كورونا.. السلالة الجديدة “تعزل” بريطانيا وتربك الأوربيين وبايدن يتلقى اللقاح

أصبحت بريطانيا اليوم الاثنين معزولة عن معظم أوربا بعدما قطع أقرب حلفائها روابط النقل معها بسبب المخاوف من السلالة الجديدة من فيروس كورونا مما أثار حالة من الارتباك للعائلات والشركات قبل أيام فقط من خروجها من فلك الاتحاد الأوربي.

وتعقد الحكومة البريطانية اجتماعا طارئا اليوم الإثنين وسط حالة من التوتر بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا، بينما تعتزم وكالة الأدوية الأوربية تقييم لقاح “فايزر-بيونتك”.

ووسط تسارع التطورات المتعلقة بالفيروس المسبب لمرض (كوفيد-19)، سيتلقى كذلك الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن جرعة من اللقاح اليوم، وذلك ضمن عملية تطعيم واسعة في الولايات المتحدة بدأت الأسبوع الماضي.

يأتي ذلك بينما بلغت أعداد الإصابات المؤكدة بالفيروس حول العالم منذ ظهور الوباء وحتى الآن، أكثر من 77 مليونًا، فيما وصل عدد المتعافين لنحو 55 مليونًا، والوفيات إلى 700 ألف.

وتعد الولايات المتحدة أكثر البلاد الأكثر تضررا بالوباء. وتُراقب السلطات الأمريكية “بعناية شديدة” السلالة الجديدة التي تنتشر في المملكة المتحدة وغيرها من الدول التي أعلنت تفشي السلالة الجديدة على أراضيها.

وتعد هذه السلاسة الجديدة من فيروس كورونا، أسرع انتشارًا حيث تعتبر أكثر قدرة على العدوى بنسبة 70%.

لكن الولايات المتحدة لا تخطط لفرض حظر على السفر إلى بريطانيا في الوقت الحالي، وقال كبير مستشاري برنامج التطعيم الحكومي إن المسؤولين الأمريكيين “لا يعرفون بعد” ما إذا كانت هذه السلالة الجديدة من الفيروس موجودة في الولايات المتحدة.

وتابع “نحن بالطبع ندرس هذا الأمر بعناية شديدة”، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي لا يبدو أن هناك أية سلالة من الفيروس تقاوم اللقاحات المتاحة، وقال “أعتقد أن هذه السلالة المحدّدة في بريطانيا من غير المرجّح أن تُفلِت من الاستجابة المناعية للقاح”.

حالة من الارتباك

يترأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الإثنين “اجتماع أزمة” بشأن إمدادات المملكة المتحدة بعد قرار العديد من الدول بما فيها فرنسا، تعليق الرحلات بسبب سلالة كورونا الجديدة التي قالت لندن إنها “خارجة عن السيطرة” ودفعت الحكومة لإعادة فرض قيود على 16 مليون نسمة في لندن وجنوب شرق إنجلترا.

وأمس، قال ناطق باسم الحكومة البريطانية، إن جونسون “سيرأس غدا اجتماعا للجنة حالات الطوارئ المدنية لمناقشة الوضع المتعلق بالتنقلات الدولية والشحن”، مضيفًا أن “اجتماعات أخرى ستعقد ليلا وصباح غد (الاثنين) لضمان وضع خطط متينة”.

من ناحية أخرى، أعلنت إيطاليا مساء أمس الأحد اكتشاف حالة إصابة بالسلالة الجديدة للفيروس، مشيرة إلى أن المريض كان قد عاد مؤخرًا من بريطانيا بالطائرة، وهو يخضع حاليًا مع أقاربه للحجر.

وقال وزير الصحة روبرتو سبيرانزا إن “سلالة كورونا التي اكتُشفت مؤخرا في لندن مثيرة للقلق، وسيتعيّن التحقق منها بعمق من قبل علمائنا، وإلى أن يتمّ ذلك نختار المسار الأكثر حذرا”.

يأتي ذلك بينما دعت منظمة الصحة العالمية الأحد أعضاءها في الاتحاد الأوربي إلى “مضاعفة قيودها” مع ظهور هذه السلالة، كما دعت رئاسة الاتحاد الأوربي الدول الأعضاء إلى اجتماع عاجل صباح اليوم الإثنين لتفعيل آلية الطوارئ الخاصة بمكافحة كورونا.

تعليق الرحلات

ومنذ أمس وحتى الآن، أعلنت 25 دولة تعليق رحلات الطيران مع بريطانيا بدرجات متفاوتة، لتصبح المملكة المتحدة في وضع أشبه بالعزلة بين جاراتها.

وقررت فرنسا الملاصقة للمملكة المتحدة، الأحد، تعليق جميع الرحلات من الأراضي البريطانية لمدة 48 ساعة، بعد ظهور السلالة الجديدة.

وجاء هذا القرار بعد إجراءات مماثلة اتخذتها دول أوربية عدة مثل بلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وأيرلندا، تعكس حجم القلق في القارة العجوز. كما قررت كندا تعليق رحلات الركاب الآتية من المملكة المتحدة.

بدورها أعلنت إيران تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا لمدة أسبوعين بعد ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا. أما تركيا، فعلقت الرحلات الجوية من بريطانيا وهولندا والدنمارك وجنوب أفريقيا بشكل مؤقت.

تقييم اللقاحات

تعتزم وكالة الأدوية الأوربية (إيما) في وقت لاحق اليوم تقديم تقييمها للقاح الذي تم تصنيعه بشكل مشترك بين شركتي فايزر وبيونتك، والذي من المتوقع أن يتم الموافقة عليه بشكل كبير مع استعداد دول الاتحاد الأوربي لإجراء حملات تطعيم شاملة.

ولم تدع رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين الأسبوع الماضي أدنى شك في أنها تتوقع أن يحصل اللقاح على تقييم إيجابي. وستمهد موافقة “إيما” الطريق أمام دول الاتحاد الأوربي لبدء حملات تطعيم جماعية قبل بداية العام 2021.