تصاعد الغضب العربي والإسلامي ضد ماكرون.. وفرنسا تدفع ثمن المقاطعة (فيديو)

ارتفعت حدة الغضب في الشارع العربي والإسلامي ضد فرنسا، تزامنًا مع إصرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التمسك برسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد، ووصف الإسلام بالإرهاب والتطرف.

وتواجه المنتجات الفرنسية حملة مقاطعة دشنها ناشطون عرب على مواقع التواصل، ابتداءً من الأربعاء 21 من أكتوبر/تشرين أول الجاري، بعد تأكيد ماكرون التمسك بنشر الرسوم المسيئة لنبي الإسلام، زاعمًا أن تلك الرسوم محمية بموجب مبادئ حرية التعبير في فرنسا.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم شكلت تطاولًا على مكانة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على واجهات بعض المباني.

وأدانت دول عربية وإسلامية خطابات الكراهية والإساءة التي أدلى بها ماكرون ضد الإسلام والمسلمين، والتي مست شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقوبلت الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية باستجابة واسعة في دول عربية عدة، ونُشرت مقاطع فيديو لإتلاف وإزالة المنتجات الفرنسية من المحال والمراكز التجارية في الأردن والكويت ومصر؛ نُصرة للنبي الكريم واعتراضًا على الخطاب الرسمي في فرنسا تجاه الإسلام والمسلمين.

وانتقلت المواقف ضد استمرار الإساءة من مستوى شعبي إلى إدانة رسمية عبر بيانات صدرت عن وزارات الخارجية في عدد من دول العالم العربي والإسلامي.
وقال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستار إن من السابق لأوانه تحديد مدى أثر حملة المقاطعة في أرقام، لكنها حتى الآن ذات أثر محدود وتؤثر بشكل أساسي على الصادرات الزراعية الفرنسية.

وأعاد ماكرون للتأكيد على موقفه عبر تغريدة في حسابه باللغة العربية قال فيها “لا شيء يجعلنا نتراجع أبدًا، نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل أبدًا خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. سنقف دومًا إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية”.

وفيما يأتي عرض لأبرز مظاهر الاحتجاج والمقاطعة بعد نحو أسبوع من انطلاقتها.

فلسطين

نظم عشرات الفلسطينيين، الثلاثاء، وقفة أمام المركز الثقافي الفرنسي بمدينة غزة؛ احتجاجا على تصريحات ماكرون المسيئة للنبي محمد.

ونظمت دائرة الشباب في حركة حماس الوقفة الاحتجاجية، ورفع المشاركون لافتات كُتب على بعضها عبارة “إلا رسول الله”.

وقال المتحدث باسم الدائرة هاني الحلبي: نعتبر هذه الإساءة (للنبي محمد) جريمة نكراء في الوقت الذي تنصبّ فيه الجهود لتعزيز ثقافة التسامح والحوار بين الشعوب.

وتابع في كلمة خلال الوقفة :نستنكر التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن الرئيس الفرنسي بحق الإسلام والرسول، والهادفة لنشر ثقافة الكراهية بين الشعوب.

وتظاهر مئات الفلسطينيين، في بلدة الرام شمال القدس، للتنديد بتصريحات ماكرون المسيئة للإسلام.

وقال شهود عيان، الإثنين، إن المتظاهرين رددوا التكبيرات، وهتافات من بينها: “لبيك يا رسول الله”، و”لن تركع أمةٌ قائدها محمد”، كما رفع المتظاهرون، بحسب الشهود، لافتات من بينها: “بأبي وأمي أنت يا رسول الله”.

 

قطر

وفي الدوحة، صدر بيان عن وزارة الخارجية أدانت فيه التصاعد الكبير للخطاب الشعبوي المحرض على الإساءة للأديان، مؤكدةً رفضها التام لجميع أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين.

وقالت إن الخطاب التحريضي شهد منعطفًا خطيرًا باستمرار الدعوات المؤسسية والممنهجة لتكرار استهداف ما يقارب من ملياري مسلم حول العالم، من خلال تعمُّد الإساءة إلى شخص الرسول الكريم.

وأعلنت شركات قطرية استجابتها للحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي.

وقررت شركة الميرة سحب المنتجات الفرنسية من جميع فروعها. وقالت الشركة في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي “بدأنا على الفور بسحب المنتجات الفرنسية من جميع فروعنا وحتى إشعارٍ آخر”.

كما انضمت شركة ألبان الوجبة لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، وقالت في بيانها على منصات التواصل “من مبدأ الرفض والاستنكار لما يُنشر من إساءة لنبينا الكريم ودفاعًا عنه؛ فإننا نعلن انضمامنا لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، كما أننا نتعهد بتوفير منتجات مماثلة وبديلة”.

وفي السياق، علَّقت جامعة قطر فعالية الأسبوع الثقافي الفرنسي لأجل غير مسمى، وذلك في إطار الاستجابة لحملة المقاطعة الحالية. وقالت الجامعة في تغريدتين على تويتر “عطفًا على مستجدات الأحداث الأخيرة، والمتعلقة بالإساءة المتعمّدة للإسلام ورموزه؛ فقد قررت إدارة جامعة قطر تأجيل فعالية الأسبوع الثقافي الفرنسي إلى أجل غير مسمى”.

السعودية

اتسم موقف السعودية تجاه الجدل المثار بالتوسط وآثرت الابتعاد عن دعوات المقاطعة.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، الثلاثاء، إن المملكة “تدين كل عمل إرهابي أيا كان مرتكبه” في إشارة فيما يبدو لقتل باتي.

وأضاف في بيان أن المملكة “تدعو إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام، وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم”.

ونقلت صحيفة عرب نيوز، الثلاثاء، وهي صحيفة سعودية تصدر باللغة الإنجليزية، عن محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي تحذيره من أن المبالغة في رد الفعل “أمر سلبي يتجاوز المقبول” ولن تفيد سوى ناشري الكراهية.

لكن دعاوى مقاطعة سلسلة متاجر التجزئة كارفور تصدرت التغريدات المتداولة على تويتر في السعودية.

سوريا

وفي سوريا خرج المئات نُصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واحتجاجًا على الإساءات الفرنسية.

تحت عنوان " إلا رسول الله" حملة شعبية في مدينة إدلب تنديداً بحكومة فرنسا العنصرية ضد المسلمين

الأردن

وفي عمَّان، قال الناطق باسم الخارجية ضيف الله علي الفايز، إن المملكة تدين الاستمرار في نشر مثل هذه الرسوم، وتعرب عن استيائها البالغ من هذه الممارسات.

وقال الفايز، في بيان نشرته الوزارة، إن تلك الممارسات تشكل استهدافًا واضحًا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية وخرقًا فاضحًا لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته.

الكويت

وفي الكويت، أعلنت وزارة الخارجية تأييدها لبيان منظمة التعاون الإسلامي الذي يعبر عن الأمة الاسلامية جمعاء، وما جاء به من مضامين شاملة رافضة لتلك الإساءات والممارسات.

وحذرت الوزارة في بيان، من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها، سواء للأديان السماوية كافة، أو الرسل عليهم السلام من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية.

العراق

استنكر البرلمان العراقي، في جلسته الإثنين، الإساءة للنبي محمد من خلال الرسوم الكاريكاتيرية (المسيئة) في فرنسا.

وقالت الدائرة الإعلامية بالبرلمان في بيان، إن مجلس النواب استنكر الإساءة إلى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم.

إيران

اعتبر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في تغريدة على تويتر، الرسوم المسيئة للمقدسات الإسلامية والمسلمين استغلالًا لحرية التعبير.

وأعرب ظريف عن رفضه للرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) واستهداف المسؤولين الفرنسيين للمسلمين تحت ستار حرية التعبير، معتبرًا أن الإساءة للمقدسات الإسلامية لا تسهم سوى في تغذية التطرف.

اليمن

أدانت وزارة الخارجية في صفحتها الرسمية عبر تويتر، وعلى لسان وزيرها محمد الحضرمي، الإساءة الفرنسية، مؤكدة أنها إساءة لكل مشاعر المسلمين والمسلمات.

وأشار الحضرمي إلى أن هذه الإساءات المتكررة من شأنها أن تشجّع على العنف والإرهاب والتطرف، مشددًا على أن هذا لا يمكن تبريره أو تشجيعه بأي شكل من الأشكال، بحجة حرية التعبير.

وحذّر من أن مثل هذه السلوكيات تغذي الكراهية وتشجع العنف والتطرف، والإرهاب، وهو ما لا يمكن تبريره أو تشجيعه، بأي شكل من الأشكال؛ بحجة حرية التعبير.

ماليزيا

وأعربت مؤسسات بالمجتمع المدني في ماليزيا، عن تنديدها بتصريحات ماكرون المناهضة للإسلام.

وقال رئيس المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الإسلامية (MAPIM)، مهد عزمي عبد الحميد، إنهم أصيبوا بخيبة أمل عقب التصريحات الأخيرة لماكرون، والتي استهدف فيها الإسلام والمسلمين.

وفي معرض تعليقه على تصريحات لماكرون بأن الإسلام في أزمة، قال عبد الحميد إن فرنسا هي التي في الأزمة حاليًا وليس الإسلام، وشدد على أن الإساءة للأديان لا تندرج ضمن التسامح وحرية التعبير.

وفي السياق، قال رئيس فرع ماليزيا لمبادرة مقاطعة إسرائيل من أجل فلسطين (BDS) البروفسور ناظاري إسماعيل، إن الحكومة الفرنسية لم تنجح في طريقة تعاملها مع الأقليات الدينية في البلاد.

وأوصى الحكومة الفرنسية باتخاذ رئيسة وزراء نيوزلندا، قدوة لها في هذا الخصوص.

من جانبه، قال رئيس منظمة الثقافة الفلسطينية في ماليزيا(PCOM)  مسلم عمران، إن ماكرون لو خصص بعض وقته لقراءة السيرة النبوية، لما أدلى بتصريحات مناهضة للإسلام.

باكستان

أعلن متحدث باسم الخارجية الباكستانية، استدعاء السفير الفرنسي لدى إسلام أباد، للتنديد بحملة رُهاب الإسلام، بعد يوم من تصريحات لرئيس الوزراء عمران خان، قال فيها إن ماكرون هاجم الإسلام.

وقبلها، أدان المجلس الوطني الباكستاني (الغرفة الأولى من البرلمان)، خطابات الكراهية والإساءة التي أدلى بها ماكرون ضد الإسلام والمسلمين، كما أدان بالإجماع الرسوم الكاريكاتورية الفرنسية.

وانطلقت حملة شعبية، في باكستان، تدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية، وسط استنكار واسع لتطاول الرئيس الفرنسي على الرسول الكريم.

ودعا التاجر في مدينة كراتشي، سجاد عوان، الباكستانيين إلى مقاطعة البضائع الفرنسية وإظهار رد فعل قوي إزاء تصريحات ماكرون التي جرحت مشاعر المسلمين.

بدوره قال حاجي سليم، من بلوشستان، إنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل الدفاع عن كرامة الرسول الكريم، داعيًا حكومته إلى حظر استيراد المنتجات من فرنسا.

وعبّر محمد عاصم عن إدانته الشديدة لتصريحات ماكرون بحق الإسلام والمسلمين، وقال إنه يقترح على الحكومة اتخاذ خطوة شديدة ضد السفير الفرنسي في البلاد..

بنغلاديش

واحتشد نحو 10 آلاف شخص، الثلاثاء، في العاصمة البنغالبة دكا، في مظاهرة ضخمة ضد موقف ماكرون تجاه الإسلام والمسلمين.

وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها (اتحدوا يا مسلمي العالم وقاطعوا فرنسا)، في تجمُّع وصفته وكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، بأنه الأكبر عالميًا خلال الأيام الأخيرة.

وقالت الشرطة في بنغلاديش إن الآلاف من ناشطي الأحزاب الإسلامية يتظاهرون في العاصمة دكا ضد دفاع الرئيس الفرنسي عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد.

وتظاهر حوالي ثلاثة آلاف شخص أمام مسجد “بيت المكرم” الوطني وسط دكا، وتحركوا في مسيرة باتجاه السفارة الفرنسية.

وقال أحد منظمين الحشد، ويُدعى شهيد الكبير إن أكثر من 50 ألف شخص انضموا إلى المسيرة، التي أُوقِفت بعد بضعة كيلومترات، بحسب أحد مسؤولي الشرطة.

وأظهرت لقطات من المظاهرة حرق المشاركين العلم الفرنسي ودمى تمثل ماكرون.

واستنكر المجلس الإسلامي الأعلى التابع للرئاسة وبشدة الحملة في فرنسا على شخصية النبي محمد “خير خلق الله رمز التسامح والتعارف والتعايش”، وعلى الدين الإسلامي الحنيف، الذي يعتنقه مئات الملايين في كل القارات.

ودعا في بيان عقلاء العالم والمنظمات الدينية وهيئات حقوق الإنسان وحوار الأديان إلى مجابهة هذا الخطاب المتطرف اللاإنساني.

محتجون في بنغلاديش ضد الإساءة الفرنسية للنبي محمد
الشيشان

قال رئيس جمهورية الشيشان الروسية ذات الأغلبية المسلمة، رمضان قديروف، الثلاثاء، إن الرئيس الفرنسي يشجع الإرهابيين بتبريره الرسوم المسيئة للنبي محمد باعتبارها محمية بموجب الحق في حرية التعبير.

وجاءت تصريحات قديروف، وهو حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن طالبت فرنسا رعاياها الذين يعيشون في دول عدة أغلبيتها مسلمة، أو يسافرون إليها، باتخاذ احتياطات أمنية إضافية بسبب الغضب من الرسوم.

وهون قديروف من شأن الإشارة إلى أن مهاجم باتي ولد في الشيشان وقال إنه نشأ في فرنسا، وقال في منشور على إنستغرام، الثلاثاء، إن ماكرون أخطأ عندما وصف عرض مثل هذه الرسوم بأنه حرية رأي.

وأضاف مخاطبا ماكرون “أنت تدفع الناس نحو الإرهاب، ولا تترك لهم خيارًا، وتهيئ الظروف لنمو التطرف في رؤوس الشباب. يمكنك أن تصف نفسك بكل جرأة بأنك زعيم الإرهاب وملهمه في بلدك”.

وكان ماكرون قد أشاد بباتي واصفا إياه بأنه “بطل حقيقي” وتعهد بمحاربة “الانعزالية الإسلامية” في فرنسا. وقال مسؤول في الإدارة الرئاسية الفرنسية “لن يخيفنا أحد ونحذر من ينثرون بذور الكراهية، مثلما هي الحال مع قديروف، ونقول لهم إن ذلك غير مقبول”.

ليبيا

استنكرت حكومة الوفاق الوطني، بشدة، تصريحات ماكرون التي تغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية محمد القبلاوي، في بيان، نذكر الرئيس الفرنسي بإعلان المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان الصادر عام 2018 بأن الإساءة للنبي الكريم لا تندرج تحت حرية التعبير.

ودعا القبلاوي الرئيس الفرنسي إلى العدول عن تصريحاته الاستفزازية، والاعتذار لأكثر من مليار مسلم منهم فرنسيون، منوهًا إلى أن التطرف الذي يتخذه شماعة لإساءته لا يمت للدين الإسلامي بصلة.

المغرب

وفي الرباط، استنكرت المملكة هذه الأفعال التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها، وتجدد التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم.

وأكدت أنه لا يمكن لحرية التعبير أن تبرر الاستفزاز والتهجم المسيء للديانة الإسلامية، التي يدين بها أكثر من ملياري شخص في العالم، مؤكدة أنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي.

موريتانيا

وأعربت نواكشوط عن استيائها الكبير من التحريض على ملة الإسلام واستفزاز مشاعر المسلمين بالإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ونددت في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، بهذا السلوك الذي يتنافى مع حرية التعبير، مؤكدة تبنيها للبيان الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي بهذا الخصوص.

تركيا

وفي أنقرة، جاء الرفض على مستوى رئاسي صدر عن الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أدان في أكثر من مناسبة تصريحات ماكرون.

وأكد أردوغان أن ماكرون بحاجة لاختبار قدراته العقلية، داعيًا شعب بلاده إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية على خلفية دعوات فرنسية لمقاطعة المنتجات التركية.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، إن تصريحات ماكرون المسيئة للإسلام تعد “ذخيرة أيديولوجية لتنظيم داعش الإرهابي”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده جليك، الثلاثاء، في مقر الحزب بالعاصمة أنقرة.

وأضاف جليك أن “تصريحات ماكرون ذخيرة أيديولوجية ودعمًا لوجستيًا لتنظيمات إرهابية مثل (تنظيم الدولة) “داعش”، فضلًا عن أنها تعكر صفو المجتمع الفرنسي”.

واعتبر أن “محاولة ماكرون استصدار نص تحت مسمى قانون يربط الإسلام بالإرهاب ينم عن قصر نظر كبير”.

وندد أمين عام مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية (المجلس التركي)، بغداد أمرييف، بتعليق الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي الكريم على دوائر حكومية في فرنسا.

وحسب بيان المجلس، أعرب أمرييف عن قلقه الكبير حيال استهداف الرسوم المسيئة للنبي الكريم، معتبرًا اصطفاف المسؤوليين الفرنسيين إلى جانب هذا الفعل، بأنه “هدم للجسور بين فرنسا والمجتمعات الإسلامية”.

ودعا للابتعاد عن ربط الإرهاب بالإسلام، وتمسك فرنسا بثقافة العيش المشترك، وأشار إلى أنّ الدول الناطقة بالتركية تضم ثقافات عدة تعيش بسلام تحت سقف واحد.

بريطانيا

وانتقد عضو مسلم في مجلس اللوردات البريطاني (الغرفة العليا غير المنتخبة من البرلمان)، دفاع الرئيس الفرنسي عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد.

وقال اللورد نذير أحمد، في تغريدة عبر تويتر الثلاثاء “إن رسول الرحمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يمثل كرامتنا. نحو 2 مليار مسلم حول العالم يحبونه أكثر من والديهم”، وأضاف: احترموا رسولنا مثلما تحترمون موسى وعيسى (عليهما السلام).

فرنسا

حثت فرنسا الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوربي، الثلاثاء، على اتخاذ إجراءات بحق تركيا بعد أن شكك رئيسها رجب طيب أردوغان في الصحة العقلية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وقال وزير التجارة فرانك ريستر للمشرعين “فرنسا متحدة وأوربا متحدة. في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل، سيتعين على أوروبا اتخاذ قرارات تسمح لها بتعزيز توازن القوى مع تركيا للدفاع بشكل أفضل عن مصالحها والقيم الأوربية”.

ونصحت فرنسا، الثلاثاء، مواطنيها المقيمين في عدة دول ذات غالبية من المسلمين أو المسافرين إليها بأخذ احتياطات أمنية إضافية في ظل تصاعد الغضب من رسوم كاريكاتيرية تصور النبي محمد. 

وفي إشارة إلى رغبة بعض الدول في الحد من تدهور العلاقات، نددت السعودية بالرسوم لكنها أحجمت عن ترديد دعوات وجهتها دول إسلامية أخرى لمقاطعة المنتجات الفرنسية أو اتخاذ إجراءات غير ذلك.

ونصحت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، رعاياها في إندونيسيا وبنجلادش والعراق وموريتانيا بتوخي الحذر ودعتهم إلى الابتعاد عن أي احتجاجات تتعلق بالرسوم وتجنب أي تجمعات عامة.

وقالت “نوصي بتوخي أقصى درجات اليقظة خاصة أثناء السفر وفي الأماكن التي يرتادها السياح أو الجاليات الوافدة”، وأصدرت السفارة الفرنسية في تركيا نصيحة مماثلة لمواطنيها هناك.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أشد المنتقدين للحكومة الفرنسية، وتقدم الداعين إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم الثلاثاء إن على تركيا وباكستان عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.

واستدعت باريس سفيرها في أنقرة في حين وافق البرلمان الباكستاني، أمس الإثنين، على قرار يحث الحكومة على استدعاء سفيرها من باريس.

وتعهد الرئيس إيمانويل ماكرون بالتصدي لما وصفه “بالانعزالية الإسلامية” قائلًا إنها تكاد تتملك بعض الجاليات المسلمة في فرنسا.

وتعد فرنسا مورد رئيسي للحبوب لشمال أفريقيا ذي الأغلبية المسلمة، كما تحظى الشركات الفرنسية في قطاعي السيارات والبيع بالتجزئة بإقبال كبير في الدول ذات الأغلبية المسلمة.

وقال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستار إن من السابق لأوانه تحديد مدى أثر حملة المقاطعة في أرقام، لكنها حتى الآن ذات أثر محدود وتؤثر بشكل أساسي على الصادرات الزراعية الفرنسية.

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الفرنسي في طهران بسبب الرسوم بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية، الثلاثاء.

وقال مسؤول بالوزارة للدبلوماسي في أثناء الاجتماع الذي انعقد أمس الاثنين إن بلاده ترفض بقوة “أي إهانة واستهانة بنبي الإسلام”.

وحث داعية إسلامي فرنسي بارز المسلمين، الثلاثاء، على تجاهل الرسوم المسيئة للنبي محمد بدلا من اللجوء للعنف، في دعوة للاعتدال وسط أجواء يسودها الغضب في العالم الإسلامي.

ونبّه محمد موسوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المسلمين إلى أن مثل هذه الرسوم يجيزها القانون الفرنسي وقال في بيان “نفس هذا القانون لا يرغم أحدا على الإعجاب بها ولا يمنع أحدًا من النفور منها”.

ودعا موسوي المسلمين إلى الاحتذاء بالرسول الذي تجاهل الإيذاء عندما تهكم منه حشد ونعته “بالمدمم”، وتابع “أليس من الأجدر الاحتذاء بالنبي وتجاهل هذه الرسوم واعتبار أنها لا علاقة لها إطلاقا بنبينا؟”.

وقالت الشرطة الفرنسية لرويترز إنه أُعيد فتح المناطق المحيطة بقوس النصر وبرج إيفل بوسط باريس بعد إخلائها لفترة وجيزة اليوم الثلاثاء بسبب تحذيرات أمنية.

وقالت الشرطة وشهود إنه تم إخلاء منطقة قوس النصر ومحطات مترو الأنفاق المحيطة بها بعد تلقي بلاغ بوجود قنبلة، لكن حركة المرور عادت إلى طبيعتها بحلول الساعة 16.30 بتوقيت غرينتش. 

وأُخليت حديقة شان دي مارس في باريس في المنطقة المحيطة ببرج إيفل لفترة وجيزة أيضًا عقب اكتشاف حقيبة مليئة بالذخيرة.

وعرض موقعان إخباريان فرنسيان محليان صورًا لحقيبة زرقاء بها أنواع مختلفة من الذخيرة.

وتلقت السلطات عدة بلاغات كاذبة بوجود قنابل كان آخرها في محطة قطارات ليون الأسبوع الماضي وفي برج إيفل قبل نحو شهر.

اقرأ أيضًا:

قطر تدين خطاب التحريض ضد الأديان وتحذر من تعمد الإساءة للنبي محمد

“مثل الهولوكوست”.. عمران خان يرسل خطابا لمؤسس فيسبوك بشأن المحتوى المعادي للإسلام

بعد إعادة المجلة نشر الرسوم المسيئة.. قصة رسام طردته شارلي إبدو تعود للواجهة

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات