فايننشال تايمز: السعودية تسعى لحل الأزمة مع قطر “هدية” لبايدن
نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر وصفتها “بالمطلعة على المحادثات” أن السعودية تكثف جهودها حاليا لحل الأزمة الخليجية، المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك عقب هزيمة الرئيس دونالد ترمب في الانتخابات.
ورأت الصحيفة أنه يُنظر إلى هذه الخطوة لإنهاء الحصار المفروض على الجارة قطر من قبل ثلاث دول خليجية باعتبارها محاولة سعودية لكسب ود إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الجديدة ووداعا للسيد ترمب.
كما ترى الصحيفة أن الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن، ستكون بالضرورة “أكثر برودة بكثير” تجاه السعودية.
ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري السعودية والإمارات وصفه المحادثات “بأنها هدية لبايدن”.
كما نقلت عن المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي، علي الشهابي، قوله إن القادة السعوديين كانوا “منفتحين على حل هذه القضية” منذ عدة أشهر” وأنهم “عملوا لبعض الوقت على إغلاق الكثير من الملفات الساخنة ومن الواضح أن هذا أحدها”.
وقامت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية وفرضت حصارا بريا وجويا مع قطر في يونيو/ حزيران 2017، بدعوى أن الدوحة “تدعم الجماعات الإسلامية وأنها قريبة جدًا من إيران”.
وتنفي قطر هذه المزاعم، وهي أغنى دولة في العالم من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي، بينما ترفض جميع الأطراف حتى الآن تقديم تنازلات، وتقاوم ضغوط واشنطن لحل الأزمة.
ووفق الصحيفة فإن إدارة ترمب تخشى من أن يؤدي الخلاف إلى إضعاف التحالف العربي الذي سعت إلى تشكيله ضد إيران، كما أنها محبطة من استفادة طهران مالياً منذ الوضع، إذ يُفرض حظر الرحلات الجوية من وإلى قطر استخدام المجال الجوي الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مطلع على المحادثات أن “المحادثات الأخيرة التي جرت بين الولايات المتحدة والكويت تهدف لتمهيد الطريق لمفاوضات مباشرة بين الرياض والدوحة”.
ووفق الصحيفة فإن قطر تريد التأكد من وجود بعض الشروط المسبقة قبل أية محادثات ثنائية، ونقلت عن نفس المصدر الدبلوماسي أن هذه الشروط يمكن أن تشمل إجراءات “بناء الثقة” مثل رفع الحظر الجوي، والسماح بحرية حركة المواطنين القطريين من وإلى الدول التي فرضت الحظر، حتى ولو أرادت الدوحة ضمانات على سلامتهم.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين قال هذا الشهر إنه يأمل أن تتمكن الخطوط الجوية القطرية من التحليق فوق دول الحصار “خلال السبعين يومًا المقبلة” قبل نهاية رئاسة السيد ترمب.
وقال مستشار الرياض وأبو ظبي للصحيفة الأمريكية إن القادة السعوديين والإماراتيين يريدون “تخفيف حدة” شبكة الجزيرة الناطقة باللغة العربية، التي يتهمها منتقدوها بأنها أداة دعاية للدوحة، وإنهاء انتقادها للسعودية.
وبعد فرض الحظر، قدمت الرياض وأبو ظبي إلى الدوحة قائمة استثنائية من 13 مطلبًا تضمنت إغلاق قناة الجزيرة، وتقليص علاقات الدوحة مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية. لكن مستشار الرياض وأبو ظبي قال إن وسطاء كويتيين توصلوا إلى اتفاق جديد لاستبدال البنود الـ 13 “بما يمهد الطريق نحو المصالحة”.
وربما يشمل تحسن العلاقات بين قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وجيرانها الخليجيين أيضًا تسليم الغاز الطبيعي المسال إلى البحرين، وفقًا لأشخاص مطلعين على المفاوضات.
ورغم ذلك، قال شخص مطلع على موقف الدوحة إنه لم تتم مناقشة أية تفاصيل حول إجراءات بناء الثقة، وحذر مسؤولون خليجيون من أي اختراقات مهمة على المدى القريب، كما أن هناك تساؤلات حول موقف أبو ظبي.
وفي الأسبوع الماضي، قال سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة إن إنهاء النزاع ليس أولوية، ما يسلط الضوء على الاختلافات الملحوظة بين السعودية والإمارات بشأن الاتجاه المستقبلي للشرق الأوسط، لكن مسؤولين غربيين ومحللين رجحوا أن تتخلف الإمارات عن السعودية، أكبر حليف لها.