كورونا.. تبون يعود إلى الجزائر بعد رحلة علاج في ألمانيا دامت شهرين (فيديو)

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (مواقع التواصل)

عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى بلاده مساء الثلاثاء بعد أن أمضى ما يقارب الشهرين يُعالج في مستشفى ألماني من كوفيد-19 خلال فترة تشهد أزمة سياسية واقتصادية.

وظهر تبون (75 عاما) في صور بثها التلفزيون الحكومي بحال أفضل من آخر ظهور له قبل ثلاثة أسابيع، واضعا حدًا لفترة من القلق سادت البلاد وذكّرت الجزائريين بمرحلة مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وظهر الرئيس الجزائري وهو جالس على كرسي في مطار عسكري على مشارف الجزائر العاصمة، لكن قدمه اليمنى كانت مضمدة دون أي توضيح بالخصوص. وكان في استقبال تبون بمطار العاصمة كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في البلاد، وفق ما نقله التلفزيون الرسمي.

وبث التلفزيون في نشرة أخبار الثامنة، تصريحا مقتضبا للرئيس من مطار بوفاريك العسكري، قال فيه “البعد عن الوطن صعب، وهو أصعب على من يتحمل المسؤولية”.

وتابع “الحمد لله على العودة الميمونة ولم يتبق إلا القليل، القليل جدا” من فترة العلاج، وقدم تهانيه للشعب الجزائري بمناسبة حلول السنة الجديدة.

 

وكان تبون قد سافر إلى ألمانيا في أواخر أكتوبر/تشرين الأول بعد أيام من إعلانه دخول عزل صحي بعد ثبوت إصابة مساعدين له بفيروس كورونا، وذلك “لإجراء فحوص طبية معمقة بناء على توصية الطاقم الطبي” كما كانت اعلنت الرئاسة في حينه.

ولم يسمع الجزائريون شيئا من رئيسهم أو يرونه منذ ذلك الحين وحتى منتصف ديسمبر/كانون الأول، عندما ظهر في مقطع فيديو قصير بدا فيه هزيلا لكنه قال إنه تعافى.

وأثار غياب تبون لفترة طويلة تكهنات بخصوص قدرته على إكمال ولايته الأولى التي بدأت بانتخابه قبل حوالي سنة خلال فترة احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة.

طيف بوتفليقة

وأعاد غياب تبون إلى ذاكرة الجزائريين الغياب الطويل بداعي العلاج للرئيس الاسبق عبد العزيز بوتفليقة إثر إصابته بجلطة دماغية عام 2013.

وفي حينه، أمسك شقيقه، السعيد، زمام الحكم وسعى مع فريقه الرئاسي إلى فرض ولاية خامسة للرئيس الاسبق، مما دفع الجزائريين إلى الاحتجاج والتظاهر بدءاً من شباط/فبراير 2019.

وبعد ذلك، استقال عبد العزيز بوتفليقة في 2 نيسان/ابريل 2019 تحت ضغط الشارع والجيش.

ولم تتوقف الاحتجاجات الأسبوعية، التي تطالب بإنهاء الفساد والإطاحة بالنخبة الحاكمة القديمة وانسحاب الجيش من السياسة، إلا في مارس/آذار عندما فرضت الجزائر إجراءات عزل عام بسبب تفشي فيروس كورونا.

وكانت أصوات معارضة دعت في الآونة الأخيرة إلى تطبيق المدة 102 من الدستور وإعلان شغور منصب رئيس الجمهوية بداعي المرض.

ولكن في الذكرى الأولى لانتخاب تبون في 13 كانون الأول/ديسمبر، سُجّل أول ظهور له منذ مغادرته الجزائر، من خلال خطاب عبر تويتر نقله التلفزيون الحكومي، قال فيه إنه يتعافى من المرض وسيعود في مدة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع.

ويعود آخر ظهور علني للرئيس الجزائري بصحة جيدة الى 15 تشرين الاول/اكتوبر حين التقى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بقصر الرئاسة بالجزائر العاصمة.

وواجهت الجزائر، المنتجة للنفط والغاز، أزمة اقتصادية كانت تلوح في الأفق حتى قبل الجائحة العالمية حيث تجاوز الإنفاق السنوي بكثير الإيرادات المتراجعة من مبيعات الطاقة.

وكان تبون قد وعد بسلسلة إصلاحات للمساعدة في تنويع الاقتصاد، ومن المتوقع أن يوقع هذا الأسبوع قانون ميزانية العام المقبل، ويصادق قريبا على مواعيد الانتخابات المحلية والبرلمانية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات