إسرائيل تتحسّب لـ”حرب خاطفة” وإيران تتوعّد برد واسع وقوي

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إن تل أبيب تراقب الوضع في العراق واليمن تحسبًّا لهجوم إيراني أو حرب خاطفة، بينما تتواصل مؤشرات التصعيد بين واشنطن وطهران.

وأضاف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي؛ أن تصريحات الجيش الأخيرة بشأن الحرب الخاطفة تأتي في هذا السياق.

وأكد أن نشاط الجيش الإسرائيلي -بما فيه النشاط البحري- يشمل جميع مناطق الشرق الأوسط البعيدة والقريبة منه، على حد تعبيره.

 

وفي طهران، دعا قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنغسيري؛ قواته لليقظة والاستعداد، وأكد، خلال تفقده قواته في جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى (المتنازع عليهما مع الإمارات)، على جاهزيتها للدفاع عن أمن إيران.

وحذّر مصدر إيراني رسمي إسرائيل؛ من أن رد طهران على أي اعتداء على الأمن القومي سيكون قويًّا وواسعًا، مضيفًا؛ أن إسرائيل تبحث عن ذرائع لجر المنطقة إلى توتر يخلق الفوضى قبل أيام من رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من البيت الأبيض.

وفي السياق، قال المتحدث السابق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسيني نقوي؛ إن إسرائيل قلقة من التغيير المرتقب في إدارة البيت الأبيض، مؤكدًا أن إسرائيل تبحث عن ذريعة لخلق توتر واسع وجر المنطقة إلى مواجهة خطرة خلال الأيام الأخيرة لولاية ترمب، على حد قوله.

الغواطة الأمريكية “USS Georgia” (وكالات)

وأضاف “إعلان إسرائيل إرسال غواصة إلى المنطقة، يدخل ضمن محاولة استفزاز إيران لدفعها للمواجهة العسكرية، وأقول للكيان الصهيوني والولايات المتحدة إن إيران سترد بقوة وبسرعة على أي تهديد تتعرض له”.

كما هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، الولايات المتحدة على خلفية توفير لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مؤكدًا أن بلاده لن تثق بمن “سرقها”.

وسأل روحاني “من يمكن أن يثق بأشخاص مثلكم (في إشارة إلى الأمريكيين)؟ لقد سرقتم مالنا في كل مكان وجدتموه”.

الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرئيس الإيراني حسن روحاني (غيتي)

وتتوالى التحذيرات المتبادلة من التصعيد بين واشنطن وطهران منذ عدة أيام، وكان آخرها تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف؛ بأن الرئيس ترمب يطلق تهديدات متهورة وخطيرة، وسيتحمل مسؤولية أيّ أخطاء غير محسوبة.

كما قال أمير حسين قاضي زاده هاشمي النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني إن بلاده ليست قلقة من دخول الغواصة النووية الأمريكية (USS Georgia) مياه الخليج، مشيرًا إلى أن القوات الإيرانية قادرة على اصطيادها بشبكة صيد.

وبالتزامن مع هذه التصريحات، نفت السفارة الأمريكية في بغداد إخلاءها الموظفين خشية هجمات انتقامية مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.

ومع أن الجيش العراقي أعلن أن “جماعة خارجة عن القانون” هي المسؤولة عن قصف السفارة الأمريكية الأخير، الذي سبّب خسائر مادية طفيفة، إلا أن ترمب قال إن الصواريخ جاءت من إيران، وتوعّد بالرد.

في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن أمن بلاده أمانة في عنق الحكومة، وأنها لن تخضع للمغامرات، كما وعد بالاستعداد “للمواجهة”، وذلك بعدما تبادلت أمريكا وإيران التهديدات إثر تعرّض السفارة الأمريكية في بغداد، الأحد الماضي، لقصف صاروخي.

وقال الكاظمي في تغريدة، اليوم السبت، إن “أمن العراق أمانة في أعناقنا، ولن نخضع لمغامرات أو اجتهادات”، مضيفًا أن حكومته تعمل بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة، بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون.

وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن الحكومة طالبت بالتهدئة؛ لمنع زجّ بغداد في مغامرة عبثية أخرى، وفق تعبيره، مشدّدًا على أن الحكومة مستعدة للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر.

وأعادت إدارة ترمب فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، عام 2018، بعد قراره بالانسحاب أحاديًّا من الاتفاق المبرم عام 2015 بين الجمهورية الإسلامية وواشنطن، بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتستثني العقوبات نظريًّا المواد الطبية والغذائية، إلا أن المصارف العالمية غالبًا ما تمتنع عن التعامل مع مصارف إيرانية، خشية احتمال مواجهة إجراءات عقابية أمريكية.

المصدر : الجزيرة + الجزيرة مباشر + وكالات