كشف غموض اختفاء المسلة المعدنية من صحراء ولاية يوتا الأمريكية

اختفت المسلة الغامضة بعد أيام من العثور عليها (تويتر)

كشف مصور عن سر اختفاء مسلة معدنية غامضة تم العثور عليها في جزء ناء من صحراء ولاية يوتا الأمريكية الشهر الماضي.

وأثار الكشف عن العمود المعدني اللامع وسط الصحراء جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، وتواصلت الإثارة مع اختفاء العمود بشكل مفاجئ.

لكن المصور روس برناردس نشر صورا على إنستغرام لما قال إنها لحظات العمود الأخيرة، وهي صور بينت أنه لا علاقة له بالفضاء إذ بدا أنه صفائح معدنية مثبته بهيكل خشبي مفرغ.

وفي الوصف المرافق لمجموعة الصور، تحدث برناردس عن رحلة بالسيارة مع ثلاثة أصدقاء استغرقت ست ساعات يوم الجمعة لالتقاط بعض الصور التذكارية مع العمود في ضوء القمر.

وأضاف أنهم بعدما التقطوا بعض الصور سمعوا أصوات أشخاص قادمين نحو الوادي وظهر أمامهم أربعة رجال.

وكتب أنه تنحى جانبا حتى تقضي المجموعة الجديدة وقتا ممتعا بمفردها مع العمود، لكنه وجدهم يشرعون في دفعه.

وقال “دفعوا العمود دفعتين أو نحو ذلك وقال لنا أحدهم (أرجو أن تكونوا قد التقطتم صوركم). ثم دفعه دفعة قوية فمال على جانبه”.

وأضاف أن أحدهم قال “لذلك يجب ألا تترك قمامة في الصحراء”.

وكتب برناردس أن العمود سقط بعد وقت قصير محدثا دويا عاليا وأن الرجال فككوه بسرعة ونقلوه في عربة يد.

وقال المكتب الأمريكي لإدارة الأراضي الذي يشرف على الصحراء الأسبوع الماضي إنه لا يحقق في أمره لأنه يعتبره ملكية خاصة.

ولم يرد مكتب قائد شرطة مقاطعة سان هوان على أسئلة بشأن العمود، لكنه قال في بيان في وقت سابق من الأسبوع إنه “لم يكن يملك الموارد الكافية لتخصيص الكثير من الوقت” للنظر في وصول العمود أو اختفائه.

وأثارت المسلة الغامضة مجهولة المصدر تكهنات شتى لامس بعضها حد الخيال العلمي.

واكتشف مسؤولون محليون هذه الكتلة اللامعة مثلثة الشكل، التي يتخطى ارتفاعها 3.5 أمتار في جنوب ولاية يوتا، بينما كانوا يستطلعون المنطقة جوا لتعداد أنواع حيوانات الضأن.

وبعد هبوط مروحيتهم، اكتشف الموظفون هذه “المسلة المعدنية”، لكنهم لم يجدوا “أي دليل واضح يدل على من يمكن أن يكون قد وضعها.

عمل فني؟

وسرعان ما انتشر خبر العثور على الجسم الغامض عبر الإنترنت، ولفت الكثير من رواد الشبكة إلى أوجه الشبه مع المسلات الغريبة من خارج كوكبنا في فيلم ستانلي كوبريك “2001، أوديسي الفضاء”.

وقال متحدث باسم هيئة السلامة العامة في ولاية يوتا لصحيفة “النيويورك تايمز” إن “أحدهم أمضى وقتا في استخدام أداة ما تتيح تقطيع الصخر أو أمر من هذا القبيل للحفر في العمق، بشكل مطابق تقريبا للجسم وعمد إلى تثبيته بصورة فعلية”.

وأضاف “هذا أمر غريب. هناك طرق قريبة، لكن إحضار المعدات لتقطيع الصخر وجلب المعدن الذي يزيد طوله عن 12 قدما (3.7 أمتار)، وفعل ذلك كله في هذا المكان المعزول أمر مثير للاهتمام حقا”.

وأشار مراقبون إلى أوجه شبه تجمع العمود مع أعمال النحات الأمريكي الرائد جون ماكراكن الذي كان يقيم في ولاية نيو مكسيكو المجاورة وتوفي سنة 2011.

وقال نجله باتريك ماكراكن أخيراً لصحيفة “النيويورك تايمز” إن والده أسر إليه سنة 2002 بأنه يرغب في أن “يقيم أعماله في أماكن معزولة كي تُكتشف لاحقا”.

وقبل أيام، اعتبر ديفيد زويرنر الممثل القانوني لماكراكن أن المسلة الغامضة قد تكون عملا فنيا.

وأكد زويرنر وجود “انقسام في شأن الموضوع”، مبديا “قناعته” بأن المسلة تحمل توقيع ماكراكن ولم يكتشفها أحد على مدى حوالي عقد من الزمن.

أحد أعمال ماكراكن إلى اليمين والمسلة الغامضة إلى اليسار (تويتر)

ورغم امتناع السلطات عن تحديد موقع هذه المسلة، تفاديا لتوافد حشود من الفضوليين، سرت التحليلات على الإنترنت لمعرفة الموقع بالاستناد إلى ملامح التشكلات الجيولوجية المجاورة. ونجح البعض في تحديد الموقع.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز