بعد فوزه رسميا برئاسة الولايات المتحدة.. بايدن يشن هجومه الأعنف على ترمب

الرئيس المنتخب جو بايدن يلقي خطابًا متلفزًا للأمة بعد تأكيد فوزه رسميا (رويترز)

فاز الديمقراطي جو بايدن بأصوات المجمع الانتخابي الذي يحدد رسميا الرئيس الأمريكي المقبل. وبمصادقة المجمع على النتائج يكون بايدن هو الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

وقد اعتمدت جميع الولايات نتائجها الخاصة بانتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويعني ذلك إخفاق مساعي حملة الرئيس دونالد ترمب لقلب نتائج الانتخابات.

وشنّ بايدن الإثنين هجومه الأعنف حتى الآن على ترمب بسبب رفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات، متهماً إياه بـ”عدم احترام إرادة الشعب”ولا سيادة القانون والدستور.

وكان بايدن الذي سيصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتّحدة ممتنعا حتى مساء الإثنين عن مهاجمة ترمب علناً، لكنّ هذا الموقف تغيّر بعد أن تكرّس فوز الديمقراطي رسمياً أمس بحصوله على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي.

واكتسب تصويت المجمع الانتخابي، الذي كان مقررا أمس الاثنين طبقا للقانون الاتحادي، أهمية كبيرة بسبب مزاعم ترمب التي لا أساس لها من الصحة بحدوث تزوير على نطاق واسع.

وفي خطاب ألقاه في معقله بمدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير في أعقاب عملية تصويت جرت خلال النهار وثبّتت خلالها الهيئة الناخبة رسمياً فوزه في الانتخابات التي جرت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، وصف بايدن موقف ترمب قائلا “هذا موقف متطرّف للغاية لم نشهده من قبل. موقف رفض احترام إرادة الشعب، ورفض احترام سيادة القانون، ورفض احترام دستورنا”.

وتمثّلت إحدى آخر محاولات الرئيس المنتهية ولايته تغيير نتائج الانتخابات في دعوى قضائية رفعها مسؤولون جمهوريون، بدعم من ترمب، لإلغاء فوز بايدن في ولايات رئيسية عدّة، لكنّ المحكمة العليا ردّت هذه الدعوى الجمعة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب(يمين) والمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن
الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب”يمين” والرئيس المنتخب جو بايدن (غيتي)

وأشاد بايدن في خطابه بالناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بأرقام قياسية على الرّغم من المخاوف الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والمناخ الذي ساد العملية الانتخابية وشهد “ضغوطاً سياسية هائلة وإساءات لفظية وصلت لتهديدات بالعنف الجسدي” استهدفت مسؤولين عن تنظيم الانتخابات.

وأضاف “آمل بصدق ألا نرى مرة أخرى أيّ شخص يتعرّض للتهديدات والانتهاكات التي شهدناها في هذه الانتخابات”، واصفاً المضايقات التي تعرّض لها مسؤولون عن سير الانتخابات بأنّها “غير معقولة”.

وقال الرئيس المنتخب إنّ “شعلة الديمقراطية أضيئت منذ وقت طويل في هذا البلد. نحن نعلم الآن أنّ ما من شيء – ولا حتى جائحة أو إساءة استخدام للسلطة – بإمكانه أن يطفئ هذه الشعلة”.

وشدّد بايدن على أنّ ترمب استنفد كلّ الطرق القانونية للطعن في نتائج الانتخابات لكن “لم يتم العثور في أيّ من هذه الدعاوى على سبب أو دليل لنقض (نتيجة الانتخابات) أو جعلها موضع تساؤل أو نزاع”.

وأضاف “في المعركة من أجل روح أمريكا، انتصرت الديمقراطية”.

وقبل خمسة أسابيع من مغادرة ترمب البيت الأبيض، دعا الرئيس المنتخب مواطنيه إلى توحيد صفوفهم وفتح صفحة جديدة وقال “لقد حان الوقت لطيّ الصفحة (…) أنا مقتنع بأنّه يمكننا العمل معاً لما فيه خير الأمّة”.

وفي وقت سابق أمس الاثنين، صوت أعضاء المجمع الانتخابي في عدد من الولايات الكبرى التي شهدت تنافسا بين بايدن وترمب، وهي أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن، لصالح بايدن الذي من المقرر أن يتولى منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني هو ونائبته كاملا هاريس.

ومنحت كاليفورنيا، أكبر الولايات من حيث عدد السكان، ولها 55 صوتا في المجمع الانتخابي، أصواتها لبايدن ليتجاوز رسميا النصاب المطلوب للفوز بالرئاسة وهو 270 صوتا.

وبناء على نتائج نوفمبر/ تشرين الثاني، حصل بايدن على 306 أصوات في المجمع مقابل 232 لترمب.

ولا توجد فرصة أخرى لإنكار فوز بايدن، وفي ظل فشل الحملة القانونية لترمب في قلب النتائج، فإن آمال الرئيس الضعيفة تتعلق بالقدرة على إقناع الكونغرس بعدم قبول نتيجة تصويت المجمع الانتخابي خلال جلسة خاصة تعقد في 6  يناير/ كانون الثاني، وهو جهد من شبه المؤكد أنه سيبوء بالفشل.

وبمجرد تولي بايدن السلطة، فإنه يواجه مهمة التصدي لجائحة فيروس كورونا، وإنعاش الاقتصاد الأمريكي، وإعادة بناء العلاقات التي توترت مع حلفاء الولايات المتحدة في الخارج بسبب سياسات ترمب التي رفعت شعار “أمريكا أولا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات