جون روبرتس.
غير أن بعض الجمهوريين الذين أيّدوا مبادرة بول حرصوا على توضيح أن تصويتهم لا يعكس بالضرورة قرارهم النهائي بشأن أن كانوا سيصوّتون في ختام المحاكمة على إدانة ترمب أم لا.
وصوّت ضد المبادرة الأعضاء الديمقراطيون الـ 50 إضافة إلى خمسة أعضاء جمهوريين هم ميت رومني وسوزان كولينز وليزا موركوفسكي وبن ساس وبات تومي.
وبعد فشل مبادرة “بول” في نيل الأصوات اللازمة، صوّت أعضاء مجلس الشيوخ على قواعد تنظيم المحاكمة، وقد أقرّت هذه القواعد بأغلبية 83 صوتًا مقابل 17.
وسيترّأس السناتور الديمقراطي باتريك ليهي المحاكمة بصفته “الرئيس المؤقت” لمجلس الشيوخ، وهو منصب يشغله تقليديًا أكبر أعضاء الأغلبية سنًّا.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية السناتور تشاك شومر “لقد شهدنا جميعًا” أعمال العنف التي ارتكبها حشد من أنصار ترمب حين اجتاحوا الكابيتول في هجوم أودى بحياة خمسة أشخاص.
وأضاف “بالنسبة لي، ترمب ارتكب الفعل الأكثر خزيًا من الذي ارتكبه أي رئيس على الإطلاق. في رأيي يجب إدانته”.
Sen. Patrick Leahy has been sent home after being taken to a hospital "out of an abundance of caution" because he felt ill, a spokesman says. Hours earlier, the 80-year-old Leahy had begun presiding over the impeachment trial of ex-President Trump.https://t.co/H7cdVROyR3
— The Associated Press (@AP) January 27, 2021
في ذات الشأن، أعلن متحدّث باسم عضو مجلس الشيوخ” باتريك ليهي” أن السناتور الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاما والمكلّف ترؤّس محاكمة ترمب، قد عاد إلى منزله بعد أن أُدخل المستشفى لوقت قصير الثلاثاء إثر شعوره بإعياء.
وقال المتحدث ديفيد كارل في بيان إنه “بعد صدور نتائج الاختبارات، وبعد خضوعه لفحص شامل، عاد السناتور ليهي إلى منزله، وهو ينتظر بفارغ الصبر عودته إلى العمل”.
كان المتحدث أعلن في وقت سابق أن “ليهي” كان في مكتبه في الكابيتول وقد شعر بأنه ليس على ما يرام، وفحصه طبيب الكابيتول وأوصى بنقله إلى المستشفى لوضعه تحت المراقبة.
وقبيل نقله إلى المستشفى، ترأّس “ليهي” مراسم أداء أعضاء مجلس الشيوخ اليمين القانونية بصفتهم أعضاء في هيئة المحلّفين التي ستحاكم ترمب.
وينقسم مجلس الشيوخ مناصفة بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويحتاج الديمقراطيون إلى أصوات كل أعضائهم الـ 50، بمن فيهم ليهي، بالإضافة إلى صوت نائبة الرئيس كمالا هاريس التي تشغل دستوريًا منصب رئيسة مجلس الشيوخ، لكي يُميلوا كفّة التصويت في المجلس لصالحهم.