ماكرون يمهل مسلمي فرنسا 15 يوما
أمهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة الدين الإسلامي في فرنسا 15 يوما لوضع ميثاق يؤكد على القيم الجمهورية للدولة، ويحدد أن الإسلام “دين فقط وليس حركة سياسية”.
وعرض المسؤولون عن الدين الإسلامي على ماكرون، الذي استقبلهم مساء الأربعاء بقصر الإليزيه، الخطوط العريضة لتشكيل مجلس وطني للأئمة يكون مسؤولا عن إصدار الاعتمادات لرجال الدين المسلمين في فرنسا وسحبها منهم عند الاقتضاء، والذي طلب الرئيس الفرنسي تشكيله.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون طلب أيضا من قادة المسلمين “أن يضعوا في غضون 15 يوما ميثاقا للقيم الجمهورية يتضمن تأكيدا على الاعتراف بقيم الجمهورية، ويحدد أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية”.
كما أوضحت أن الرئيس الفرنسي طلب أيضا أن ينص الميثاق “على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية”.
وأثار اللقاء وفكرة المجلس جدلا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي. وشكك عضو البرلمان الفرنسي ديارد إيريك في فعالية مجلس الأئمة، مشيرا إلى “الانقسامات الداخلية التي يعانون منها”.
Je suis sceptique sur la capacité du #CFCM miné en permanence par les divisions internes à mettre véritablement en place un conseil des imams #RTL pic.twitter.com/jTPeQV4GHa
— Eric Diard (@DiardEric) November 19, 2020
وكتب المحلل السياسي فرانسوا بورغات على تويتر: “كيف سيكون رد فعل فرنسا في حالة تحول الجمعيات التي تكافح معاداة السامية في أي من دول أوربا الوسطى إلى هدف للسلطات التي هددت بحلها”.
Comment la France réagirait elle si, dans tel ou tel pays d’Europe centrale, les associations de lutte contre l’#antisémitisme devenaient la cible des autorités, qui menaceraient de les dissoudre ? #CCIF #Macron #Darmanin #Schiappa #Islamophobie
— francois burgat (@frburgat) November 18, 2020
وقالت الكاتبة الصحفية دايك أودوي إن “ماكرون ليس موجوداً لتنظيم الدين، لكنه يوجد لدعم العلمانية وضمان احترامها”.
"Je dis que #Macron n'est pas là pour organiser la religion mais qu'il est là pour faire respecter la laïcité".@diaz_edwige , membre du BN du @RNational-off réagit à la rencontre entre le pdt et des représentants du #CFCM hier soir.
Elle était l'invitée du 7H50 de @franceinfo pic.twitter.com/FGYfwNRRCJ— Daïc Audouit (@daicaudouit) November 19, 2020
وأمس الجمعة، أعلنت جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا” (CCIF) المناهضة للعنصرية ضد المسلمين، أن إجراءات حل الجمعية بدأت بشكل رسمي.
وأفادت الجمعية في تدوينة على فيسبوك، أن وزير الداخلية الذي رضخ لضغوط اليمين المتطرف، أرسل إخطارا إليها بشأن بدء إجراءات الحل.
وأشارت إلى أنها نقلت معظم أعمالها إلى الخارج، عقب وقف أنشطتها في 29 أكتوبر/ تشرين الأول.
Cédant aux appels de l’extrême droite, le ministre de l’Intérieur a notifié au CCIF un projet de dissolution sans objet . ⬇️⬇️⬇️https://t.co/AKBcEDyuBu
— CCIF (@ccif) November 19, 2020
ولفتت إلى أن إقدام الإدارة الفرنسية على خطوة حل الجمعية لا قيمة له في ظل نقل مقر الجمعية الرئيسي إلى خارج البلاد.
وأوضحت أنها ستواصل تقديم الدعم القانوني لضحايا الإسلاموفوبيا، وسيتم إحاطة الهيئات الدولية بجميع مراحل مكافحة التمييز من أجل المساواة في فرنسا.
و أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة، أنه تم إخطار مسؤولي جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا” ببدء إجراءات الحل، تماشيا مع تعليمات الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء جان كاستكس، وقال” أن لدى مسؤولي الجمعية 8 أيام للدفاع عن أنفسهم”.
وفي 19 أكتوبر، أعلن الوزير أنهم يعتزمون غلق مسجد، وعدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الإسلامية بالبلاد، ومن بينها منظمة “بركة سيتي” و”التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا”(CCIF).
والأسبوع الماضي، لجأت جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا” إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب موقف إدارة ماكرون، تجاه المسلمين في البلاد.
في 2019، أدانت محكمة فرنسية رجلين بتهمة "الازدراء" بعد أن أحرقا دمية تمثّل ماكرون. وحالياً يناقش البرلمان قانوناً يجرّم تداول صور المسؤولين على وسائل التواصل. فمن الصعب التوفيق بين هذا التوّجه وبين دفاع #فرنسا الشرس عن حق تصوير النبي محمد في رسوم ساخرة. https://t.co/xP5W94w0zf
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) November 13, 2020
ووضعت الحكومة الفرنسية، الأربعاء، اللمسات الأخيرة على مشروع قانون ضد ما تسميه “التطرف الإسلامي”، أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون عقب قتل المدرس الذي عرض الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم على طلبته.
ويشمل المشروع تشديد الرقابة على تمويل الجمعيات ومعاقبة المحرضين على الكراهية عبر الإنترنت.
ويجرم مشروع القانون، الذي يحمل اسم “مشروع قانون تعزيز القيم الجمهورية”، كل من يشارك معلومات حول شخص تتسبب في كشف هويته أو مكانه لأشخاص يريدون إيذاءه.
وينص مشروع القانون، الذي وضعه وزير الداخلية جيرالد دارمانان ووزير العدل إيريك ديبون-موريتي، على منح كل طفل رقم تعريف لضمان ذهابه إلى المدرسة.
وقال دارمانان لصحيفة “لوفيغارو”، الأربعاء، إنه “يجب أن ننقذ أطفالنا من قبضة الإسلاميين”.
ويهدف مشروع القانون أيضا إلى مكافحة الكراهية على الإنترنت المشابهة لتلك التي تعرض لها المدرس، وضمان “المثول الفوري” للمتهمين أمام القضاء، وفق ما صرح ديبون-موريتي لإذاعة “إر تي إل”.
ويضع مشروع القانون عقوبات محددة على من يتعرض لموظفي الدولة أو مسؤولين منتخبين على أساس ديني (تهديد أو عنف أو تحرش).
وجاء في المشروع أنه يجب على كل جمعية تتلقى دعمًا ماليا أن “تحترم مبادئ وقيم الجمهورية”، كما ستعتبر التبرعات الأجنبية التي تتجاوز 10 آلاف يورو موارد يجب التصريح بها للضرائب.
ويحرص النص على “ضمان شفافية ظروف ممارسة الديانة” عبر تغيير قانون 1905 بشأن الفصل بين الكنيسة والدولة في شق تمويل الجمعيات الثقافية لناحية تعزيز الشفافية.
كما يهدف أحد فصول القانون إلى تجنب سيطرة من يسميهم “متشددين” على المساجد، ومنع أشخاص من ارتياد أماكن العبادة “في حال الإدانة بالتحريض على أفعال إرهابية أو التحريض على التمييز أو الكراهية أو العنف”.
وشرح دارمانان لصحيفة “لوفيغارو” أنه “سنعرف من يمول من على أراضينا وسنعطي إمكانيات أكبر للوكالة الحكومية لتعقب الأموال) لمنع كل التدفقات غير المرغوب فيها”.
وفيما يتعلق بالتعليم، ينص مشروع القانون على مكافحة مدارس الجمعيات غير القانونية وإنهاء التعليم في المنزل لجميع الأطفال اعتبارًا من سن الثالثة “إلا لدواعي محدودة جدا تتعلق بوضع الطفل أو عائلته”.
وتوجد فصول أخرى بشأن منع شهادات العذرية وتعزيز الترسانة القانونية ضد تعدد الزوجات والزواج بالإكراه.