رئيس المجلس الأطلسي: زلزال جيوسياسي يهدد قيادة أمريكا للعالم

الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترمب
الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترمب

حذر رئيس المجلس الأطلسي الأمريكي للأبحاث، فريدريك كيمب، من أن الواقع الجيوسياسي يشهد تحولات زلزالية تهدد قيادة الولايات المتحدة للعالم، وتستفيد منه روسيا والصين بوجه خاص.

وكتب كيمب في مقال بالموقع الإلكتروني لقناة (سي إن بي سي) الإخبارية أن صوت زلزال جيوسياسي “لا تخطئه الأذن”، وكان جليا هذا الأسبوع.

أبرز ما ورد في مقال فريدريك كيمب
  • مع أن الهزات كانت واضحة منذ وقت طويل، فقد بدت أكثر وضوحا بمرور الأيام حتى أن العالم يحس بأن ثمة “تحولا هائلا” يحدث ويهدد العالم السياسي والاقتصادي “الذي بذلت الولايات المتحدة ما بوسعها لصياغته.”
  • الواضح أيضا أن الدول التي تنافس الولايات المتحدة على قيادة العالم بشراسة وحدة –تحديدا مثل الصين وروسيا- ترى في هذه التحولات فرصا تستوجب الإسراع في انتهازها بينما واشنطن منصرفة عن كل ذلك باستقطابات سياسية قد تستغرقها حتى انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وما بعدها.
  • فمن سوريا إلى أوكرانيا، ومن أفغانستان حتى أفريقيا، يتغير المشهد الجيوسياسي على نحو لا يهدد مصداقية الولايات المتحدة وديمومة قيادتها للعالم فحسب، بل والقيم الديمقراطية والمؤسسات الغربية وهياكل التحالفات التي ساعدت في إقامتها طوال الأعوام الـ 70 الماضية ومنذ الحرب العالمية الثانية.
  • يقول كيمب كذلك إن المرء قد يشعر بتلك الهزات في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سحب قواته سريعا من سوريا وتخليه عن حلفاء بلاده الأكراد، فكان أن ترجم الروس والأتراك والإيرانيين والسوريين القرارات الأمريكية إلى أفعال لصالحهم، وبرزت موسكو، على وجه التحديد، كصاحبة نفوذ متصاعد في الشرق الأوسط بوتيرة هي الأسرع على كل حال، حسب تعبير فريدريك كيمب.
  • ساق الكاتب مثالا على ذلك بالاجتماع الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان والذي استغرق ست ساعات في منتجع سوتشي بحثا خلاله كيفية قسمة مناطق شمال شرق سوريا فيما بينهما والأطراف الإقليمية الأخرى بما يخدم مصالحهما.
  • مما يدل على التحول الجيو سياسي أيضا استضافة بوتين الأسبوع المنصرم في سوتشي أول قمة روسية-أفريقية، يرى كاتب المقال أنها مناورة أخرى تدل على تربح موسكو من انشغال أمريكا بنفسها وانصرافها عن دول العالم.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
  • قبل ذلك، كان مركز الزلزال الجيوسياسي منطقة الخليج العربي، حيث زار بوتين السعودية للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أعوام.
  • وفقا لفريدريك كيمب، فإن الهجوم الأخير على منشآت نفط سعودية، الذي لم يكن رد واشنطن عليه حاسما، و “نفور” الكونغرس وآخرين المتزايد من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أعقاب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، كلها عوامل جعلت الرياض أكثر انفتاحا للتودد إلى بوتين.  
  • على الرغم من أن روسيا كانت في طليعة أحداث الأسبوع الماضي، فإن الصين هي التي حققت أكبر النجاحات العالمية، وربما أطولها ديمومة. فقد تأتى لها ذلك عبر مبادرتها المسماة “الحزام والطريق”، والتي تُعد الأكثر طموحا في مجال تطوير البنى التحتية في تاريخ البشرية. وقد قامت هذه المبادرة على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم.
  • ثمة شاهد آخر على تعاظم نفوذ الصين لم يحظَ باهتمام كبير ألا وهو تحركها الدبلوماسي للتوسط بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان، فقد أكد مسؤولون أفغان أن الصين تعكف على تنظيم مفاوضات بين الأطراف الأفغانية المتحاربة بعد فشل المباحثات بين طالبان والولايات المتحدة.
  • على أن الكاتب يستدرك في خواتيم مقاله محذرا من المبالغة في تضخيم الأثر الدائم لأي من تلك الأحداث وغيرها على قيادة الولايات المتحدة للعالم.
  • أشار في هذا الصدد إلى أن الأنظمة “الاستبدادية” كتلك التي تحكم في الصين وروسيا، تكتنفها عيوب قد تقضي عليها بمرور الزمن، فالصين –على سبيل المثال- تعاني من شيخوخة سكانها، وتباطؤ نموها الاقتصادي، ومن احتجاجات هونغ كونغ.
  • أما روسيا، فإنها تعاني من مشاكل بنيوية أعوص من الصين، وليس بمقدور المرء أن يتكهن بما سيؤول إليه الم ما بعد بوتين.
  • وبرغم كل ما قيل آنفا، فإن كيمب يختم مقاله بالاعتراف بوجود زلزال جيو سياسي يضرب العالم حاليا، وأن تبعاته ستتعاظم أكثر إذا ما طال انشغال الولايات المتحدة بمشاكلها السياسية الداخلية وأخفقت في الرد بجدية واستراتيجية تضاهي ما تواجهه من تحديات.
المصدر : الجزيرة مباشر