إماراتي من الأسرة الحاكمة يشتري نصف أسهم نادٍ إسرائيلي يعادي العرب

الشيخ الإماراتي حمد بن خليفة آل نهيان أثناء توقيع العقد مع الجانب الإسرائيلي
الشيخ الإماراتي حمد بن خليفة آل نهيان أثناء توقيع العقد مع الجانب الإسرائيلي (موافع التواصل)

اشترى أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي نحو 50% من أسهم نادٍ إسرائيلي معروف بعنصرية مشجعيه ومعادتهم للعرب والمسلمين.

وأعلن نادي (بيتار القدس) الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الإسرائيلي لكرة القدم، الإثنين، أن نحو 50% من أسهمه انتقلت للشيخ الإماراتي حمد بن خليفة آل نهيان، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي، وذلك في تطوّر لافت لا سيّما أن هذا النادي معروف بقاعدته الجماهيرية المعادية للعرب.

وقال النادي في بيان إن الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان وقع “اتفاقية شراكة” مع مالك النادي موشي هوغيغ، واصفًا الصفقة بأنها “يوم تاريخي ومثير”.

ونقلت قناة إسرائيلية عن مقربين من آل نهيان إنه سيتم الإبقاء على “إيلي أوحنا” رئيسًا للنادي، فيما سيتولى محمد نجل الشيخ الإماراتي منصب نائب الرئيس.

ويأتي هذا التطور الأول من نوعه على الصعيد الرياضي بعد تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، منتصف أغسطس/آب الماضي.

وبحسب البيان، فإن آل نهيان “اشترى نحو 50% من بيتار مقابل استثمار قدره 300 مليون شيكل (نحو 92 مليون دولار) في النادي على مدى عشرة أعوام”، مضيفًا أن محمد نجل الشيخ حمد بن خليفة، سيكون عضوًا في مجلس الإدارة الجديد، و”سيمثل (والده) في جميع الأمور المتعلقة بالنادي”.

وقال هوغيغ في البيان “نحن نقود النادي معًا، جميعًا، إلى حقبة جديدة من التعايش والإنجازات والأخوة لنادينا ومجتمعنا والرياضة الإسرائيلية”.

ومنذ أيام، يوجد مالك النادي الإسرائيلي، موشى هوجيج، ورئيسه أوحنا، في أبو ظبي، ووصف النادي -في بيان- توقيع العقد بـ”التاريخي”.

وأضاف “ستستخدم الأموال التي ستدخل خزينة النادي في الاستثمار بالبنية التحتية والشباب وشراء لاعبين”، متابعًا “سنُشكّل مجلس إدارة جديد للمجموعة يضم أيضًا محمد، نجل الشيخ حمد بن خليفة، الذي سيكون ممثلًا له في كل ما يتعلق بالنادي”.

ونقلًا عن بيان بيتار، قال آل نهيان إنه “سعيد” لتملكه جزئيًّا فريقًا في أحد أقدس المدن في العالم، و”سعيد بالمشاركة” في “التغييرات” التي تجري في النادي، مضيفًا “يمكننا أن نرى أمام أعيننا الثمار الهائلة للسلام والأخوة بين الأمم، ونحن نشق طريقًا جديدًا في التقريب بين شعبي الدولتين”، وختم البيان بشعار النادي: “يلا بيتار!”.

ويعد مشجعو “بيتار القدس” تاريخيًّا معادين للمسلمين والعرب، لا سيّما مجموعة المشجعين اليمينيين المتطرفة “لا فاميليا” المعروفة بأغانيها ضد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

و(بيتار القدس) هو الفريق الإسرائيلي الوحيد الذي لم يضم في صفوفه لاعبًا عربيًّا، لكنه عمل على تغيير صورته في السنوات الأخيرة، ونال في 2017 جائزة بسبب جهوده لمكافحة العنصرية.

وكان مشجعو الفريق الإسرائيلي خطّوا، الثلاثاء الماضي، عبارات مسيئة للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام) والعرب، ورافضةً لبيع حصة من أسهمه للأسرة المالكة الإماراتية، على السور الخارجي لملعب النادي في مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، وفق موقع “sport1″، التابع لصحيفة “معاريف” العبرية.

ومن المواقف العنصرية الفجة لرابطة مشجعي الفريق، مطالبتهم إدارة النادي، في يونيو/حزيران 2019، بالعدول عن ضم اللاعب النيجيري، محمد علي، بسبب اسمه، أو تغيير الاسم، باعتباره شرطا لقبول لعبه بالفريق.

واعتبر مغردون أن الأمر أكبر من كونه صفقة رياضية، وأكبر من اعتباره نتيجة للتطبيع بين الطرفين، إنما علاقة تصل حد التمويل الإماراتي لإسرائيل.

وكتب الكاتب والمحلل صالح النعامي “هذا الفريق، الذي يردد مشجعوه شعار (الموت للعرب)، ويسب نبي الإسلام، كشعار للتشجيع، يتوشح شعاره الشيخ الإماراتي، وهو شعار حركة (بيتار) اليمينية التي تعد الأردن جزءًا من إسرائيل”.

وكتب رامي عبده، مؤسس ورئيس المرصد الأورمتوسطي، أن أكثر من 33 مليون دولار، دفعت للنادي الإسرائيلي، الذي يعتبر رمزًا للسيادة الإسرائيلية على القدس المحتلة، وجماهيره معروفة بدعوتها لقتل العرب ومهاجمة الرموز الإسلامية.

ومنذ تطبيع العلاقات، وقعت كل من الإمارات والبحرين مجموعة من الصفقات مع إسرائيل إن كان في السياحة، الطيران أو الخدمات المالية.

وقد ندّد الفلسطينيون بالاتفاقات لأنها تخالف سياسة جامعة الدول العربية التي أكدت لأعوام طويلة أنه ينبغي ألا تكون هناك علاقات مع إسرائيل حتى الوصول إلى السلام مع الفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات