رغم نفي الحكومة.. تحقيق لـ”نيويورك تايمز” يؤكد وفاة مرضى مصريين بسبب نقص الأكسجين
أفاد تحقيق لصحيفة “النيويورك تايمز” الأمريكية بأن عددًا كبيرًا من الوفيات المسجلة بفيروس كورنا في مصر خلال هذا الشهر، كانت ناجمة عن “نقص الأكسجين” بشكل واضح داخل المستشفيات.
واعتبر التحقيق أنه في الوقت الذي نفت فيه الحكومة المصرية نقص هذه المادة الحيوية في المستشفيات، كان المرضى يختنقون في وحدات العناية المركزة في أكثر من مستشفى، بسبب عملية توصيل معدات الأكسجين التي تم طلبها منذ ساعات، وفشل نظام الأكسجين الاحتياطي.
وكان مقطع فيديو قد انتشر بصورة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الشهر، يظهر فيه حالة من الفوضى العارمة داخل غرفة العناية الفائقة بمستشفى الحسينية المركزي في محافظة الشرقية، شمال شرق مصر.
وأكد تحليل دقيق للفيديو أجراه أطباء في مصر والولايات المتحدة، أن المشهد الفوضوي في وحدة العناية المركزة يؤكد وجود انقطاع في إمدادات الأكسجين.
وجاء في التحقيق نقلًا عن شهود عيان، بمن فيهم الطاقم الطبي وأقارب المرضى، أن ضغط الأكسجين انخفض إلى مستويات متدنية للغاية.
وقال طبيب في المستشفى فضل عدم الكشف عن هويته “لن ندفن رؤوسنا في الرمال، ونتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، يجب أن يعرف العالم بأسره بوجود مشكلة“.
وكشف تحقيق الصحيفة الأمريكية، أن العديد من المواطنين المصريين اعتبروا أن “مقطع الفيديو قدم عرضًا حقيقيا وغير خاضع للرقابة عن الخسائر الحقيقية لفيروس كورونا في ذروة الموجة الثانية من الوباء في مصر”.
اكبر جريمة اهمال في مستشفي الحسينية المركزي لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وفاة 5 أشخاص بالعناية المركزة كل الحالات تقريبا داخل وحدة العزل بمستشفى الحسينية بسبب عدم تواجد الاكسجين بالمستشفي حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/FZk0RyRSTU— БلBa🇪🇬 (@mo7amedtolba) January 2, 2021
وشدد التحقيق على أن إحدى الممرضات كانت تصرخ من شرفة أحد المستشفيات المصرية، بأن المرضى في وحدة العناية المركزة كانوا يلهثون بحثًا عن الهواء، وأن هناك مشاهد متكررة لأناس كانوا يحاولون إسعاف المصابين باستخدام التنفس الاصطناعي.
وكانت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد قد أوضحت في مؤتمرصحفي بأن”الإصابات المسجلة لفيروس كورونا هي عُشْر الأعداد الحقيقية بجميع أنحاء العالم وليس في مصر فقط”. وقد اعتبرهذا التصريح بمثابة تراجع رسمي عن حالة التجاهل والإنكار التي تعاطى بها النظام المصري مع التشكيك في أعداد البيانات اليومية لضحايا كورونا.
وكان ارتفاع وتيرة التباين فيما يعلن من إصابات بالفيروس عبر حسابات شخصية وإعلانات غير رسمية، مقارنة مع ما يعلن رسميا، قد أثار التساؤل عن أرقام الإصابات والوفيات الحقيقية، حتى باتت البيانات الرسمية لأعداد المصابين يوميًا مثار سخرية للمتابعين.