لماذا يرفع متظاهرو العراق لافتات ضد الأرجنتين؟

يكمن أصل الأحجية في المخدرات، حيث يعاني العراق من دخول المخدرات بصورة كبيرة يلقى باللائمة فيها على أنها قادمة “من إيران” بشكل كبير.

أصل الحكاية
  • مراقبون يقولون إنه في الوقت الذي يتم فيه القبض بشكل يومي تقريبا على مهرِّب إيراني على الحدود العراقية، يقول رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إن المخدرات تأتي من “الأرجنتين”.
  • ظهر عبد المهدي في مؤتمر صحفي في 3 من يونيو/حزيران الماضي، متحدثاً عن المخدرات، ليقول إنها “تأتي من الأرجنتين إلى عرسال، ومن ثم سوريا فالعراق”، وصولاً إلى شبكات المتاجرة بها.
  • مراقبون يقولون إن العراقيين المناهضين لإيران الذين يدركون تحاشي عبد المهدي لذكر إيران في ترويج المخدرات، صاروا يتندرون باستخدام “الأرجنتين” في الإشارة إلى إيران.
المتظاهرون غاضبون من “بوينس آيرس”
  • في ساحة الاحتجاج في النجف، معقل رئيسي للشيعة في العراق، يقف متظاهر يحمل لافتة يطالب بها “المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الأرجنتينية” بعدم التدخل في الشأن العراقي.
  • بينما ينتقد آخر في بغداد تحكم “ميسي الأرجنتيني” في قرارات “فريق برشلونة”، كناية عن تحكم إيران بالعراق.
  • قبل يومين، أوصى المرشد الإيراني علي خامنئي “الحريصين على العراق ولبنان بمعالجة أعمال الشغب، والحفاظ على المكتسبات الأمنية”، فيما اتهم “أمريكا وإسرائيل ودول أوربية بالتدخل في الشأن العراقي”.
  • أثارت كلمة خامنئي غضباً عارماً في صفوف المحتجين، الذين نددوا بهذا التدخل في اليوم التالي للكلمة، ورددوا شعارات تطالب بـ “خروج إيران من العراق”.

السيستاني يرفض التدخل الإقليمي
  • المرجع الشيعي الأعلى في النجف علي السيستاني، قال في بيان قرأه ممثله في كربلاء، خلال خطبة الجمعة، أحمد الصافي، إن “احترام إرادة العراقيين في تحديد النظام السياسي والإداري لبلدهم من خلال إجراء الاستفتاء العام على الدستور والانتخابات الدورية لمجلس النواب هو المبدأ الذي التزمت به المرجعية الدينية وأكدت عليه منذ تغيير النظام السابق”.
  • السيستاني: “اليوم تؤكد المرجعية على أن الإصلاح وإن كان ضرورة حتمية كما جرى الحديث عنه أكثر من مرة ـ إلا أن ما يلزم من الإصلاح ويتعين إجراؤه بهذا الصدد موكول أيضاً إلى اختيار الشعب العراقي بكل أطيافه وألوانه من أقصى البلد إلى أقصاه، وليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم”.
  • السيستاني: ” نناشد جميع الأطراف بأن يفكروا في حاضر العراق ومستقبله ولا تمنعهم الانفعالات العابرة أو المصالح الخاصة عن اتخاذ القرار الصحيح بهذا الشأن مما فيه خير هذا البلد وصلاحه”.
  • اعتبر عدد من الناشطين والصحفيين العراقيين أن رد المرجعية كان يقصد المرشد الإيراني، وما قاله مؤخراً عن التظاهرات في العراق ولبنان.

 

السخرية بأشكال متعددة
  • رافقت الاحتجاجات العراقية موجة من السخرية والاحتفالات اليومية، وظهرت في لافتات المتظاهرين وشعاراتهم، مثل ما ظهرت في الحفلات اليومية والرقص في ساحات الاحتجاج.
  • أطلق المتظاهرون اسم “جبل أحد”، على المطعم التركي، المطل على الخضراء، وهو عبارة عن مبنى متروك منذ 2003 ويرتفع إلى عدة طوابق، وقاموا بتأسيس الكهرباء فيه، واتخذه عدد منهم مسكناً له خلال الاعتصامات بساحة التحرير وسط بغداد.

  • نفذ المتظاهرون استعراضات لقوة أسموها “الكولجية”، وهي التسمية التي تطلق على “حراس المرمى” في اللهجة العراقية، وعمل هذه الفرقة هو التصدي لقنابل الغاز المسيل للدموع، والدخان، بكفوف من قماش يلفه أفراد الفرقة على أيديهم.
  • نصبوا سماعات ومكبرات صوت للتحدث إلى قوات “مكافحة الشغب” التي تطلق عليهم الغاز المسيل للدموع، ودعوها إلى أن “تصحصح، وتشعل الجو”، لأنهم “شعروا بالملل بمرور الأيام”.
  • يأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه حصيلة المظاهرات إلى 250 قتيلا وأكثر من 11 ألف مصاب، حسب اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة للبرلمان العراقي.
المصدر : الجزيرة مباشر