فورين بوليسي: التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب بدأ سرا في 2001

محمد بن زايد (يمين) و بنيامين نتنياهو

وصفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الأحد، اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل التي فاجأت العالم بأنها “ثمرة ما يقرب من 20 عامًا من العلاقات السرية”.

وذكرت المجلة  (Foreign Policy) أنّ ذلك التعاون السري “بدأ منذ هجمات 11 من سبتمبر/ أيلول 2001، عندما لجأ الإماراتيون للإسرائيليين لتطوير برامج الأمن السيبراني”.

وأوضحت المجلة -في تقرير للصحفي جوناثان فيرزيغر- تحت عنوان “كيف دفعت أحداث 11 من سبتمبر/أيلول ووباء كورونا الإمارات وإسرائيل للتقارب”، أن “استخدام الخاطفين دبي نقطة رئيسية لتحويل الأموال، دفع الإمارات إلى اللجوء سريعا للإسرائيليين لتطوير برمجيات الأمن السيبراني التي من شأنها أن تساعد أبوظبي على إنقاذ وإعادة بناء مصداقيتها كمركز مالي رئيسي في الشرق الأوسط”.

وقال التقرير إن إمارة دبي عملت أيضا على تعزيز مكانتها كمركز تجاري عالمي يرتبط بعلاقات أكبر مع الشركات والبنوك الإسرائيلية، وإن المعاملات بين الطرفين ازدهرت وتحولت إلى علاقة واسعة غير عادية..

وأشارت فورين بوليسي إلى أن عوامل عديدة لعبت دورا في إبرام اتفاق التطبيع الإماراتي مع إسرائيل من بينها التهديد المشترك الذي تشكله إيران للطرفين، وتطلعات الإماراتيين إلى دور إقليمي أكبر، وضغوط واشنطن.

ونقلت “فورين بوليسي” عن غانم نسيبة مؤسس شركة كورنرستون غلوبال للاستشارات، ومقرها لندن، قوله إنّ “أحداث 11 سبتمبر كانت دعوة للاستيقاظ تبرز حاجة الإمارات إلى أفضل التقنيات، وكان ذلك بمثابة فرصة للإسرائيليين”.

وتشير تقارير إعلامية غربية أن “نسيبة” تربطه علاقات وثيقة مع رجال الحكم في الإمارات.

وحسب “فورين بوليسي” ولدّت هذه الحاجة الإماراتية “تعاون ضروري بين البلدين” تطور إلى ازدهار في العلاقات “بشكل غير عادي”.

وتابعت: “على مدار العقدين الماضيين، تطورت العلاقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل من مراقبة لحواسب آلية وأمن المطارات إلى الشحن وتحلية المياه والتكنولوجيا الزراعية والعقارات والسياحة”.

كما أشارت المجلة الأمريكية إلى أن الأشهر الأخيرة “شهدت اهتمام الإمارات بدعم الأبحاث الإسرائيلية الرامية لإيجاد لقاح لفيروس كورونا والوصول إليها”.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية في الإمارات “وام”، عقد شركة محلية اتفاقا مع أخرى إسرائيلية لإجراء أبحاث ودراسات حول جائحة كورونا.

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفا إياه بـ “التاريخي”.

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

وبذلك تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل “حماس” و”فتح” و”الجهاد الإسلامي”، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى االقضية الفلسطينية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + فورين بوليسي