بلومبرغ: هجوم إلكتروني يستهدف 200 جهة حول العالم

يتوسع الهجوم مع ظهور ضحايا جدد بعضهم خارج الولايات المتحدة، ما يحيي المخاوف من مخاطر التجسس (روتيرز)

تعرضت 200 جهة على الأقل، بما في ذلك هيئات حكومية وشركات حول العالم، لاختراق ضمن هجوم إلكتروني يشتبه في أنه روسي قام بزرع شفرة ضارة في برنامج واسع الاستخدام.

جاء ذلك حسب ما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم السبت عن شركة للأمن الإلكتروني وثلاثة أشخاص مطلعين على التحقيقات الجارية.

وكان عدد ضحايا الاختراق الفعلي أحد الأسئلة العديدة التي لم تتم الإجابة عنها والتي تحيط بالهجوم الإلكتروني، والذي استخدم شفرة رقمية ضارة لكشف الثغرات والنفاذ لنظام الحاسوب أو البرمجيات تتبع شركة “سولار ويندز كورب” قاعدة انطلاق لمزيد من الهجمات.

وتلقى ما يصل إلى 18 ألف عميل من عملاء سولار ويندز تحديثا ضارا تضمن تلك الشفرة الضارة.

وحددت شركة ريكورديد فيوتشر، وهي شركة للأمن الإلكتروني ومقرها ماساتشوستس، 198 من ضحايا عملية الاختراق ، حسبما قال محلل التهديدات ألان ليسكا.

وقال ثلاثة أشخاص آخرين إن التحقيق حتى الآن قد حدد أن المتسللين قاموا بضرب 200 ضحية على الأقل. ولم يتم الكشف عن هويات ضحايا تلك الهجمات.

ترمب يقلل من خطورة الهجوم على أمريكا

وفي وقت يبدي العديد من المسؤولين الأمريكيين مخاوف حيال نطاق الهجوم الإلكتروني الواسع الذي استهدف وكالات حكومية أمريكية الجمعة، قلّل الرئيس دونالد ترمب السبت من خطورته ومن الدور المنسوب إلى روسيا فيه.

وكتب ترمب في تغريدة “الهجوم الإلكتروني أكثر أهمية في الإعلام الزائف مما هو في الواقع”. وأضاف “كل شيء تحت السيطرة. روسيا روسيا روسيا هذه أول لازمة تتردد عند حصول أي شيء”، مضيفا “قد تكون الصين (هذا محتمل!)”.

وبذلك خالف ترمب رأي مسؤولين أمريكيين وموقف وزير خارجيته مايك بومبيو الذي أيد الجمعة شكوك خبراء أشاروا بأصابع الاتهام إلى موسكو.

وقال بومبيو “كانت محاولة كبيرة للغاية وأعتقد أنه يمكننا الآن أن نقول بشكل واضح جدا أن الروس انخرطوا في هذا النشاط”.

من جهتها، نفت روسيا بشدة ضلوعها في الهجوم، وقالت سفارتها في واشنطن إن “روسيا لا تشن هجمات إلكترونية”.

وأعلن عن الهجوم الإلكتروني في وقت يستعد الرئيس المنتخب جو بايدن لتسلم السلطة في 20 من يناير/ كانون الثاني.

وأعلن المدير التنفيذي لفريقه الانتقالي يوهانس أبراهام أن الهجوم مصدر “قلق كبير” وأن إدارة بايدن سترد على هذا النوع من الاختراق بتكبيد المسؤولين عنه “أثمانا باهظة”.

“خيانة مشينة”

ويتوسع الهجوم مع ظهور ضحايا جدد بعضهم خارج الولايات المتحدة، ما يحيي المخاوف من مخاطر التجسس.

ونجح القراصنة في اختراق برنامج “أونيون” من انتاج شركة “سولار ويندز” الأمريكية، والذي تستعمله شركات كبيرة وإدارات في الإشراف على شبكاتها المعلوماتية.

ولقيت تصريحات ترمب تنديدا من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديموقراطي آدام شيف الذي يعتبره الرئيس عدوه اللدود منذ أن ترأس فريق الادعاء في آلية إقالته.

وكتب شيف على تويتر “إنها خيانة مشينة جديدة لأمننا القومي من قبل هذا الرئيس” مضيفا “إنها تغريدة أخرى غير نزيهة كان من الممكن أن يكتبها الكرملين. إشارة إذعان جديدة (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.

وأدت الشبهات حول وجود تواطؤ بين فريق حملة ترمب عام 2016 وروسيا إلى فتح تحقيق عهد به إلى مدّع خاص، وخلص إلى عدم وجود أدلة كافية لإدانته.

ومن الجانب الجمهوري، رأى السناتور ماركو روبيو أنه يتبين “بوضوح متزايد أن الاستخبارات الروسية قادت أخطر اختراق إلكتروني في تاريخنا”.

وأضاف “يجب أن يكون ردنا متناسبا ولكن مهما”.

إغلاق آخر قنصليتين

ويأتي ذلك بينما أعلنت وزارة الخارجية السبت أن الإدارة الأمريكية تعتزم إغلاق أخر قنصليتين للولايات المتحدة في روسيا في سياق “تحسين عمل البعثة الأمريكية في روسيا”، على ما أوضحت الخارجية التي سبق أن أبلغت الكونغرس بذلك هذا الشهر.

وانتهز ترمب الذي لم يقر حتى الآن بهزيمته في انتخابات 3 من نوفمبر/تشرين الثاني، الفرصة ليجدد تأكيداته التي لا تستند إلى أي أدلة حول وقوع عمليات تزوير خلال الاقتراع.

وقال في تغريدة سارع موقع تويتر إلى وضع إشارة عليها تذكّر بنتائج الانتخابات التي فاز بها جو بايدن، “من المحتمل أن هجوما استهدف أيضا آلات التصويت السخيفة خلال الانتخابات التي صار واضحا الآن أني فزت بها بنتيجة كبيرة، ما يجعلها عارا أكبر على الولايات المتحدة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات