“نزعات قومية” تعرقل برنامجا أمميّا لتوزيع عادل للقاحات كورونا حول العالم

منظمة الصحة العالمية تدعو الدول النامية إلى تبني سياسة تضامنية لتحقيق التوزيع العادل للقاحات (رويترز)

اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن قرار واشنطن الانضمام إلى برنامج “كوفاكس” الأممي للتوزيع العادل للقاحات ضد فيروس كوفيد-19 على الدول الفقيرة، يشكل نبأ سارا، حتى وإن عرقلت “النزعات القومية” للدول الغنية، سيرعمل هذا البرنامج بالشكل المناسب حتى الآن.

ومن شأن انضمام الولايات المتحدة إلى هذا البرنامج، أن يترجم بدعم مالي جديد. لكن منظمة الصحة تواجه مشكلة أخرى، تتمثل في الاتفاقات الثنائية الموقعة من الدول الغنية تحت ضغط الرأي العام لديها لتسريع وتيرة خطط التطعيم.

وبالمقابل، وقعت منظمة الصحة  العالمية في إطار “كوفاكس” اتفاقات مع مختبرات لم تصل اللقاحات التي تطورها بعد إلى المراحل النهائية.

 تضامن عالمي

ويهدف برنامج “كوفاكس” الذي تقوده منظمة الصحة العالمية، إلى تأمين لقاحات ضد فيروس كوفيد-19 لنحو20% على الأقل من سكان الدول المشاركة فيه قبل نهاية هذا العام. لكنه يتضمن أيضا آلية تمويل تتيح للدول الفقيرة المشاركة في إمكانية الحصول على عدد كبير من الجرعات الثمينة.

وأعلنت المرشحة النيجيرية لرئاسة منظمة التجارة العالمية “نغوزي اوكونغو إيويالا”على موقع “برويجكت سينديكايت” أن “السرعة وتوفير اللقاحات على نطاق واسع أمران ضروريان لإنهاء الجائحة”.

وأضافت “هذه الجهود الاستثنائية تظل ممكنة، طالما تحقق التضامن العالمي والدعم المتعدد الجهات لكوفاكس”.

وذكرت إيويالا أن هذا البرنامج القائم على التوزيع العادل للقاحات ضد كوفيد-19، والذي أطلق في يونيو/حزيران الماضي استفاد من آليات العمل التي سمحت بتوزيع عالمي عادل للقاحات ضد أمراض الجهاز التنفسي وأيبولا.

ويرمي برنامج “كوفاكس” لحث المختبرات المنتجة للأدوية على الاستثمار في قدراتها الإنتاجية، للتأكد من تسريع وتيرة الإنتاج حتى قبل الموافقة على اللقاح، وذلك من خلال ضمان شراء كمية من اللقاحات، وتقديم ضمانات لتسويقها داخل هذه البلدان.

أي لقاحات؟

وتعد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) التي تعمل على رأس العمل اللوجستي لتوزيع اللقاحات في الأمم المتحدة، “الذراع الأولى” لاستراتيجية كوفاكس على الأرض؛ وتستعد لنقل 850 طنا من اللقاحات شهريا.

وحتى الآن وقعت منظمة الصحة العالمية اتفاقات مع عدة مختبرات، أهمها نوفافاكس، وسانوفي-جي اس كاي، وجونسون وجونسون، وأسترازينيكا.

وقد أبرمت منظمة الصحة العالمية عقودا تتعلق بملياري جرعة. كما تحظى بأولوية في الحصول على مليار جرعة إضافية بحلول نهاية عام 2021 في إطار آلية كوفاكس التي يشارك فيها 190 بلدا منها 92 ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.

ولتوزيع زجاجات اللقاح في الدول الفقيرة، على منظمة الصحة المصادقة على اللقاحات. وحاليا لم تصادق المنظمة سوى على لقاح فايزر-بايونتيك المرخص له من قبل سلطات عدة دول. وتأمل المنظمة في اتخاذ قرار حاسم  نهاية  فبراير/ شباط بشأن لقاح موديرنا الذي حصل أيضا على الضوء الأخضر من عدة سلطات رقابة صحية.

وتجري منظمة الصحة العالمية مفاوضات مع فايزروموديرنا للحصول على جرعات من لقاحهما، آملا في نقل أول اللقاحات خلال شهرفبراير/ شباط المقبل.

لقاح شركة فايزر ضد فيروس كورونا (رويترز)

 

تحفظات

وفي الوقت الذي يظل فيه تسليم هذه اللقاحات رهن بعوامل مرتبطة بجاهزية الدول لتخزين اللقاح، وحاجة هذا المشروع الضخم إلى الأموال الضرورية التي سيتم تلقيها، تأمل منظمة الصحة العالمية في توزيع 145 مليون جرعة في الفصل الأول من السنة الجارية.

وفي 2020 حققت آلية كوفاكس هدفها العاجل بجمع ملياري دولار. لكن يبقى توفير مبلغ 4,6 مليار دولارإضافي على الأقل، أمرا ضروريا هذا العام لشراء لقاحات أخرى، و800 مليون دولار للأبحاث والتطوير، و1,4 مليار دولار لتوزيع اللقاحات.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية