الشرطة الفرنسية تفكك بالقوة مخيم للاجئين في باريس(فيديو)

المخيم الجديد أقيم لإيواء مئات اللاجئين الذين تم إجلائهم من ملاجئ مؤقتة في ضاحية "سان دوني" الأسبوع الماضي دون توفير بديل.
المخيم الجديد أقيم لإيواء مئات اللاجئين الذين تم إجلائهم من ملاجئ مؤقتة في ضاحية "سان دوني" الأسبوع الماضي دون توفير بديل. (الأناضول)

أطلقت الشرطة الفرنسية، فجر الثلاثاء، الغاز المسيل للدموع، أثناء تفكيكها مخيما للاجئين أقيم بالقرب من استاد فرنسا الوطني في قلب العاصمة الفرنسية.

ووصلت الشرطة قبل الفجر إلى المخيم الذي يضم خياما ومساكن بدائية من البلاستيك والورق المقوى.

وتلقى المهاجرون، الذين كان من بينهم أسر بها أطفال صغار، أوامر بركوب حافلات. وعندما تدافع الناس لركوب الحافلات، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع حسبما قال صحفي من رويترز في المكان، وتأثر بعض الأطفال بالغاز.

وأفادت وكالات الأنباء أن المخيم الجديد أقيم لإيواء مئات اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من ملاجئ مؤقتة في ضاحية “سان دوني” الأسبوع الماضي دون توفير بديل.

وساعد متطوعون في نصب نحو 500 خيمة زرقاء اللون، لإيواء ما يزيد على 2000 شخص، في ساحة الجمهورية في قلب العاصمة الفرنسية في وقت متأخر الإثنين، سرعان ما امتلأت بالمهاجرين.

غير أن الشرطة قامت بتفكيك المخيم بعد نحو ساعة، ومنعت وصول المساعدات الغذائية للاجئين، وغالبيتهم من اللاجئين الأفغان، وبعض الصوماليين والسودانيين، وسط مظاهرات وصيحات استهجان من المتطوعين.

وقال أحمد الله صديقي، أحد اللاجئين لوكالة لأناضول، إنه جاء إلى فرنسا قبل ثلاثة أشهر للعثور على عمل، مضيفا أنه طيلة تلك الفترة ينام في الحدائق.

وأضاف أن “شعار الدولة الفرنسية هي حرية ومساواة وأخوة، لكننا لم نر أيا منها هنا، رأينا عكس ذلك”.

وقال أنس بوزغيبا، أحد المتطوعين في جمعية إنسانية، إنه قدم إلى هنا لتقديم المساعدات الغذائية للاجئين، إلا أن الشرطة الفرنسية منعت ذلك.

وأشار إلى أن الشرطة تدخلت بقسوة ضد اللاجئين ودمرت خيامهم.

و قالت الشرطة إن هدفها هو سلامة الناس في المخيم خاصة في ظل جائحة كورونا، مضيفة أن من جرى إجلاؤهم من المخيم سيحصلون على سكن بديل.

من ناحية أخرى، تعرضت إدارة باريس لانتقادات لتجاهلها سوء معاملة طالبي اللجوء واللاجئين في البلاد وعدم إيجاد مكان دائم لمن تم إجلاؤهم من المخيمات المؤقتة.

وندد نائب رئيس بلدية المدينة المسؤول عن الإسكان وتوفير المساكن بشكل طارئ وحماية اللاجئين إيان بوسار بطريقة “استجابة قوات حفظ القانون والنظام لوضع اجتماعي”.

ووصف وزير الداخلية الفرنسي جيرال دارمانان مشاهد عملية تفكيك المخيمات بـ”الصادمة” مشيرا إلى أنه أمر شرطة المدينة بتقديم تقرير عما حصل.

وتعد باريس محطة رئيسية في طريق الهجرة إلى أوربا، إذ كثيرا ما تقام فيها مخيّمات تفككها الشرطة بعد بضعة أشهر.
وانتقل الآلاف من باريس إلى ميناء كاليه وحاولوا الاختباء في شاحنات تعبر المانش إلى إنجلترا. وحاول عدد قليل منهم العبور بالقوارب.

ويأتي تفكيك المخيم بعدما أقرّت الحكومة الفرنسية قانوننا أمنيا معدّلا يفرض قيودا على نشر صور وتسجيلات التقطت لوجوه أفراد الشرطة أثناء تأدية مهامهم في الأماكن العامة.

وتشير نقابات الصحفيين إلى أن من شأن القانون ان يعطي الضوء الأخضر للشرطة لمنع الصحفيين من القيام بعملهم وتوثيق انتهاكات قوات الأمن.

المصدر : وكالات