تظاهر الآلاف في فرنسا، السبت، تنديدًا بقانون قيد الإعداد، يعتبر منظمو التحركات أنه ينتهك الحريات في بلد تهزه، منذ الخميس، قضية جديدة تتعلق بعنف الشرطة.
نددت منظمة “مراسلون بلا حدود” السبت ارتكاب الشرطة الفرنسية أعمال عنف “غير مقبولة” ضد مصور سوري أصيب خلال مظاهرة احتجاج على قانون “الأمن الشامل” وعنف الشرطة في باريس.
وكان أمير الحلبي (24 عاما) المتعاون مع مجلة بولكا ووكالة فرانس برس، يغطي المظاهرة في ساحة الباستيل بصفته صحفيا مستقلا.
أمير الحلبي وثق انتهاكات مليشيا أسد واستطاع النجاة منها
لكنه لم يستطع النجاة من شبيحة #ماكرون !
وين البهائم يلي دافعت عن رئيس #فرنسا وقالت بلد الحريات !! pic.twitter.com/w7MXKLr3Yh— نضال العماري (@nedalamari) November 28, 2020
وقال الأمين العام لـ”مراسلون بلا حدود” كريستوف دولوار في تغريدة على تويتر إن الحلبي “أصيب بجروح في وجهه بضربة هراوة”.
وأضاف دولوار “كل تضامننا مع أمير الحلبي”، مؤكدا أن “عنف الشرطة هذا غير مقبول”. وتابع “أمير جاء من سوريا إلى فرنسا بحثا عن الأمان، مثلما فعل العديد من الصحفيين السوريين الآخرين. بلاد حقوق الإنسان يجب ألا تُهدّدهم بل تحميهم”.
Toute notre solidarité envers Ameer Al Halbi. Ces #ViolencesPolicieres sont inacceptables. Ameer est venu de #Syrie en #France pour s'y réfugier, comme d'ailleurs plusieurs autres journalistes syriens. Le pays des droits de l'homme n'a pas à les menacer, mais à les protéger.
— Christophe Deloire (@cdeloire) November 28, 2020
ونشر دولوار صورة للحلبي على سرير في المستشفى، وقد لفّ رأسه بضمادات بينما كان أنفه لا يزال ينزف، في صورة التقطتها المصورة الصحفية المستقلة غابرييل سيزار التي كانت إلى جانبه وفقدت أثره خلال تدخّل للشرطة في أحد الشوارع الصغيرة، على حد قولها.
وصرحت سيزار لفرانس برس “كان التعرّف إلينا كمصوّرين ممكنا، وكنّا جميعنا نقف عند حائط. كنّا نصرخ (صحافة! صحافة!) كان هناك إلقاء لمقذوفات من جانب المتظاهرين ثم تدخّلت الشرطة مستخدمة الهراوات”.
وأضافت أن “أمير كان المصوّر الوحيد الذي لم يكن يضع خوذة أو شارة. فقدتُ أثره ثمّ وجدته محاطا بأشخاص ووجهه ملطخا بالدماء وملفوفا بضمادات”.
وروت المصوّرة أنه “كان متأثرا جدا نفسيا وبكى قائلا إنه لا يفهم (لماذا كان من الخطأ التقاط صور)”.
وقال ديميتري بيك مدير التصوير في بولكا، الذي يتابع أمير منذ وصوله إلى فرنسا قبل حوالي ثلاث سنوات، إن المصور أصيب بكسر في الأنف وبجروح في جبينه ونُقل إلى المستشفى.
والحلبي الذي فاز بالعديد من الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة المرتبة الثانية لفئة “سبوت نيوز” لصور الصحافة العالمية “وورلد برس فوتو” في 2017، كان قد غطى لحساب فرانس برس المعارك والدمار في مدينته حلب.
وكذلك حصل على جائزة “نظرة الشباب في سن الـ15” عن صورة التقطها لفرانس برس تظهر رجلين يحتضن كل منهما رضيعا ويسيران في شارع مدمر في حلب.
وكان الحلبي تابع في باريس تدريبا في معهد سبيوس للتصوير.
ومنذ الخميس اندلعت مظاهرات في فرنسا تنديدًا بقانون قيد الإعداد، والمعروف “بقانون الأمن الشامل” الذي يعتبره منظمو التحركات أنه ينتهك الحريات بعد قضية جديدة تتعلق بعنف الشرطة.
وشارك آلاف الفرنسيين في أنحاء البلاد في مسيرات احتجاجًا على عنف الشرطة وطالبوا بحرية الصحافة بعد أن اعتدت الشرطة على رجل أسود، وهو منتج موسيقي، بالضرب ما أذكى موجة غضب على مشروع قانون يُعتقد أنه يقيد حرية الصحفيين في الكشف عن وحشية الشرطة.