شاهد: السودان يدخل مرحلة جديدة عقب توقيع اتفاق تقاسم السلطة

مراسم توقيع وثيقة الفترة الانتقالية بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني في الخرطوم

وقع المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، السبت، اتفاقا من شأنه أن يمهد لبدء مرحلة انتقالية تؤدي إلى حكم مدني في البلاد، فيما عمت الاحتفالات الشوارع في الخرطوم.

اتفاق تاريخي     
  • وقع “الوثيقة الدستورية” كل من نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي وممثل تحالف “إعلان قوى الحرية والتغيير” أحمد الربيع في قاعة فخمة تطل على نهر النيل في الخرطوم.
  • تجمع آلاف السودانيين في الشارع قرب مكان الاحتفال الرسمي الذي استغرق أكثر من ثلاث ساعات. 

  • فور انتهاء التوقيع، حمل رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان الوثيقة التي وضعت في غلاف سميك باللون الأخضر عاليا ولوح بها وسط تصفيق الحاضرين، وبينهم رؤساء دول وحكومات إفريقية وممثلون عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة. كما حضر وزراء ومسؤولون من دول خليجية وعربية.
  • حضر رؤساء تشاد إدريس ديبي ودولة جنوب السودان سيلفاكير ميارديت وكينيا أوهورو كينياتا، ورئيسي وزراء إثيوبيا أبي أحمد ومصر مصطفى مدبولي (ممثلا للاتحاد الأفريقي)، وعدد من وزراء خارجية الدول الأخرى وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية توقيع الوثائق الخاصة بالفترة الانتقالية بقاعة الصداقة بالخرطوم.
  • جلس حميدتي والربيع على المنصة الرئيسية وبجوارهما رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد الذي قاد الوساطة التي أدت الى الاتفاق ورئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي.
“يوم نصر الأمة”
  • ينهي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرابع من أغسطس/آب نحو ثمانية أشهر من الاضطرابات بدأت بتظاهرات حاشدة ضد الرئيس عمر البشير حتى أطاح به الجيش تحت ضغط الشارع في أبريل/ نيسان، بعد 30 سنة من حكم السودان.
  • تم التوصل إلى الاتفاق بين المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد الإطاحة بالبشير، والمحتجين، بوساطة إثيوبية، بعد عملية قمع دامية لاعتصام كان يطالب بتسليم الحكم إلى المدنيين. وتسببت عملية القمع بمقتل أكثر من 250 شخصا، بحسب لجنة الأطباء المركزية القريبة من المحتجين.    
  • علقت لافتات داخل القاعة الفخمة التي تم فيها التوقيع اليوم، كتب عليها “فرح السودان”.

“لم يترك ذنبا إلا واقترفه”
  • دعا القيادي في “قوى إعلان الحرية والتغيير” محمد ناجي الأصم في كلمة طويلة أعضاء المجلس العسكري إلى أن “نطوي معا صفحات مزمنة من الدكتاتورية البغيضة” في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، و”نؤسس معا ديموقراطية مستدامة” في السودان.
  • الأصم قال عن البشير إنه “لم يترك ذنبا إلا واقترفه”، مشددا على أن “المساءلة والمحاسبة القضائية من أهم واجبات الحكومة” الانتقالية المزمع تشكيلها.
  • أكد الأصم على تمسك قوى الحرية والتغيير بـ”إجراء تحقيق شفاف وموضوعي في مجزرة القيادة العامة وكافة الانتهاكات التي صاحبت الثورة” منذ يناير/كانون الثاني.
  • طالب الأصم بالعمل على “وضع كافة أشكال التمييز ضد المرأة خلف ظهورنا”، مشيرا إلى أن النظام السابق “اضطهد المرأة”.
  • أوضح الأصم أن ذلك سيتم بـ”كفالة حقوق المرأة قانونا وممارسة”، ودعا إلى تخصيص “40% كحد أدنى من مقاعد المجلس التشريعي الانتقالي” للنساء.
  • في رسالة إلى الجمعيات الأهلية والجماعات الدينية قال ناجى الأصم “إن السودان يسعنا جميعا ولابد أن نرعاه وعلينا أن نتفق على العيش معا في سلام رغم الاختلافات بيننا”. 
  • وصف الأصم المؤسسة العسكرية بأنها “بذرة الوطنية” وهي تمثل درع الحماية والوقاية للسودان. وطالب العالم باحترام السودان وشعبه.
كلمة البرهان
  • وصف رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح برهان اليوم بأنه “يوم نصر أمتنا التاريخي”. وقال متوجها إلى السودانيين “قواتكم المسلحة ستبذل الغالي والنفيس من أجل حماية الشعب السوداني وتحقيق الانتقال إلى الحكم الديموقراطي”.
  • البرهان: القوات المسلحة السودانية ستحمي إرادة الشعب.
  • البرهان: لنجعل استشهاد من قدموا نفوسهم في سبيل السودان منطلقا لبناء الوطن وتحقيق التطلع.
  • البرهان: السودان محمي بحب شعبه وأدعو لأن يكون هذا اليوم محطة لتجاوز مرارة الماضي.
  • البرهان: سلمية الشعب السوداني ستبقى محفوظة في وجدان العالم خلال هذه الثورة.
مؤسسات جديدة
  • سيتم الأحد الإعلان عن تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيتألف بغالبيته من المدنيين.
  • أعلن قادة الحركة الاحتجاجية، الخميس، أنهم اتفقوا على تعيين المسؤول السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي مخضرم، رئيساً للوزراء.
  • من المتوقع أن يركز حمدوك جهوده على إصلاح الاقتصاد السوداني الذي يعاني من أزمة منذ انفصل الجنوب الغني بالنفط في 2011 عن الشمال. وشكل الوضع المعيشي شرارة الاحتجاجات ضد حكم البشير.
  • سيحكم البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة مجلس سيادة يتألف من 11 عضواً. وينص الاتفاق على أن يعين الجيش وزيري الداخلية والدفاع.
كلمة إثيوبيا
  • اعتبر أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا أن اتفاق المرحلة الانتقالية بالسودان، يعد بمثابة بداية مرحلة جديدة، مجددا الالتزام بدعم السودان خلال المرحلة الانتقالية.       
  • أحمد طالب في كلمته بعد التوقيع على وثائق المرحلة الانتقالية بضرورة التعاون ووحدة الصف في السودان، مشيرا إلى أن  الطريق إلى الديمقراطية بدأ الآن.
  • أكد أحمد على ضرورة التمسك بالتحول الديمقراطي والالتزام بمبادئ الديمقراطية، وبناء المؤسسات بالتعاون بين الجميع.
     

    رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد
كلمة مصر
  • رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (ممثلا للاتحاد الأفريقي) أكد دعم القاهرة لآمال الشعب السوداني، مشيدا بالجهود الإقليمية التي ساعدت في التوصل إلى اتفاق الفترة الانتقالية.
  • مدبولي قال إن مصر لن تدخر جهدًا في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للسودان الشقيق خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك الدعم السياسي في المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الأفريقي، حتى يستعيد السودان مكانته المتميزة في القارة.
  • مدبولي أضاف أن الاتفاق يمثل خارطة طريق للسودان في المرحلة المقبلة سيعمل الجميع على المساعدة في تنفيذه ونجاحه، مشيرا إلى أن الاتفاق يؤرخ لمرحلة جديدة في السودان يحصد فيها الشعب السوداني ثمار تضحياته.
كلمة الاتحاد الأوربي
  • أشاد بيكا هافيستو، ممثل الاتحاد الأوربي إلى السودان وزير خارجية فنلندا، بالشعب السوداني الذي نجح في إسماع صوته للعالم وتحقيق تحول ديمقراطي يؤسس لفترة السلام والمصالحة وتحقيق الاستقرار وإقامة حكومة مدنية.
  • هافيستو طالب اليوم السبت في الخرطوم الفرقاء السياسيين بالحوار  والاتفاق فيما بينهم مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقي يريد مناقشة القضايا الخلافية داخل السودان.
كلمة الصادق المهدي   
  • وصف رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي، السبت، التوقيع على الوثائق النهائية للفترة الانتقالية بأنه “عبور إلى الحكم المدني في السودان”، مؤكدا أن هذا الاتفاق سيحقق السلام والتحول الديمقراطي في البلاد عبر انتخابات حرة نزيهة.
  • المهدي أضاف أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة التوحد لا إقصاء فيها ليشارك الجميع في عرس ونصرة السودان، مؤكدا أن نضالات الشعب السوداني للعمل المدني ستظل حارسا للحكم الرشيد في السودان، مشيرا إلى أن الشعب السوداني هو صاحب هذا الانجاز.
  • المهدي أكد ضرورة فتح الباب أمام “كل القوى التي لم تلوث مواقفها بالاستبداد”.
كلمة الاتحاد الأفريقي
  • شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي على أهمية الاتفاق الانتقالي في السودان.
  • فكي قال إن الاتفاق لم يكن أمرا سهلا مشيدا بالجهود التي بذلت لتذليل العقبات ومواجهة التحديات.
  • وصف فكي الاتفاق بـ “الإنجاز التاريخي”، مشيرا إلى أنه جاء تعبيرا عن إرادة الشعب السوداني في مواجهة التحديات الجسام.
  • فكي قال إن الوضع في السودان معقد للغاية بسبب ما تعرض له من تهميش وحروب، ترتب عليها كوارث وأطماع وصراعات.
كلمة الوسيط الأفريقي
  • الوسيط الأفريقي محمد الحسن ولد لبات أكد أن توحد القارة الأفريقية  وراء دعم الاتفاق في السودان، مشيرا إلى أن اتفاق السودان جاء نتيجة إرادة الشعب السوداني.
     

    الوسيط الأفريقي محمد الحسن ولد لبات
  • ولد لبات أضاف أن القارة الأفريقية أصبحت مصرة على الحفاظ على استقلال دولها ولتعطي من خلال هذا الاتفاق درسا للعالم في قدرتها على حل مشاكلها وأزماتها.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات