بعد عامين من فقدها البصر.. أم ترى أطفالها من جديد عقب 20 عملية جراحية (فيديو)
لم تتمكن فاطمة نحاس (35 عاما) من السيطرة على دموعها عندما رأت طفليها بعد فراق استمر نحو عامين، فيما عانق الطفلان أمهما في مشهد إنساني يجسد المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري.
هذا حال الأم السورية التي فقدت بصرها قبل عامين، جراء هجوم بالبراميل المتفجرة شنه نظام بشار الأسد على ريف حلب شمالي سوريا، في 8 يناير/ كانون الثاني 2019، مما أدى لإصابتها بحروق متفرقة في الوجه والجسم، وفقد بصرها.
وبعد أكثر من 20 عملية جراحية في عامين، نجح أطباء أتراك في إعادة النظر لفاطمة، وتمكنت الأم من رؤية طفليها.
حالة من الشتات والألم عاشتها فاطمة، على مدار عامين بعدما اضطرت لترك أبنائها محمد الفاتح (4 سنوات)، وزكريا ( 3 سنوات)، لدى جدتهما في ريف حلب، ورحلت مع زوجها بحثا عن علاج في المستشفيات التركية.
تروى فاطمة قصتها لوكالة الأناضول قائلة “وصلت إلى تركيا قبل نحو عامين لبداية رحلة علاج طويلة وسلسلة من العمليات الجراحية لإعادة النور إلى عينيي ورؤية أطفالي مجددا“.
وأضافت “كنت أحلم بعودة نظري لأرى أطفالي بعد أن حرمت منهما طوال عامين، في ظل مشاعر مختلطة يغلب عليها الخوف من عدم القدرة على رؤيتهما مرة أخرى”.
وأوضحت “طوال عامين كنت أتحدث مع أطفالي عبر الهاتف النقال، وكنت أشعر بالتوتر والحزن الشديد لأنني لا أتمكن من رؤيتهما واحتضانهما”.
وتابعت “الحمد لله الآن بدأت أرى بشكل جزئي بعد سلسلة من العمليات الجراحية. سأخضع لمزيد من تلك العمليات لأستعيد بصري بشكل تام وكامل”.
وأشارت إلى مساعدة الأطباء لها في جمع شملها بأولادها، قائلة “كان حزني على أطفالي ينعكس على حالتي الصحية بالسلب، ما استدعى الأطباء المعالجين إلى طلب إحضارهما إلى أضنة (جنوب) تركيا لتحسين حالتي النفسية والصحية”.
وقالت “تحقق حلمي أخيرا برؤية أطفالي بعد طول غياب. أنا سعيدة جدًا لوجودهما معي. أحاول أن أنسى معاناة العاميين الماضيين، وأحاول التفكير في تعليمهما”.
وتوجهت فاطمة نحاس بالشكر والامتنان لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) قائلة “لقد قدموا لنا كل الدعم من أجل أن أتعافى. كما أشكر أطبائي الذين ساعدوني في مراحل العلاج”.
بدوره، قال زوجها مازن خديجة، للأناضول، إن “الأطباء في المستشفى الوطني بأضنة بذلوا جهودًا كبيرة من أجل إعادة البصر لزوجتي”، لافتا أن زوجته ستخضع لـ6 عمليات جراحية أخرى قبل أن تستطيع الرؤية بشكل جيد، مقدما الشكر لتركيا “لكل ما قدمته وتقدمه لرفع المعاناة عن الشعب السوري في أزمته الطاحنة طوال العشرية الماضية”.