عواقب وخيمة ويزيد التوتر الحدودي.. السودان يدين اختراق طائرة إثيوبية مجاله الجوي

قوات من الجيش السوداني (الأناضول)

أعلن السودان اليوم الأربعاء، اختراق طائرة عسكرية إثيوبية لحدوده ووصف الأمر بأنه “تصعيد خطير سيتسبب في مزيد من التوتر”، بحسب بيان للخارجية السودانية.

وقالت الخارجية السودانية، في بيان لها على تويتر “إن وزارة الخارجية السودانية، إذ تدين هذا التصعيد من الجانب الأثيوبي فهي تطالبه بأن لا تتكرر مثل هذه الأعمال العدائية مستقبلاً، نظرا لانعكاساتها الخطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي”.

سقوط مروحية عسكرية سودانية

من ناحية أخرى أعلن السودان، اليوم الأربعاء، سقوط مروحية عسكرية في منطقة حدودية مع إثيوبيا، ونجاة طاقمها.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية “تحطمت بمطار ود زايد بولاية القضارف قبل قليل طائرة مروحية عسكرية بعد إقلاعها من المطار، حيث حاول الطاقم الهبوط مرة أخرى إلا أن الطائرة ارتطمت بالأرض واشتعلت النيران فيها ونجا الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.

وفي تصريح للأناضول، قال مصدر عسكري بالسودان، إن مروحية تابعة للجيش سقطت بولاية القضارف-شرق- وأن طاقمها بخير”.

ولم تبين الوكالة الرسمية أو المصدر العسكري أسباب سقوط المروحية، وحتى الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش، لم يصدر الجيش السوداني أي إفادات رسمية بشأن تفاصيل الحادث.

تحذير إثيوبي

من جانب آخر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية للصحفيين، الثلاثاء “يبدو أن الجانب السوداني يسبق ليشعل الموقف على الأرض” وأضاف “هل ستبدأ إثيوبيا حربًا؟ حسنا، نحن نقول دعونا نعمل بالدبلوماسية”.

وبسبب النزاع المستمر منذ عقود على أراضي الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل، اندلعت اشتباكات بين قوات البلدين استمرت لأسابيع في أواخر العام الماضي.

وأوضح المتحدث” في أديس أبابا “إلى أي مدى ستواصل إثيوبيا حل المسألة باستخدام الدبلوماسية؟ حسنا، ليس هناك شيء ليس له حد.. كل شيء له حد”.

وقال وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح إن بلاده لا تريد حربا مع إثيوبيا، لكن قواتها سترد على أي عدوان.

وقال لرويترز “نخشى أن تكون هذه التصريحات تستبطن مواقف عدوانية على السودان.. نطالب إثيوبيا بوقف الهجوم على الأراضي السودانية والمزارعين السودانيين”.

السودان: قواتنا غرب الحدود مع إثيوبيا

وفي ذات الشأن، قال رئيس مفوضية الحدود السودانية معاذ تنقو للجزيرة مباشر، في أول رد فعل رسمي على تصريحات الخارجية الإثيوبية إن السودان لم ولن يحتل أي أراضٍ إثيوبية.

وأكد تنقو أن كل قوات الجيش السوداني موجودة غرب خط الحدود المعترف بها من إثيوبيا، وكشف عن اعتداءات من قوات غير معروفة على مواطنين سودانيين داخل الأراضي السودانية.

وفي رد على اتهام الخارجية الإثيوبية للجيش السوداني باستغلال انشغالها بالمواجهات في إقليم تيغراي والتوغل في أراضيها، قال تنقو إن السودان لا يتدخل في الشأن الداخلي الإثيوبي وليست له علاقة بالحرب الدائرة هناك، وما يهمه هو عدم دخول أي قوات أو أسلحة إلى أراضيه.

وكان وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، قد أعلن في نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي في مؤتمر صحفي، سيطرة جيش بلاده على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا.

وقال السودان يوم 31 ديسمبركانون أول، إنه بسط سيطرته على كل الأراضي السودانية في المنطقة، في حين تقول إثيوبيا إن السودان استغل انشغال القوات الإثيوبية في صراع تيغراي، واحتل أرضًا إثيوبية ونهب ممتلكات.

النزاع الحدودي

وقالت الأمم المتحدة في تقرير الأسبوع الماضي عن الموقف الإنساني في تيغراي، إن هناك تقاريرًا عن حشود عسكرية على جانبي الحدود في المنطقة.

هذا وتشهد حدود السودان مع إثيوبيا تصعيدًا عسكريًا إثر تكرار هجمات لقوات إثيوبية على الجيش السوداني في أواخر العام المنصرم مما أدى إلى وقوع ضحايا. ودفع السودان لشن عمليات عسكرية لاستعادة أراض يقول إن مليشيات ومزارعين من مليشيات الأمهرة الإثيوبية يحتلونها.

وتأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه ملف الحدود بين البلدين توترًا بعد فشل أخر جولة للمباحثات نهاية ديسمبر كانون اول الماضي، ومن المنتظر عقد جولة جديد غير محددة التوقيت في أديس أبابا يسعى فيها السودان لحمل إثيوبيا على ترسيم الحدود على الأرض لحسم التوتر بين البلدين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات