مصر.. لماذا أثارت كعكة نادي الجزيرة “الجنسية” كل هذه الضجة؟

نادي الجزيرة في العاصمة المصرية القاهرة (مواقع إلكترونية)

أثارت واقعة احتفال عضوات في نادي الجزيرة الرياضي في العاصمة المصرية القاهرة، عبر تناولهن حلوى على أشكال أعضاء جنسية، جدلا واسعا في مصر.

وكانت السلطات قد ألقت القبض على صانعة تلك الحلوى أمس الإثنين، ثم أصدرت النيابة قرارا بإخلاء سبيلها بكفالة 5 آلاف جنيه (320 دولارا) بعدما وجهت لها اتهامات “تصنيع مأكولات بطريقة تتضمن إيحاءات جنسية صريحة”.

ووفق وسائل إعلام مصرية، فإن المتهمة أكدت أنها صنعت الحلوى بناء على طلب عضوات النادي، لتناولها خلال الاحتفال بعيد ميلاد إحداهن.

كما أعلنت وزارة الشباب والرياضة أنها شكلت لجنة للتحقيق في الواقعة. وقالت دار الإفتاء عبر حسابها على تويتر “نشر الصور العارية والحلوى والمجسمات والمنتجات المختلفة ذات التعابير الجنسية والإيحاءات الساقطة مُحَرَّمٌ شرعًا ومُجَرَّمٌ قانونًا؛ وهو اعتداء على منظومة القيم، وإساءة فجة للمجتمع بمكوناته”.

وركزت وسائل الإعلام المصرية على تناول الواقعة بشكل مكثف، عبر نشر أخبار وتقارير وتسليط الضوء على التحقيقات التي تقوم بها وزارة الشباب والرياضة والنيابة العامة. ووصف المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى، الواقعة بأنها “حرام شرعا” مؤكدا أنها “لن تمر مرور الكرام”.

كما استنكر المذيع عمرو أديب الواقعة، وقيام العضوات بالاحتفال بتلك الطريقة في مكان عام.

أبرز التفاعلات

تصدر وسم “نادي الجزيرة” قائمة الأكثر تفاعلا في مصر على موقع تويتر، بعد الضجة التي أثارها الحفل. وكتب آلاف المغردين حول الموضوع عن وجهة نظرهم.

وقال البعض إن الضجة حول الواقعة مفتعلة ومصنوعة، لإلهاء المصريين عن الانتقادات الحادة التي وجهت للنظام، بعد الإعلان عن إقامة قطار كهربائي يربط مدينتي العلمين الجديدة والعين السخنة، عبر العاصمة الإدارية الجديدة، ضمن خطوط سكة حديد ستتكلف 360 مليار جنيه (23 مليار دولار) رغم رفض النظام تطوير السكك الحديدية التي يستخدمها ملايين المصريين في حياتهم اليومية.

كما رأى هؤلاء أن تلك الضجة مفتعلة للتغطية على اقتراب الذكرى العاشرة من اندلاع ثورة يناير/ كانون الثاني عام 2011، وهي ذكرى دائما ما يتحسب لها النظام ويقوم بعمل حملات عديدة لاعتقال النشطاء قبلها.

واستنكر مغردون التحرك السريع من قبل أجهزة الدولة فيما يخص واقعة احتفال عضوات نادي الجزيرة بمناسبة خاصة، بينما تأخر هذا التحرك سريعا في قضايا أخرى، أبرزها حادث الاغتصاب الجماعي لفتاة في أحد الفنادق قبل أشهر.

وقارن البعض بين ردود الفعل على الواقعة، وما يحدث عندما يلقى القبض على شاب بتهمة التحرش، إذ يمارس البعض ضغوطا على الضحية لكي تتنازل عن القضية، بحجة عدم تضييع مستقبل المتهم، بينما يتم الإصرار على محاسبة نساء احتفلن بطريقة خاصة، حتى لو كانت غير مقبولة.

وسخر آخرون من رد فعل السلطات، قائلين إن الأخيرة ربما تعطي بعد ذلك الحق لكل مواطن لكي يلقي القبض على أي شخص لا يعجبه، وكذلك سخروا من لجوء الدولة إلى حبس كل من يقوم بأي فعل لا يعجبها مهما كان هذا الفعل صغيرا.

كما استرجع مغردون تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل سنوات، عندما قال إنه مسئول عن القيم والمبادئ والأخلاق والدين في المجتمع.

وطالب مغردون كذلك بأن تنتفض الدولة لمواجهة الجرائم الكبرى التي تؤثر في المواطنين، مثل هدم المنازل واقتلاع الأشجار المعمرة والفساد المنتشر في مؤسسات الدولة.

في المقابل، أكد آخرون أن تحرك السلطات تجاه الواقعة يستند إلى القانون، لأن الحفل أقيم في مكان عام، وهو ما يضع عضوات النادي تحت طائلة المحاسبة، ولا يوجد أي تعد على الخصوصية في محاسبتهن. كما انتقدوا دفاع عدد من أفراد النخبة عن تلك القضية الصغيرة بشكل مستميت، قبل الذكرى العاشرة لثورة يناير، ثم الشكوى بعد ذلك من أن الشعب يدير ظهره لتلك النخبة عندما تتحدث في قضايا أخرى أهم.

تحرك برلماني

ووصلت الضجة حول هذا الموضوع للبرلمان، إذ قال النائب خالد عبدالمولى، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية بمحافظة الشرقية، عن تقدمه بطلب إحاطة إلى وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، بشأن الواقعة.

وقال النائب في الطلب “أتقدم لسيادتكم، طبقًا لنص الدستور ومواد اللائحة الداخلية لمجلس النواب، بطلب إحاطة للسيد وزير الشباب والرياضة، بشأن ما تم من نشر بعض الصور الخادشة للحياء العام، في احتفال في نادي الجزيرة، إحد أعرق القلاع الرياضية بمصر، التي لا تتناسب من التباعد الاجتماعي، في ظروف جائحة كورونا ولا تتناسب من مواد الدستور المصري، من احترام الأديان السماوية والعادات والتقاليد الشرقية والعراقة والأصول المصرية” مطالبا بالتحقيق الفوري في الواقعة، وحل مجلس إدارة النادي إذا كان الحفل قد تم بعلمهم، وإسقاط عضوية كل من ساهم في تنظيم الحفل.

المصدر : الجزيرة مباشر