السودان: لن نقبل ملء سد النهضة من دون اتفاق

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (روتيرز)

أعلن السودان أنه لن يقبل الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي من دون اتفاق، مؤكدا رفضه اللجوء إلى القوة في معالجة الأزمة.

وقال وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، في لقاء بثه التلفزيون الرسمي، إن “تدويل ملف سد النهضة ليس الآن، وموقف السودان الحالي، أنه لا بديل للتفاوض، وندرك أهمية الوصول إلى اتفاق ملزم وعادل”.

وأضاف الوزير السوداني أن “استخدام القوة مرفوض من جانب السودان، وسنلجأ إلى خيار التحكيم إذا وصلنا إلى نقطة النهاية من دون الوصول إلى اتفاق”.

وقال قمر الدين إن “خروج السودان من التفاوض ليس إنهاء للتفاوض” وأصر على التفاوض للوصول إلى حل نهائي بشأن ملف سد النهضة.

وأوضح أن “انسحاب السودان من التفاوض كان لتوضيح موقف محدد، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، على اتصال دائم بنظرائه في مصر وإثيوبيا، ونأمل أن تثمر تلك الاتصالات لتقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق”.

وأعلى السودان رفضه الأسبوع الماضي المشاركة في اجتماع وزاري للدول الثلاث بشأن السد، داعيا إلى منح دور أكبر لخبراء الاتحاد الإفريقي لتسهيل التفاوض.

من جهته، قال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، في نفس اللقاء، إن إثيوبيا بحاجة إلى نحو 13.5 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق لتخزينها خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/آب المقبلين لملء في المرحلة الثانية من بحيرة السد وتشغيله.

وأضاف عباس ان السودان لن يقبل “من إثيوبيا أن تدخل في ملء المرحلة الثانية من سد النهضة بدون التوصل إلى اتفاق ملزم للملء حتى لا يتهدد أمن السودان”.

وأوضح أن “المرحلة الثانية لملء سد النهضة يجب أن تكون بين شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، أي في ظرف 60 يوما إذا كان الإيراد فوق المتوسط”.

وأضاف أن “المرحلة الأولى (التي تمت الصيف الماضي) كانت حوالي 5 مليارات متر مكعب أثرت على الإمداد المائي في السودان لأيام”.

وأشار الوزير إلى أنه تم التوافق على 90 في المئة فيما يتعلق بسد النهضة “وتبقى 10 في المئة من النقاط الخلافية تحتاج إلى إرادة سياسية”.

وأعلنت مصر بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عدم وجود “توافق” بشأن منهجية استكمال مفاوضات سد النهضة.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، على أنه “لا توجد قوة” يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة، وذلك عقب تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من إمكانية قصف مصر للسد.

وتخشى القاهرة من تأثير سلبي للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب. فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر ولا السودان.

المصدر : الأناضول