بعد شراء شيخ إماراتي لنصف نادٍ إسرائيلي.. هل تختفي عنصرية مشجعيه؟

الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان وموشيه هوغغ بعد توقيع الصفقة في دبي
الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان وموشيه هوغغ بعد توقيع الصفقة في دبي (رويترز)

تملك إماراتي من الأسرة الحاكمة نصف أسهم النادي الإسرائيلي “بيتار القدس” وهو النادي الإسرائيلي الوحيد الذي لم يضم لصفوفه لاعبًا عربيًا أبدا، والمعروف بعنصرية مشجعيه وهتافهم دائما بعبارات عنصرية مثل “الموت العرب”.

وأجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلة مع كل من الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان، 50 عاما، الذي أصبح شريكا في النادي، وموشيه هوغغ، 39 عامًا، وهو المسؤول التنفيذي لإحدى شركات العملات المشفرة في إسرائيل والذي استحوذ على الفريق في عام 2018، حيث قالا إن شراكتهما كانت مدفوعة إلى حد كبير بهدف محاربة هذا النوع من الكراهية.

وقال هوغغ “رسالتنا هي أننا جميعًا متساوون، نريد أن نظهر للأطفال الصغار أننا جميعًا متساوون وأنه يمكننا العمل والقيام بأشياء جميلة معًا. الرسالة أقوى من كرة القدم”.

من جانبه أشار الشيخ حمد، ابن عم ولي العهد محمد بن زايد، إلى أن بيتار قد يضم قريباً لاعبا عربيًا ضمن تشكيلته.
وقال “الباب مفتوح لأي شخص، أي لاعب موهوب، بغض النظر عن موطنه أو دينه. يجب أن يكون الأمر مبنيا على أساس الجدارة”.

وأوضح أنه ضد بناء الجدران بين الناس، مضيفا “يجب أن نعلمهم أننا نتخذ خطوة إيجابية نحو السلام والوئام”.

مشجعو نادي بيتار القدس
مشجعو نادي بيتار القدس (موافع التواصل)

وأكد أوري ليفي، محرر موقع “بابا غول” الرياضي، إن العديد من اللاعبين العرب البارزين قد أعربوا بالفعل عن استعدادهم لكسر الحاجز في بيتار، مشيرا إلى أن لاعب خط الوسط العربي في المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم، ضياء سبع، قد وقع في سبتمبر/ أيلول الماضي مع نادي النصر في دبي.

وذكرت الصحيفة أن الإسرائيليين الليبراليين الذين شككوا في صفقات التطبيع وجدوا سببًا لتشجيع التحول الواضح للتحالف الجديد.

وكتبت المراسلة الدبلوماسية لصحيفة هآرتس نوا لانداو على تويتر “بيع بيتار للعرب هو أوضح علامة على وجود الله”. غير أن العديد من المعلقين العرب تناولوا الصفقة بالسخرية.

ووصف المذيع الرياضي سعيد حسنين الصفقة بـ “المخزية”، وقال إنه يعارض أي تطبيع عربي مع إسرائيل، لكنه أعرب بشكل خاص عن أسفه لقرار الشيخ حمد الدخول في أعمال تجارية مع نادي بيتار، واصفا الفريق وأنصاره بـ “مستنقع خاطئ وقذر من العنصريين الذين يكرهون العرب وأسوأ الناس في المجتمع”.

بينما أعرب خالد الدوخي، مدير نادي “بني سخنين”، أنجح الأندية العربية في إسرائيل، عن مشاعر متباينة، حيث قال “إذا أدى ذلك إلى تغيير في الثقافة العنصرية، فسيكون ذلك مفيدًا، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فهو مضيعة للمال”.

وتصف الصحيفة الأمريكية استثمار الشيخ حمد بأنه “قفزة عملاقة إلى الأمام” فيما كان صراعًا طويلًا وعاصفًا في كثير من الأحيان لترويض قاعدة مشجعي بيتار القدس المنتمين إلى اليمين المتطرف، من قبل ملاك النادي السابقين.

ورغم أن الأندية الإسرائيلية الأخرى ضمت لاعبين يهودا وعربا لعبوا ضمن منتخب كرة القدم الوطني الإسرائيلي، فإن مجموعة مشجعي نادي بيتار اليمينية المتطرفة، والمعروفة باسم “لا فاميليا”، رفضوا انضمام أي لاعب عربي لصفوف الفريق وأحيانًا بعنف أيضا.

من جانبه قال موشيه زيمرمان، الأستاذ المتقاعد في تاريخ الرياضة بالجامعة العبرية بالقدس المحتلة، إن جماهير بيتار اليمينية تواجه معضلة مزدوجة أمام بيع نصف أسفهم للشيخ حمد، “لأن المسؤول عن ذلك هو الرجل الذي يحظى بإعجاب بيتار” ، أي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أبرم صفقة التطبيع مع الإماراتيين.

لكن السيد زيمرمان توقع أن يجد معجبو بيتار المتشددون صيغة لصنع السلام مع مالكهم الجديد، وقال “سيقولون: الإماراتيون هم العرب الطيبون والآخرون هم العرب السيئون”.

المصدر : نيويورك تايمز