تطلعات وحث على تصحيح المسار.. ردود فعل دولية عقب تنصيب بايدن رئيسا لأمريكا

الرئيس الأمريكي السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن
الرئيس الأمريكي السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن (غيتي)

قدمت دول عدة التهنئة للرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن (78 عامًا)، بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة رسميًا، وتأديته ونائبته كامالا هاريس اليمين الدستورية.

وتعهد بايدن خلال خطاب التنصيب، بمعالجة شاملة لأزمات بلاده وأن يكون رئيسًا لكل الأمريكيين، مؤكدًا أن “الديمقراطية انتصرت”.

وقدمت دول عدة خطابات تهنئة للرئيس الجديد، معربة عن أملها في تحقيق نتائج أفضل خلال فترة بايدن الرئاسية، وطي صفحة ترمب إلى الأبد، في حين علّقت دول وجهات أخرى الآمال على الرئيس الجديد، وناشدته باتخاذ إجراءات مغايرة لسلفه وتصحيح مسار السياسة الخارجية الأمريكية بعدما شوّهها سلفه، على حد تعبير تلك الدول.

الاتحاد الأوربي

قالت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لين، الأربعاء، إنها تتطلع لوجود “صديق” في البيت الأبيض يمكنه العمل مع أوربا في مكافحة التغير المناخي، والتغلب على جائحة كوفيد-19، والعودة للدبلوماسية متعددة الأطراف.

وأضافت أنها “تأمل في أن يتعاون الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مع الاتحاد الأوربي لفرض معايير وقواعد قانونية للعالم الرقمي للحد من الكراهية والأكاذيب والأخبار المزيفة”.

وقالت فون دير لين لمجموعة من الصحفيين في بروكسل قبل تنصيب جو بايدن رئيسًا “خلال ساعات قليلة، (دونالد) ترمب سيصبح تاريخًا، لكن أنصاره لا يزالون هناك”.

وتابعت “أعتقد أننا جميعًا رأينا أثر ديمقراطيتنا وأحيانا التأثير السلبي القوي إذا ما كان هناك كراهية واستقطاب وأنباء كاذبة. وأنا أثق أننا سيكون لدينا حليف لعلاج ذلك”.

واتسمت العلاقات بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بالتقلب خلال عهد ترمب، وشهدت بشكل خاص توترًا فيما يتعلق بملف التجارة.

وقالت فون دير لين إنها تأمل أن يتمكن الاتحاد الأوربي وبايدن من تحقيق الكثير معًا، مضيفة “كلانا يدرك أن ما نحتاجه الآن هو وضع أجندة عالمية والعمل معا ومواجهة القضايا الكبرى التي نحن بصددها. لنحارب التغير المناخي معًا، ونتغلب على الجائحة، ونعيد بناء الدبلوماسية متعددة الأطراف”.

ورحبت فون دير لين، أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوربية، بتنصيب كاملا هاريس أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة.

روسيا

وأعلنت موسكو، الأربعاء، أنها تأمل بعمل “بناء أكثر” مع إدارة الرئيس بايدن بشأن مسألة تمديد معاهدة “نيو ستارت” للحد من الترسانة النووية، والتي تنتهي مدة سريانها في 5 فبراير/ شباط المقبل.

وقالت الخارجية الروسية، في بيان نشر بعد دقائق من تنصيب بايدن “نأمل أن تظهر الإدارة الجديدة موقفًا بناء أكثر إزاء الحوار معنا” بشأن تمديد معاهدة نيو ستارت التي تحد من الترسانة النووية للبلدين.

وأضاف البيان “شنّت الإدارة السابقة حملةً منظمةً ومتعمّدةً تستهدف تدمير الاتفاقات في مجال السيطرة على التسلح”، متهمةً إدارة ترمب بأنها كانت تسعى إلى رفع القيود بقصد السماح لواشنطن “بزيادة.. واستخدام قوتها العسكرية دون رقابة”.

وأكدت “من جهتنا، كنا ولا نزال نؤيد تمديدًا لمعاهدة نيو ستارت”، مشيرةً إلى أن روسيا مستعدة للعمل على ذلك “انطلاقًا من مبدأ المساواة واحترام المصالح المشتركة”.

دول عربية

في الدوحة، بعث أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برقية تهنئة إلى جو بايدن، متمنيًا له التوفيق في مهامه ولعلاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين المزيد من التطور والنماء.

 

وفي برقية، هنأ أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح، بايدن بتنصيبه رئيس للبلاد، مشيدًا بالعلاقات بين البلدين، ومتطلعا لتعزیز أواصر الصداقة بینھما والارتقاء بأطر التعاون.

كما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بايدن، ونائبته كامالا هاريس، متمنيا لهما النجاح في “مواجهة التحديات الكبرى”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وأضاف عباس “نتطلع للعمل معًا من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”، معربًا عن استعداده لعملية سلام شاملة وعادلة. والأحد الماضي، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، “إن نتنياهو يستقبل إدارة بايدن بالاستيطان، وإنه يهدف فقط إلى تقويض حل الدولتين”.

وعبر أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب عن أمله “أن يكون وجود بايدن رئيسًا للولايات المتحدة فرصة لتطبيق العدالة الدولية، وحل الصراع بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني”.

واعتبر أن “رحيل ترمب رحيل لوجه قبيح للعنصرية والفاشية، الذي دمر الديمقراطية الأمريكية ومنظومة القيم التي داسها بمنطق العنصرية والعنجهية “، مضيفًا أن “رحيل ترمب يخدم مصالح أمريكا، ويحافظ على النظام الدولي والديمقراطية في العالم”.

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فوزي برهوم “لا أسف على رحيل ترمب عن الإدارة الأمريكية، كونه الراعي الأكبر للظلم والعنف والتطرف في العالم”، معتبرًا الرئيس الأمريكي السابق “الشريك المباشر للاحتلال الإسرائيلي في العدوان على شعبنا وتصفية قضيته”.

وطالب برهوم الرئيس الجديد “بتصحيح المسار التاريخي للسياسات الأمريكية الخاطئة والظالمة لشعبنا، وإرساء مبادئ الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك إنهاء كل القرارات المتعلقة بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها المتعلقة بالقدس واللاجئين، وضرورة احترام إرادة الشعب الفلسطيني وخياراته الديموقراطية”.

واعتبر القيادي في حماس، سامي أبو زهري، رحيل ترمب خبرًا سعيدًا لكثيرين في العالم، مضيفًا عبر حسابه على تويتر، أن الحكم على سياسة بايدن مرتبط بإزالة آثار صفقة القرن، واحترام الحقوق الفلسطينية.

إسرائيل

وهنأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بايدن، كما هنأ نائبته كامالا هاريس، وقال في كلمة عبر الفيديو “أتطلع إلى العمل معكم لتعزيز التحالف الأمريكي الإسرائيلي، ومواصلة توسيع نطاق السلام بين إسرائيل والعالم العربي ومواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها التهديد الذي تشكله إيران”.

وقال “الرئيس بايدن، لقد كانت بيني وبينك صداقة شخصية حميمة تعود إلى عقود عديدة”.

وكان نتنياهو يكرر على الدوام أن ترمب هو “أفضل صديق” لإسرائيل عرفه البيت الأبيض؛ ففي عهد ترمب انسحبت واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق النووي الإيراني، وفرضت عقوبات جديدة على إيران ونقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وأطلقت إسرائيل، الأربعاء، مناقصات لبناء أكثر من 2500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتيْن، وذلك قبل ساعات من تسلم بايدن السلطة.

إيران

شدّدت طهران على مطالبة بايدن بأفعال وليس “مجرد أقوال”، وذلك في أعقاب أداء بايدن اليمين رئيسًا للولايات المتحدة، الأربعاء.

وغرّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف: “ترمب و(وزير خارجيته مايك) بومبيو وشركاؤهما إلى مزابل التاريخ يلفّهم العار. لكن ستعيش ذكرى الجنرال (قاسم) سليماني لمدة أطول، وستندمل جراح آلاف الضحايا والمشوهين والمحرومين من الطعام والأدوية بسبب سياسات ترمب، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية، والإرهاب والجرائم ضد الإنسانية. ربما تعلم الدرس أناس جدد في واشنطن”، وذلك في إشارة إلى الإدارة الجديدة بقيادة بايدن”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بعد تنصيب بايدن “العالم يعرف أن أمريكا وحدها هي من يمكنها إصلاح نفسها بالأفعال وليس بمجرد الأقوال”.

الفاتيكان

أبلغ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الرئيس الأمريكي الجديد، الأربعاء، بأنه يدعو الرب ليقود جهوده لإحلال المصالحة في الولايات المتحدة وبين دول العالم.

وفي رسالة بعث بها بعد قليل من أداء بايدن (الكاثوليكي) اليمين، عبّر فرنسيس عن أمله أيضًا في أن يعمل بايدن صوب مجتمع تسوده العدالة الحقيقية والحرية واحترام الحقوق وكرامة كل شخص، خاصة الفقراء والضعفاء والذين لا صوت لهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات