فرنسا: حادث أفينيون ليس إرهابيا.. وإدانات عربية وإسلامية لهجوم نيس

أدى هجوما بسكين استهدف كنيسة السيدة العذراء وسط نيس، إلى مقتل 3 أشخاص

أعلنت الحكومة الفرنسية أنه لن يتم التحقيق بالحادث الذي شهدته الخميس مدينة أفينيون الجنوبية على أنه هجوم إرهابي، بخلاف نظرتها لحادث الطعن بمدينة نيس (جنوب شرق) الذي وقع قبله بساعات.

وذكر المدعي العام الفرنسي، فيليب غيماس، أن المشتبه به، الذي قُتل برصاص الشرطة؛ لأنه لم يلق سلاحه، كان يرتدي سترة مكتوب عليها الدفاع عن أوربا تنتمي إلى حركة الهوية اليمينية المتطرفة.

 وذكر بيان المدعي العام أن المهاجم الذي ينحدر من أصول شمال أفريقية، كان يعاني من مشكلة نفسية وبالتالي لن يتم التحقيق في الحادث باعتباره هجومًا إرهابيًا.

وفي اللحظات الأولى من الحادث، كتبت وسائل الإعلام السائدة في البلاد أن المهاجم هدد المارة بسكين كبير قائلاً الله أكبر، لكن المدعي العام قال: كان المهاجم فرنسيًا أبيض في الثلاثينيات من عمره يرتدي سترة حركة الهوية اليمينية المتطرفة وبالتأكيد لم يصرخ الله أكبر.

 وبينما لم يقدم المدّعي العام أي معلومات بشأن هوية المهاجم بعد تلك التصريحات، لم يدل الرئيس، إيمانويل ماكرون بأي تصريحات حول هذا الهجوم.

من ناحية أخرى، أكد شخص تعرض للهجوم أن الشخص الذي صوب السكين نحوه كان يرتدي ملابس حركة الهوية اليمنية المتطرفة، مشيرًا أنه ألقى التحية النازية قبل أن يصوب السلاح تجاهه.

عمدة مدينة نيس الفرنسية وصف الحادث بالإرهابي (رويترز)
إدانات عربية وإسلامية

وأدانت مؤسسات إسلامية ودول عربية، واقعة الطعن التي شهدتها مدينة نيس.

وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه يدين ويستنكر هذه الجريمة الهمجية النكراء، أيا كان فاعلها، وأيا كانت دوافعه وأهدافه، بحسب بيان لأمينه العام علي القره داغي، ورئيسه أحمد الريسوني.

وأضاف الاتحاد، أنه يؤكد مرة أخرى براءة الإسلام وأمة الإسلام من هذا العمل الإجرامي، وأن الإسلام الحنيف – مجسدا في عامة المسلمين وعلمائهم ومؤسساتهم – يعتبر مثل هذه الأعمال محرمة أشد التحريم وخارجة عن مبادئ الإسلام وقيمه وأحكامه.

كما أكد الأزهر، في بيان باسم شيخه أحمد الطيب، إدانة الهجوم الإرهابي البغيض بشدة، الذي وقع صباح الخميس، بالقرب من كنيسة نوتردام في نيس.

وأضاف الطيب: لا يوجد بأي حال مبررٌ لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية.

وأعربت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية عن استنكارها الشديد، للهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من كنيسة نوتردام.

وأوضحت الأمانة، في بيان، أن الإرهاب مدان أيًا كان مصدره وتحت أي ذريعة، وأن واجب العقلاء أن يتنادوا إلى ما يبث روح التسامح والتعاون البناء في العالم.

وحذر ديوان الوقف السُني في العراق (رسمي يرتبط بمجلس الوزراء)، من تصاعد خطاب العنف والكراهية عالمياً، بينما  أدان في الوقت ذاته واقعة الطعن في فرنسا.

وقال رئيس الديوان سعد كمبش، في بيان، إن ديوان الوقف السُني يحذر من تصاعد خطاب العنف والكراهية، معربا عن إدانته بشدة الهجوم الإرهابي البغيض الذي وقع صباح اليوم الخميس بالقرب من كنيسة نوتردام.

وأعربت دولة قطر، في بيان صدر عن وزارة خارجيتها، عن إدانتها واستنكارها الشديدين، لحادث الطعن الذي وقع داخل كنيسة في مدينة نيس الفرنسية، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وجدد البيان، تأكيد موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب، مشددا على رفض دولة قطر التام استهداف دور العبادة وترويع الآمنين.

صورة من مكان الحادث في محيط كنيسة "نوتردام" وسط مدينة نيس الفرنسية (رويترز)

 

كذلك أدان الأردن واقعة الطعن، وأكد متحدث الخارجية، ضيف الله الفايز، في بيان، إدانة واستنكار المملكة لهذه الجريمة الإرهابية.

واستنكر الفايز جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف دون تمييز الجميع وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.

فيما قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري: أشد الإدانة والاستنكار للهجوم الإجرامي الشنيع على كنيسة نوتردام.

وأضاف الحريري، عبر تويتر: الإرهاب لا دين له، وجميع المسلمين مدعوون لنبذ هذا العمل المجرم الذي لا يمت للإسلام ولا لنبي المحبة، في ذكرى مولده الكريم، بأي صلة دينية وأخلاقية وإنسانية.

وأعربت تونس، عن إدانتها الشديدة للعملية الإرهابية، التي جدت في مدينة نيس بفرنسا، محذرة من توظيفها في ربط الإرهاب بالأديان.

وحذرت تونس، في بيان، من مغبة المضي قدما في التوظيف الأيديولوجي والسياسي للمقدسات والأديان وربطها بالإرهاب.

وأدانت وزارة الخارجية الليبية، الهجوم الذي وقع في مدينة نيس، وتقدمت بتعازيها لأقارب من قضوا في هذا الهجوم.

وأكدت الوزارة عبر تغريدة، أنه لا يوجد أي مبرر لقتل الأبرياء أو العنف ضدهم خاصة في مكان عبادة، وعلى رفضها كل أنواع الإرهاب والعنف.

وأدان المغرب، الهجوم على كنيسة نوتردام، وأعرب عن تضامنه وتعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم، وفق بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وجاء في البيان، أن المملكة المغربية، تدعو الى تجاوز السياق السلبي، والمناخ المتوتر حول الدين، وتحث مختلف الأطراف على البرهنة عن روح الاعتدال والحكمة واحترام الآخر.

كما أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للجريمة الإرهابية البشعة التي وقعت، اليوم الخميس في مدينة نيس الفرنسية.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، على موقف دولة الكويت المبدئي والثابت، المناهض لكافة أشكال الإرهاب والتطرف، والعنف الذي ترفضه كافة الأديان السماوية والقيم الإنسانية وتجرمه القوانين والأعراف الدولية.

وأدانت وزارة خارجية مملكة البحرين، الهجوم على كنيسة نوتردام، وأكدت تضامن المملكة مع الجمهورية الفرنسية الصديقة.

وجددت الخارجية، في بيان، موقف مملكة البحرين الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب مهما كانت دوافعه أو مبرراته والتي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية.

كما أدان اليمن، الاعتداء الإرهابي البشع الذي أدى الى مقتل ثلاثة فرنسيين، في مدينة نيس الفرنسية.

وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان، إن هذه الأعمال الإجرامية لا تمت إلى أي دين بصلة، وتعد سلوكا منبوذا ومجرما في كافة القوانين والشرائع السماوية، وتتنافى تماما مع قيم الدين الإسلامي الحنيف.

الشرطة الفرنسية تطوِّق موقع الاعتداء بمدينة نيس (رويترز)
هجوم نيس

وفي وقت سابق الخميس، قالت الشرطة الفرنسية، إن هجوما بسكين استهدف كنيسة نوتردام وسط نيس، مما أسفر عن 3 قتلى، بينهم اثنان لقيا مصرعهما داخل الكنيسة، وآخر عند محاولته الفرار إلى الخارج، بحسب شبكة بي إف إم المحلية.

وأعلن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب بفرنسا، فتح تحقيق في واقعة الطعن، باعتبارها محاولة اغتيال على صلة بمؤسسة إرهابية.

وألمح عمدة نيس، كريستيان إستروسي، في تصريح متلفز، إلى وجود صلة للحادث بالدين الإسلامي، بقوله إن المهاجم (الذي تم اعتقاله) كان يصرخ الله أكبر مرارا وتكرارا، بعدما أصابته الشرطة.

ووصف ماكرون الحادث بالهجوم الإرهابي الإسلاموي، معربا عن تضامنه مع الكاثوليك ببلاده.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة إلى النبي محمد صلى  الله عليه وسلم، عبر وسائل إعلام، وعرضها على واجهات بعض المباني، مما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر