رايتس ووتش تدين إغلاق فرنسا لجمعية مناهضة للعنصرية ضد المسلمين.. ومفكر مغربي: مشروع ماكرون في أزمة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (روتيرز)

أدانت منظمة (هيومن رايتس ووتش) قرار مجلس الوزراء الفرنسي الخاص بإغلاق جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا” بفرنسا (CCIF) المناهضة للعنصرية والتمييز ضد المسلمين في البلاد.

وقالت المنظمة الحقوقية الدولية (غير حكومية، مقرها نيويورك) في بيان صدر عنها، الجمعة، إن هذا القرار “يهدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.

وأوضح البيان أن الجمعية التي صدر بحقها قرار إغلاق، أجرت دراسات مهمة في البلاد حول التمييز، مشددا على أن “استهداف الجمعية رغم جهودها يبعث برسالة مفادها أن فرنسا لن تتسامح مع المسلمين في التعبير عن مخاوفهم والاحتجاج على الظلم على قدم المساواة مع المجتمعات الأخرى في البلاد”.

البيان نقل عن الباحث بشؤون أوربا الغربية، كارتيك راج، قوله إن هذا القرار “قد يؤدي إلى مزيد من التمييز ضد المسلمين في فرنسا” وأبدى استغرابه حيال قيام الحكومة الفرنسية بإغلاق الجمعية بدلًا من محاربة العنصرية.

وأضافت الجمعية” بهذا القرار سيكون من الصعب الدفاع عن حقوق المسلمين المعرضين للتمييز في فرنسا”، مضيفة “كما أن هذه الخطوة ستغذي الخطابات القائلة بأن فرنسا تتبنى سياسات معادية للمسلمين”.

إغلاق الجمعية

والأربعاء الماضي، قرر مجلس الوزراء الفرنسي إغلاق الجمعية المذكورة، حيث أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، عبر تويتر، أن الجمعية تم حلها بناء على تعليمات الرئيس إيمانويل ماكرون، وقرار مجلس الوزراء.

كانت جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا، أعلنت الشهر الماضي أن وزير الداخلية الذي رضخ لضغوط اليمين المتطرف، أرسل إخطارا إليها بشأن بدء إجراءات الحل.

وأشارت في بيان إلى أنها نقلت معظم أعمالها إلى الخارج، عقب توقيف أنشطتها في 29 من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

وأشارت إلى أن إقدام الإدارة الفرنسية على خطوة حل الجمعية لا قيمة له في ظل نقل مقر الجمعية الرئيسي إلى خارج البلاد، وأوضحت أنها ستواصل تقديم الدعم القانوني لضحايا الإسلاموفوبيا، وسيتم إحاطة الهيئات الدولية بجميع مراحل مكافحة التمييز من أجل المساواة في فرنسا.

وفي 19 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلن الوزير الفرنسي أنهم يعتزمون غلق مسجد، وعدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الإسلامية بالبلاد، ومن بينها منظمة “بركة سيتي”، و”التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا.

ولجأت جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا” إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب موقف إدارة الرئيس ماكرون، تجاه المسلمين في البلاد.

من جانبه قال المفكر المغربي محمد طلابي، إن “الإسلام ليس في أزمة كما ادعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعاني أزمة في بنيته المعرفية وفي مشروعه السياسي”.

وأوضح الطلابي أن ماكرون فشل داخليا في تحقيق التنمية الاقتصادية وخارجيا في صراعه مع تركيا.

إعادة نشر الرسوم المسيئة في فرنسا أثارت موجة غضب في العالم الإسلامي (رويترز)

ماكرون والجهل بالعالم الإسلامي

كان ماكرون قال الشهر الماضي في خطاب، إن “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”، وعلى باريس التصدي لما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.

وأوضح طلابي، أن “ماكرون ينتمي لجيل المقاولين وليس المثقفين” وأضاف أن الرئيس الفرنسي “أظهر أن ليس لديه رصيد معرفي وثقافي حول الشعوب خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

واعتبر طلابي، أن ماكرون يجهل تاريخ الإسلام الذي أنتج حضارة إسلامية قادت العالم لأكثر من ثمانية قرون، وأدت إلى توافق تام بين الأعراق والجنسيات.

وقال طلابي إن الأزمة الحقيقية تتجلى في المشروع السياسي لماكرون الذي لم يحدث لا تنمية ولا عدل ولا إعادة توزيع الثروة بشكل عادل بين الفرنسيين، وقال إن “الدليل هو هزيمته في الانتخابات البلدية الأخيرة.

وأضاف طلابي أن “الأزمة لدى ماكرون لا تتجلى في مشروعه السياسي الداخلي وحده، بل حتى على مستوى العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن مشروعه السياسي الداخلي والخارجي في أزمة كبيرة”.

وفي 21 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قال ماكرون في تصريحات صحفية، إن فرنسا لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتيرية “المسيئة” ما أشعل موجة غضب واحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي.

المصدر : الأناضول