محللون: نتنياهو يُعد خليفته في المشهد السياسي.. من هو؟

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويوسي كوهين رئيس الموساد السابق (إعلام إسرائيلي)

قام رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ بتسمية رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) الجديد خلفا للرئيس الحالي يوسي كوهين الذي من المقرر أن تنتهي ولايته في يونيو 2021.

جاء هذا القرار في الوقت الذي وصف فيه محللون إسرائيليون حكومة نتنياهو بالمهددة بالانهيار في ظل خلافه مع نائبه ووزير دفاعه بيني غانتس.
وعزا البعض قرار نتنياهو بالتسمية المبكرة لخليفة كوهين حتي يمهد الطريق أمام الأخير لخوض الحياة السياسية.

ولم تفصح الحكومة الإسرائيلية عن اسم رئيس جهاز الموساد الجديد؛ وعزت ذلك لأسباب أمنية.
وبحسب المحللين، فإن كوهين هو الأقرب إلى رئيس الوزراء الحالي فكريا وسياسيا وعقائديا، ولهذا لا يستعبد أن يسعى الأخير، إلى تهيئته لدخول الحلبة السياسية، وربما وراثته أو على الأقل خوض الانتخابات إلى جانبه، مستقبلا.

في الأشهر الماضية برز دور كوهين، في اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل، وعدد من الدول العربية.

وشغل كوهين منصب رئيس الموساد عام 2016، عقب شغله منصبى رئيس هيئة الأمن القومي ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي.

وعلى الرغم من محاولات نتنياهو الاستعداد لمرحلة ما بعد حل الحكومة حال تفاقم الخلاف بينه وبين نائبه ووزير دفاعه؛  إلا أن الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، يوضح أنه بحسب القانون الإسرائيلي، لا يستطيع ضباط الجيش والأمن المتقاعدون، التنافس على مقاعد البرلمان، في الانتخابات التي تعقب تسريحهم من الخدمة مباشرة، بل عليهم انتظار ثلاث سنوات، أو مرور معركة انتخابية واحدة، وبعدها يمكنهم الانضمام للحياة السياسية.
ويضيف شلحت أن تقارير وتقديرات إسرائيلية لا تستبعد إمكانية خوض كوهين غمار السياسة، لكن القوانين المعمول بها تتحكم في التوقيت.
واستطرد “وفي الأشهر الماضية برز دور كوهين، في اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل، وعدد من الدول العربية”.

هذا و اعتبر وديع عواودة، الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي أن الإعلان عن تعيين رئيس جديد لجهاز الموساد جاء مبكرا؛ وهو ما يدعم فرضية نية نتنياهو، تهيئته للعمل السياسي، عبر كسب الوقت وتقليل فترة (الاستراحة) المقررة له قبل خوض العمل السياسي وهي 3 سنوات.

ويرجع ذلك إلي التقارب العقائدي بين كل من نتنياهو وكوهين من الناحية العقائدية وتطابق وجهات النظر في التعامل مع الملف الفلسطيني.

غضب بيني غانتس وزير الدفاع ورئيس الوزراء بالإنابة؛  لعدم تشاور نتنياهو معه في تسمية مسئول جهاز الموساد

و كشف عواودة عن غضب بيني غانتس وزير الدفاع ورئيس الوزراء بالإنابة؛  لعدم تشاور نتنياهو معه في تسمية مسئول جهاز الموساد.
يذكر أن غانتس ونتنياهو قررا التحالف لتشكيل حكومة يتولى الأخير رئاستها لعام ونصف، على أن يترك المنصب بعد ذلك لغانتس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021؛ لكن هذه الحكومة لطالما كانت مهددة بالانهيار نتيجة عدم وجود ثقة بين الفريقين.

ويوضح عواودة أن كوهين يعتقد أنه بإمكان إسرائيل أن تصنع ما يعرف بـ”السلام مقابل السلام”، وليس السلام مقابل الأرض في تطابق لما يراه نتنياهو.
ويشير إلي تسريبات، بل تصريحات من مقربين من نتنياهو في السنوات الأخيرة أن كوهين سيكون خليفة نتنياهو السياسي، وأنه قد يحاول ضم كوهين إلى حزب الليكود مستفيدا من مكانته المعنوية في الشارع الإسرائيلي، بما يرفع حظوظ الليكود مستقبلا بمقعدين أو ثلاثة في الكنيست.

ويقول إن المعركة الانتخابية الأخيرة في إسرائيل تتوقف على كل صوت، وهذا ما يفسر إسراع نتنياهو في الإعلان.

ومن المقرر أن تنتهي في الثالث والعشرين، من الشهر الجاري، المهلة الممنوحة لتقديم ميزانية الدولة إلى الكنيست لإقرارها.
وفي حال عدم تقديم الميزانية بالموعد المحدد، فإن الكنيست يحلّ نفسه، وتجري الانتخابات خلال 3 أشهر من ذلك التاريخ.

المصدر : الأناضول