مصر.. لماذا أثارت كعكة نادي الجزيرة “الجنسية” كل هذه الضجة؟
أثارت واقعة احتفال عضوات في نادي الجزيرة الرياضي في العاصمة المصرية القاهرة، عبر تناولهن حلوى على أشكال أعضاء جنسية، جدلا واسعا في مصر.
وكانت السلطات قد ألقت القبض على صانعة تلك الحلوى أمس الإثنين، ثم أصدرت النيابة قرارا بإخلاء سبيلها بكفالة 5 آلاف جنيه (320 دولارا) بعدما وجهت لها اتهامات “تصنيع مأكولات بطريقة تتضمن إيحاءات جنسية صريحة”.
ووفق وسائل إعلام مصرية، فإن المتهمة أكدت أنها صنعت الحلوى بناء على طلب عضوات النادي، لتناولها خلال الاحتفال بعيد ميلاد إحداهن.
كما أعلنت وزارة الشباب والرياضة أنها شكلت لجنة للتحقيق في الواقعة. وقالت دار الإفتاء عبر حسابها على تويتر “نشر الصور العارية والحلوى والمجسمات والمنتجات المختلفة ذات التعابير الجنسية والإيحاءات الساقطة مُحَرَّمٌ شرعًا ومُجَرَّمٌ قانونًا؛ وهو اعتداء على منظومة القيم، وإساءة فجة للمجتمع بمكوناته”.
نشر الصور العارية والحلوى والمجسمات والمنتجات المختلفة ذات التعابير الجنسية والإيحاءات الساقطة مُحَرَّمٌ شرعًا ومُجَرَّمٌ قانونًا؛ وهو اعتداء على منظومة القيم، وإساءة فجة للمجتمع بمكوناته.
— دار الإفتاء المصرية 🇪🇬 (@EgyptDarAlIfta) January 18, 2021
وركزت وسائل الإعلام المصرية على تناول الواقعة بشكل مكثف، عبر نشر أخبار وتقارير وتسليط الضوء على التحقيقات التي تقوم بها وزارة الشباب والرياضة والنيابة العامة. ووصف المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى، الواقعة بأنها “حرام شرعا” مؤكدا أنها “لن تمر مرور الكرام”.
كما استنكر المذيع عمرو أديب الواقعة، وقيام العضوات بالاحتفال بتلك الطريقة في مكان عام.
أبرز التفاعلات
تصدر وسم “نادي الجزيرة” قائمة الأكثر تفاعلا في مصر على موقع تويتر، بعد الضجة التي أثارها الحفل. وكتب آلاف المغردين حول الموضوع عن وجهة نظرهم.
وقال البعض إن الضجة حول الواقعة مفتعلة ومصنوعة، لإلهاء المصريين عن الانتقادات الحادة التي وجهت للنظام، بعد الإعلان عن إقامة قطار كهربائي يربط مدينتي العلمين الجديدة والعين السخنة، عبر العاصمة الإدارية الجديدة، ضمن خطوط سكة حديد ستتكلف 360 مليار جنيه (23 مليار دولار) رغم رفض النظام تطوير السكك الحديدية التي يستخدمها ملايين المصريين في حياتهم اليومية.
-هانعمل مشروع قطر كهربا ب 23 مليار دولار و مافيش حقنة لقاح اتضربت
=الحق في ستات جابوا كب كيكس ابيحة.— مينا حبيب (@MenaAziz) January 18, 2021
كما رأى هؤلاء أن تلك الضجة مفتعلة للتغطية على اقتراب الذكرى العاشرة من اندلاع ثورة يناير/ كانون الثاني عام 2011، وهي ذكرى دائما ما يتحسب لها النظام ويقوم بعمل حملات عديدة لاعتقال النشطاء قبلها.
متخليش الترندات المصنوعة زي زواج التجربة ونادي الجزيرة
تنسيك إن الذكرى العاشرة لانطلاق #ثورة_25يناير يوم الإثنين القادم.#مصر pic.twitter.com/b7bO7wPii5— سي سلامة عبد الحميد (@salamah) January 18, 2021
واستنكر مغردون التحرك السريع من قبل أجهزة الدولة فيما يخص واقعة احتفال عضوات نادي الجزيرة بمناسبة خاصة، بينما تأخر هذا التحرك سريعا في قضايا أخرى، أبرزها حادث الاغتصاب الجماعي لفتاة في أحد الفنادق قبل أشهر.
اكتر من شهر للتحرك في اغتصاب جماعي بس اقل من ساعتين في صور كاب كيكس.. كله قرف وامراض متنوعة وبدرجات مختلفة بس كله ليه دلالات.
— Aida Seoudy (@AidaSeoudy) January 18, 2021
وقارن البعض بين ردود الفعل على الواقعة، وما يحدث عندما يلقى القبض على شاب بتهمة التحرش، إذ يمارس البعض ضغوطا على الضحية لكي تتنازل عن القضية، بحجة عدم تضييع مستقبل المتهم، بينما يتم الإصرار على محاسبة نساء احتفلن بطريقة خاصة، حتى لو كانت غير مقبولة.
يعني الشاب اللي بيتحرش ويشتم بنت بأعضاء أمها التناسلية، لو اتقفش، الناس تتدخل وتقول للبنت حرام عليكي حتضيعي مستقبله!
بس لو مجموعة ستات بيحتفلوا بطريقة فيها سخرية (حتى لو مش مقبولة أو أوڤر) يتفضحوا ويبقى فيها مطالبات بمحاسبتهم قضائياً!
التناقض دة بيلخص كل ما تود معرفته عن النفاق!— Zakovich (@AhmedZaky) January 18, 2021
وسخر آخرون من رد فعل السلطات، قائلين إن الأخيرة ربما تعطي بعد ذلك الحق لكل مواطن لكي يلقي القبض على أي شخص لا يعجبه، وكذلك سخروا من لجوء الدولة إلى حبس كل من يقوم بأي فعل لا يعجبها مهما كان هذا الفعل صغيرا.
في انتظار اللحظة اللي البرلمان يعطي الحق في الضبطية القضائية لكل مواطن. وكده كُل مواطن يقدر يقبض على اللي مش عاجبه على طول، أي حد مختلف معاك اقبض عليه. بلاش تسيب.
— Ahmed Ragab (@Ragab) January 18, 2021
حبس بلا هدف 🤔 pic.twitter.com/2qBr8l074P
— Billy 𓂀𓋹𓂀 (@NabilMagdy_92) January 19, 2021
كما استرجع مغردون تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل سنوات، عندما قال إنه مسئول عن القيم والمبادئ والأخلاق والدين في المجتمع.
"مفيش حاجة اسمها قيادة دينية تبقى موجودة.. أنا المسئول عن القيم والمبادئ والأخلاق والدين"
قالهم اعرفوا أنا مين قبل ما "تختاروا" عشان كدا شكلهم كوميدي وعبيط وهم بيصوصوا على جربعة الدولة وتخلفها 😂 pic.twitter.com/JOjn38ZZSh— Rania 🏠 (@ranbed1) January 18, 2021
وطالب مغردون كذلك بأن تنتفض الدولة لمواجهة الجرائم الكبرى التي تؤثر في المواطنين، مثل هدم المنازل واقتلاع الأشجار المعمرة والفساد المنتشر في مؤسسات الدولة.
هي منظومة القيم دي مافيهاش حاجة خالص فوق الحزام ؟؟ يعني تكدير الناس في سكنها واقتلاع أشجار معمرة وفساد الأحياء والرشاوي والتحرش وسيدة المنيا وغيره كتير مايهزش شعرة لمنظومة القيم ؟؟؟؟ منظومة قيم تخصص ذكوري محض ☹️
— Hana Shams (@HanaShams) January 18, 2021
في المقابل، أكد آخرون أن تحرك السلطات تجاه الواقعة يستند إلى القانون، لأن الحفل أقيم في مكان عام، وهو ما يضع عضوات النادي تحت طائلة المحاسبة، ولا يوجد أي تعد على الخصوصية في محاسبتهن. كما انتقدوا دفاع عدد من أفراد النخبة عن تلك القضية الصغيرة بشكل مستميت، قبل الذكرى العاشرة لثورة يناير، ثم الشكوى بعد ذلك من أن الشعب يدير ظهره لتلك النخبة عندما تتحدث في قضايا أخرى أهم.
نخبة مصرية بلا رؤية ، قابلة للاستنزاف ، تستقبل الذكرى العاشرة لثورة يناير ، بنضال حماسي "ساخن" ، و"حزق" هستيري دفاعا عن مؤخرة رانيا يوسف وتورته "الأعضاء الجنسية" لسيدات #نادي_الجزيرة ، .. ثم بكل براءة نشتكي من أن الشعب لا يحترمنا ، ولا يفهمنا ، ويدير لنا ظهره في القضايا الكبرى !
— جمال سلطان (@GamalSultan1) January 19, 2021
تحرك برلماني
ووصلت الضجة حول هذا الموضوع للبرلمان، إذ قال النائب خالد عبدالمولى، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية بمحافظة الشرقية، عن تقدمه بطلب إحاطة إلى وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، بشأن الواقعة.
وقال النائب في الطلب “أتقدم لسيادتكم، طبقًا لنص الدستور ومواد اللائحة الداخلية لمجلس النواب، بطلب إحاطة للسيد وزير الشباب والرياضة، بشأن ما تم من نشر بعض الصور الخادشة للحياء العام، في احتفال في نادي الجزيرة، إحد أعرق القلاع الرياضية بمصر، التي لا تتناسب من التباعد الاجتماعي، في ظروف جائحة كورونا ولا تتناسب من مواد الدستور المصري، من احترام الأديان السماوية والعادات والتقاليد الشرقية والعراقة والأصول المصرية” مطالبا بالتحقيق الفوري في الواقعة، وحل مجلس إدارة النادي إذا كان الحفل قد تم بعلمهم، وإسقاط عضوية كل من ساهم في تنظيم الحفل.