عالم فرنسي يوضح تفاصيل تحول فيروس كورونا وقدرة اللقاحات الحالية على العلاج

انتعاش الاقتصاد العالمي مع اقتراب موعد تفعيل لقاح ضد فيروس كورونا المستجد
خبراء: لن يتم تلقيح سكان العالم في أقل من ستة أشهر (رويترز)

قال العالم الفرنسي أنطوان ديمونسو “إنه ليس من المستغرب أن تقوم الفيروسات بتحويل نفسها من أجل التكيف مع البشر، على أمل البقاء. لذلك يُقدَّر أن فيروس كورونا سوف يتحور ويتحول بطريقة طبيعية من مرتين إلى ثلاث مرات شهريًا”.

وأضاف العالم الفرنسي المتخصص في الأوبئة والذي مارس مهنة الطب لأكثر من 35 سنة، على موقعه الشخصي على الإنترنت أن الوضع الجديد لفيروس كورونا وتحولاته المتواصلة يؤثر بشكل خاص على عدوى الفيروس، وعلى قدرتنا على محاربته بنجاح باستخدام لقاح.

وقال “من المستحيل معرفة كيف سيتحول هذا الفيروس في المستقبل. لكن يمكننا بالفعل استخلاص بعض الدروس من التغييرات التي حدثت”.

التحول الأول 

وشدد ديمونسو على أن”اكتشاف التحول الأول لسلالة فيروس كورونا من قبل العلماء، تم في يناير الماضي في ألمانيا بعد وقت قصير من ظهورها في الصين. وأنه بدءًا من أبريل/نيسان الماضي، انتشرت السلالة ووصلت إلى الولايات المتحدة وكندا وحتى أستراليا وأن هذه السلالة أي كوفيد-19 هي الغالبة من سلالات الفيروس التاجي”.

وقال ديمونسو إن السمة الرئيسية لهذه السلالة هو أنها وفقًا لبعض الأبحاث معدية أكثر 8 مرات من الإصدار الأول لفيروسات سابقة مثل فيروس كوفيد-2 وفيروس سارس، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الإصابات وسط سكان العالم في حيز زمني قصير، مع علامة مميزة هي أن الإصابات تكون أكثر تأثيرا على القصبات الهوائية العليا والأنف والحنجرة.

وأضاف ديمونسو أن هذا هو السبب في أن الموجة أنتجت أعراضًا مختلفة مثل فقدان حاسة التذوق والشم والتهاب الحلق، ومع ذلك فإن هذه السلالة الجديدة تؤثر على الرئتين بشكل أقل وبالتالي فهي أقل فتكًا من السلالة الأصلية.

العالم الفرنسي قال إن البشر أقوى من الفيروسات والجسم البشري خطط لكل شيء

الطفرة الثانية:

وقال العالم الفرنسي إن الطفرة الثانية التي تم اكتشافها في أسكتلندا هذا الصيف أقل انتشارًا في الوقت الحالي، وهي موجودة بشكل أساسي في أوربا والولايات المتحدة.

وأضاف أن المشكلة الأولى في هذه الطفرة هو أنها “مميتة بشكل خاص” لاعتبارات مرتبطة بصعوبة القضاء على الفيروس بواسطة الأجسام المضادة للأشخاص المصابين.

وقال “اللقاحات قيد التطوير تستهدف بروتين سبايك الذي يقع في قلب آلية العدوى. وهو بالفعل الذي يسمح للفيروس بدخول الجسم. لذلك تسعى اللقاحات قيد التطوير إلى محاكاة بروتين سبايك بشكل محوري للقضاء على الفيروس”.

وخلص العالم الفرنسي إلى أن البشر أقوى من الفيروسات وأنه رغم “أن الصورة البيولوجية ليست مشجعة للغاية، لكن يمكننا أن نطمئن لأن الجسد البشري خطط لكل شيء”.

وقال “جهاز المناعة البشرية معقّد بالفعل، ولا يقتصر على الدفاعات المناعية الفورية أي الأجسام المضادة التي يتم تطويرها بالتفاعل مع الفيروس، وإنه دوما يعمل على استباق حالات التحول المتوقع للفيروسات وصدها بصورة تلقائية إلى حين اكتشاف اللقاح الفعال”.

وكانت دراسة حديثة قد أظهرت أن البشر يمكنهم أن يكونوا محصنين ضد كوفيد-19 بفضل ما يسمى بالدفاعات “المتأخرة” المرتبطة بالخلايا اللمفاوية، وأن هذه الدفاعات ستظل فعالة لفترة أطول بكثير من الأجسام المضادة المباشرة.

يعني هذا حسب الدراسة أن جزءًا كبيرًا من السكان سيستفيد بالتالي من حماية واسعة تم تطويرها من خلال الإصابة بفيروسات أخرى فعالة ضد فيروس كورونا.

المصدر : الجزيرة مباشر