مصر.. توزيع أموال ووجبات على المواطنين أمام اللجان الانتخابية (فيديو)

بطاقة اقتراع في الانتخابات البرلمانية المصرية عرضها أحد المواطنين في الشارع

رصدت مقاطع فيديو قيام حزب “مستقبل وطن” بتوزيع أموال على الناخبين في عدد من المحافظات المصرية، لحثهم على التصويت لصالح القائمة التي يسيطر عليها الحزب في الانتخابات البرلمانية.

ويعتبر الحزب تابعا للأجهزة الأمنية المصرية، إذ يهيمن على معظم المقاعد المخصصة للقوائم في الانتخابات، كما فاز بأغلبية ساحقة في انتخابات مجلس الشيوخ.

ودعي حوالي 63 مليون ناخب من أصل مئة مليون نسمة، حسب عدد سكان مصر، إلى التصويت في الانتخابات. ويصوّت المصريون لاختيار 568 من أصل 596 عضوا في مجلس النواب، على أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيين النواب الباقين.

وبثت صفحة النائبة السابقة في البرلمان، والمرشحة عن دائرة المنتزة في محافظة الإسكندرية، مي محمود، عددا من مقاطع الفيديو لمجموعة من المواطنين يقفون لاستلام أموال من مسؤولي الحزب أمام اللجان الانتخابية. وقالت مصورة الفيديو إن الحزب يوزع 100 جنيه على كل ناخب.

كما وثقت مقاطع الفيديو قيام حافلات بنقل مواطنين للجان الانتخابية وتركهم أمام اللجان وعدم إعادتهم إلى أماكن سكنهم مرة أخرى وعدم إعطائهم الأموال التي وعدوهم بها، وهو ما اشتكت منه إحدى السيدات.

ووثق مقطع ثالث قيام أحد الأشخاص بتوزيع أموال على مواطنين داخل حافلة ركاب صغيرة من أجل التصويت لصالح مرشح “القائمة الوطنية” التي يسيطر عليها حزب مستقبل وطن.

كما دخلت المرشحة في مشاجرة مع أحد الأشخاص الذين يوزعون الأموال على الناخبين.

كما رصدت صفحة “حزب المحافظين” على موقع فيسبوك، توزيع وجبات غذائية ومواد تموينية في دائرة الدقي بمحافظة الجيزة.

ووثقت الصفحة كذلك توجيه الناخبين بدائرة المنتزه بمحافظة الاسكندرية لانتخاب مرشح مستقبل وطن مقابل مبالغ مالية.

واليوم السبت، خرجت أعداد من المصريين في مركز “أوسيم” بمحافظة الجيزة، للاحتجاج على ما وصفوه بـ”تزوير أوراق الانتخابات” من قبل أحد المرشحين.

وأظهر مقطع فيديو عددا من المصريين وهم يرددون هتافات “باطل” و”باظت” و”الصعيدي خرب البلد” (في إشارة إلى المرشح الذي يتهمونه بتزوير الأوراق الانتخابية)، كما دعوا إلى إغلاق اللجان الانتخابية بعدما حدث.

وسار المواطنون في الشوارع وهم يرددون تلك الهتافات. وتوجهت المسيرة بعد ذلك إلى إحدى اللجان الانتخابية وسط هتاف “اقفل”.

وقبل أيام، تداول نشطاء مواقع التواصل في مصر مقطع فيديو لأمين عام حزب مستقبل وطن في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، إبراهيم عجلان يقول فيه إن مستقبل وطن يملك البلاد مثلما كان الحزب الوطني سابقًا.

وقال المسؤول “إن حزب مستقبل وطن هو مستقبل البلد، وهو حزب البلد اللي هو كان زمان الحزب الوطني، ده حزب البلد، ده النهاردة النائب بتاعه يدخل على أي وزير يخلص مصلحته (..) النهاردة جميع الأجهزة بتخدّم على حزب مستقبل وطن”.

واستطرد “جميع الأجهزة تخدِّم على أمين الحزب، محدش مبيخدمش على أمين الحزب، كله يخدِّم لأمين الحزب ولنائب الحزب، وهم دول الدولة”.

وسيطرت قائمة حزب مستقبل وطن على مجلس الشيوخ الذي يتكون من 300 عضو، ثلثهم للقائمة المطلقة والثلث يختاره رئيس الجمهورية، بينما الثلث الباقي للمقاعد الفردية التي تفرض عليها الأجهزة الأمنية رقابة صارمة، لعدم تمرير أصوات معارضة على غرار ما حدث من دخول بعض المعارضين لمجلس النواب الماضي.

كما اكتسب حزب مستقبل وطن المحسوب على الأجهزة السيادية ثقلا كبيرا بعد أن فاز أغلب مرشحيه على المقاعد الفردية في انتخابات مجلس الشيوخ، ليحصل على 89 مقعدا من بين 100 مقعد للفردي، علما بأن الانتخابات لم تشهد تنافسا يذكر، حيث جرت وفق قانون يضمن التفوق للحزب الذي تؤيده السلطة.

كما قرر السيسي تعيين رئيس الحزب، عبد الوهاب عبد الرازق رئيسا لمجلس الشيوخ.

وفتحت مراكز الاقتراع بمصر أبوابها اليوم السبت لانتخابات برلمانية يتوقع أن يهيمن عليها مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتنتهي المرحلة الأولى للتصويت غدا الأحد، وتجرى الجولة الثانية يومي السابع والثامن من نوفمبر تشرين الثاني على أن تُنظم جولات الإعادة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني ومطلع ديسمبر كانون الأول.

ويُجرى التصويت وفقا لقانون جديد للانتخابات يخصص 50 في المئة من المقاعد لقوائم مرشحين معلنة سلفا، وهو نظام يقول معارضون إنه يفيد مؤيدي السيسي.

ويخصص القانون باقي المقاعد الخاضعة للانتخاب إلى مرشحين فرادى في حين يعين السيسي 28 نائبا بشكل مباشر.

والقائمة المرشحة للمركز الأول هي مستقبل وطن التي فازت في أغسطس/آب بنحو ثلاثة أرباع مقاعد مجلس الشورى المخصصة للانتخاب.

وشهدت مصر حملة قوية على المعارضة السياسية منذ عزل الرئيس الراحل محمد مرسي في 2013. وشنّت الأجهزة الأمنية حملة واسعة ضد المعارضين وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين. وامتدت الحملة فيما بعد الى المعارضة الليبرالية واليسارية وإلى الصحفيين والمدونين.

المصدر : الجزيرة مباشر