ميدل إيست آي: رغم جائحة كورونا.. مصر تنفق 23 مليار دولار على قطار سريع
رصد موقع ميدل إيست آي البريطاني آراء المصريين حول مشروع “قطار العلمين السريع” وكيف أنهم يفضلون إنفاق هذه الأموال على المستشفيات والاستجابة بشكل أفضل لتفشي فيروس كورونا في البلاد.
وقال الموقع في تقرير له، إن الحكومة المصرية، المتضررة من فيروس كورونا، أعلنت وسط ضجة كبيرة، عن خطة استثمارية بقيمة 23 مليار دولار، لكن هذه الأموال ليست مخصصة للمستشفيات المكتظة بالمرضى والتي يقال إنها غير قادرة حتى على تأمين الأكسجين، بل إن هذا المبلغ رُصد لإنشاء خط سكة حديد جديد لقطار سريع فاخر، الأمر الذي ترك المصريين في حيرة من أمرهم بشأن الإنفاق على مشروع يبدو بعيدًا عن الأولويات.
لكن الحكومة المصرية تصر على أن المشروع سيكون تطورًا رائعًا.
يعملوا كام مصنع ومدارس ومستشفيات فين اولويات البلد!!!
— Ghada Ibrahim (@ghada_af) January 14, 2021
وبالشراكة مع شركة سيمنز الألمانية المتعددة الجنسيات، سيتألف الخط الجديد من 15 محطة، مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة المثيرة للجدل، والتي هي قيد الإنشاء ولم تحمل اسمًا مناسبًا بعد.
وبحسب التقارير، فمن المقدر أن يتطلب المشروع ميزانية قدرها 360 مليار جنيه مصري (23 مليار دولار أمريكي) وسيستغرق استكماله عامين.
ينقل مين اللي ساكن في قصور العلمين وعاوز يغير جو في شقته في العاصمه الاداريه حسبنا الله ونعم الوكيل فلوس الشعب اللي مش لاقي ياكل ولا يتعالج ولا يتعلم بيصرفوها على رفاهيتهم
— khaled (@Ashekelkamar1) January 15, 2021
وسيمتد خط السكة الحديد على مسافة 460 كم من مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر إلى مدينة العلمين على البحر المتوسط، وستصل سرعة القطار إلى 250 كم في الساعة.
وكشف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن المشروع الأسبوع الماضي، لكن خلال الأيام اللاحقة، ازدادت المخاوف والتشكيك بقوة على منصات التواصل في مصر.
– أعتقد 98%ممن يسافروا العين السخنةو الساحل الشمالي أو العلمين بيروحوا بسيارتهم،الفارهة! يعني مش محتاجين قطار.
-و اللي بيسافروا العياط وطوخ وسمالوط ودمنهور وجرجا وطوخ وطهطا، برضه مش محتاجين قطار، محتاجين بس نصلح لهم القطار.
ذكرى 18 و19 يناير
لما قامت مصر قومة، بعد ما ظنوها نومة— Gamal Eid (@gamaleid) January 18, 2021
ففي وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت عدد من التقارير ولقطات الفيديو عبر الإنترنت أن مرضى فيروس كورونا يبعدون عن المستشفيات بسبب نقص خزانات الأكسجين وعدم وجود أماكن لهم بها.
كما كشفت التقارير أيضًا أن العديد من الأطباء غير مجهزين بشكل صحيح بمعدات الحماية الشخصية (PPE) وأن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس ربما يدفع نظام الرعاية الصحية في البلاد إلى حافة الانهيار.
لو قولنا ان في وسط الوباء ده ان احنا هتعرف نتصرف في ٣٦٠ مليار جنيه عشان نصرفهم على سنتين. تختار تجيب بيهم انابيب اكسجين وترفع كفائة قطاع الصحة كما ينبغي ولا تختار تعمل قطار بيوصل العين السخنة بسرعة؟ انت متخيل مبلغ زي ده يعمل ايه في خدمات صحة المواطن البسيط في البلد؟ https://t.co/JqnidgHIoy
— Amr Waked (@amrwaked) January 14, 2021
وبحسب وزير النقل المصري، كامل الوزير، فإن خط القطار الجديد سيكون أيضًا قادرًا على نقل البضائع، وأكد أن تكلفة المشروع ستزيد على الأرجح عن الـ23 مليار دولار المقدرة، مضيفا أن مصر ستدفع تكاليف المشروع على مدى 20 عاما.
وسرعان ما ازدادت المخاوف من أن القطار لن يستفيد منه إلا الأثرياء والنخبة في مصر بعد أن توجه رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس إلى تويتر للتساؤل عن سبب عدم عبور الخط من مدينة الغردقة، وهي وجهة سياحية شهيرة بالقرب من الجونة، المنتجع الذي يملكه.
حد فاهم القطار السريع ده ليه من عين السخنة للعلمين … مش من القاهرة مثلا او الغردقة ؟
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) January 16, 2021
فرد عليه وزير النقل بأن الحكومة مستعدة لبناء محطة جديدة على طول الخط وصول إلى منتجعه، طالما أن ساويرس سيدفع التكلفة.
ومع ذلك، كان البعض أكثر تفاؤلاً بشأن خط السكة الحديدية الجديد، مشيرين إلى أنها ستوفر مجموعة من الفوائد للذين سيعملون بالمشروع وستعم الفائدة على المجتمع بشكل عام.
واستثمرت الحكومة المصرية في سلسلة من مشروعات البنية التحتية رفيعة المستوى، ربما تكون العاصمة الإدارية الجديدة هي أبرزها، التي يجري بناؤها حاليًا في الصحراء على بعد 45 كيلومترًا شرق القاهرة، حيث تعمل شركات البناء الخاصة بجد تحت إشراف الجيش.
ويهدف المشروع الطموح إلى أن يكون مقرا للحكومة، والقصر الرئاسي، والمحكمة العليا، والبنك المركزي، بالإضافة إلى مطار ومنطقة تجارية.
وينقل التقرير عن خبراء في الاقتصاد قولهم إن مصر لا تستطيع تحمل مثل هذه المشاريع العملاقة، لا سيما في وقت يتعثر فيه نظام الرعاية الصحية وتزداد البطالة. كذلك فإن هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 45 مليار دولار، والذي سيكون بحجم سنغافورة، أثار العديد من المخاوف بشأن جدواه الاقتصادية.