بايدن يواصل اختيار مسؤولي إدارته وترمب يخوض آخر معاركه

الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب
الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب (روتيرز)

تخوض إدارة الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب، الإثنين، آخر معاركها أمام المحكمة العليا، في قضية تأمل من خلالها التأثير على تغير عدد أعضاء الكونغرس الممثلين لكل ولاية.

وترتبط القضية بتعداد سكان الولايات المتحدة، الذي يفترض أن يعاد كل عشر سنوات بحسب الدستور، وتحدد بناء عليه قيمة المساعدات الفدرالية الممنوحة لكل ولاية وعدد النواب المخصصين لها.

وأمر ترمب حكومته، في يوليو/ تموز الماضي، وفيما كان الإحصاء جاريًا، ألا تأخذ بالحسبان من لا يملكون وثائق رسمية، والمقدّر عددهم بعشرة ملايين شخص، عند تحديد عدد النواب.

وأوضح الجمهوري الذي جعل من مكافحة الهجرة أحد أبرز قضايا ولايته، أنه لا يريد “إعطاء تمثيل برلماني لأجانب دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية أو يعيشون فيها بطريقة غير قانونية”.

وعند تحديد عدد النواب المخصصين لكل ولاية، يجري احتساب كل سكان الولايات ما عدا الأجانب الموجودين فيها بموجب تأشيرة دخول موقتة.

ولجأت ولايات ديمقراطية عدة مثل نيويورك التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين، إلى القضاء لإبقاء الوضع على حاله وحصلت على انتصارات في المحاكم الابتدائية.

وطلبت إدارة ترمب من المحكمة العليا التدخل بشكل طارئ.

ويتعين على ترمب تقديم نتائج إحصاء عام 2020 وعدد المقاعد المخصصة لكل ولاية إلى الكونغرس، مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل.

وتستمع المحكمة العليا، الإثنين، إلى حجج الطرفين خلال جلسة تعقد عبر الهاتف بسبب وباء فيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19)، ويفترض أن تصدر قرارها بشكل سريع.

ومنعت المحكمة بغالبية بسيطة (بصوت 5 قضاة من أصل 9)، العام الماضي، إضافة الجنسية على استمارة الإحصاء، في خطوة من شأنها أن تؤثر على العديد من الأجانب الذين قد يترددون بالإجابة على الاستمارات، ما قد يؤدي إلى سوء تقدير عدد الولايات التي فيها عدد كبير من المهاجرين.

ومنذ ذلك الحين، سمى ترمب قاضية جديدة في المحكمة العليا وأصبح عدد القضاة المحافظين ستة، عيّن الرئيس المنتهية ولايته ثلاثة منهم، لكن يمكن أن يكتفي القضاة بمعاينة المسائل الاجرائية وتفادي التطرق إلى القضية الإشكالية.

وحسب دراسة لمركز “بيو” للاحصاءات، قد تخسر ثلاث ولايات هي كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس، مقعدًا خلال العقد المقبل، فيما قد تربح منيسوتا وألاباما وأوهايو، مقعدًا إذا ما جرى التصديق على التعديل.

بايدن يواصل اختيار أعضاء إدارته (الفرنسية)

جمهوريون: نقل السلطة حتمي

وفي السياق، قال أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري إن الانتقال إلى رئاسة بايدن يبدو حتميًا، في وقت شكك فيه ترمب في أن المحكمة العليا ستنظر حتى أيا من الطعون التي تعهدت حملته بمواصلة تقديمها.

وجاءت تصريحات ترمب خلال مقابلة هاتفية مع شبكة “فوكس نيوز”، في وقت قال فيه السناتور الجمهوري روي بلانت رئيس اللجنة المعنية بالجلسة الافتتاحية للكونغرس إنهم يتوقعون أن يؤدي بايدن اليمين رئيسا للبلاد في 20 يناير المقبل.

وأضاف بلانت، وهو من ولاية ميزوري، لشبكة (سي. إن. إن) “إننا نعمل مع إدارة بايدن، وهي الإدارة المحتملة، على كل من الفترة الانتقالية والتنصيب كما لو أننا نمضي قُدمًا”، على الرغم من أنه لم يصل إلى حد الاعتراف بخسارة ترمب في انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين ثانٍ الجاري.

وكان حاكم آركنسو آسا هاتشنسون واحدًا من الجمهوريين القلائل الذين أشاروا إلى بايدن بوصفه الرئيس المنتخب.

وفي حديثه لقناة “فوكس نيوز”، قال هاتشنسون “الانتقال هو المهم. كلمات الرئيس ترمب ليست بهذه الأهمية”، مضيفًا أنه يتفهم السبب القانوني لعدم إقرار ترمب بالهزيمة.

واستغل ترمب مقابلته مع “فوكس نيوز” لتكرار ما أدلى به دون دليل عن تزوير الانتخابات على نطاق واسع (وهي مزاعم رفضها قضاة عدة)، لكنه عبر عن شكوكه فيما إذا كانت المحكمة العليا ستنظر أيا من الطعون التي قال إن فريقه يقدمها.

وعن تلك الطعون، قال ترمب “علينا أن نتحرك بسرعة كبيرة”، بينما رفض تقديم موعد محدد يعتبر بحلوله أن خياراته قد استنفدت.

وأضاف أنه سيواصل الطعن على نتائج الانتخابات، قائلًا “رأيي لن يتغير خلال ستة أشهر”.

وفاز بايدن بالانتخابات الرئاسية بأغلبية 306 أصوات في المجمع الانتخابي، أي ما يزيد بكثير على 270 صوتًا مطلوبًا، مقابل 232 صوتا لترمب. كما يتقدم بايدن بفارق يزيد على ستة ملايين صوت في التصويت الشعبي.

ويرفض ترمب حتى الآن الإقرار بهزيمته، في حين خسرت حملته وفريقه القانوني العشرات من الدعاوى القضائية بسبب عدم اقتناع القضاة بوقوع مخالفات انتخابية في ولايات منها ميشيغان وجورجيا وأريزونا ونيفادا، وهو ما يشكل إجمالًا عوامل حاسمة في فوز بايدن.

واستبعد ترمب، الأحد، أن تنظر المحكمة العليا في أي من الطعون التي تقدمت بها حملته ضد نتائج الانتخابات الرئاسية.

وتعهد ترمب بمواصلة معاركه القضائية لقلب نتيجة انتخابات الثالث من نوفمبر، لكن تصريحاته تشير إلى أنه بات قريبًا من التسليم بأن بايدن سينتقل إلى البيت الأبيض في 20 من يناير/كانون الثاني المقبل.

ومُني فريق ترمب بضربة جديدة، الأحد، باستكمال إعادة فرز الأصوات في أكبر مقاطعتين في ويسكونسن أكدتا فوز بايدن بالولاية الحاسمة بفارق يزيد على 20 ألف صوت.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات