بعد إصابته بكورونا.. هل أصبح ترمب عاجزا عن إدارة أمريكا؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا

حاول البيت الأبيض طمأنة الأمريكيين بأن الرئيس دونالد ترمب لا يزال يباشر عمله من الحجر الصحي بعد إعلان مفاجئ عن إصابته بفيروس كورونا والذي أحدث اضطرابا في إدارته وحملته الانتخابية.

 

وقال ترمب إن الفحوص أثبتت إصابته هو والسيدة الأولى ميلانيا بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد وإنهما سيخضعان للحجر الصحي.

وكان ترمب قد قلل من خطر الجائحة مرارا على مدى عدة أشهر.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض إن الرئيس “ليس عاجزا” عن أداء مهامه، مضيفا أنه يباشر عمله بالفعل من المقر.

وقال متحدث باسم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن نائب الرئيس وزوجته ليسا مصابين بفيروس كورونا بعدما جاءت نتيجة فحوصهما سلبية.

وصرح المسؤول بالبيت الأبيض بأن الرئيس ونائبه سيعملان من مقرين منفصلين وسيعمل طاقما العمل التابعان لهما بمعزل عن بعضهما البعض توخيا “لمزيد من الحرص”.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس وصحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول بالبيت الأبيض قوله اليوم الجمعة إن ترمب يعاني من “أعراض خفيفة” لمرض كوفيد-19.

وقال مصدران مطلعان على حالته للصحيفة إنها تشبه أعراض البرد.

لكن المسؤول أقر بأن مرض الرئيس سيضطره لإلغاء خطط سفره قبيل 31 يوما فقط من موعد انتخابات الرئاسة. وتكشف استطلاعات الرأي أن ترمب يتخلف عن منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وقال ترمب في تغريدة على تويتر في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة “سنبدأ عملية الحجر الصحي والتعافي على الفور. سنتجاوز ذلك معا”.

وكتب بايدن على تويتر “أمنياتنا أنا و(زوجتي) جيل بالشفاء العاجل للرئيس ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب. وسنواصل الصلاة من أجل صحة وسلامة الرئيس وعائلته”.

وقبل ساعات من إعلان إصابته بالفيروس صرح ترمب بأن نهاية جائحة كوفيد-19 باتت وشيكة فيما اتهمه بايدن على تويتر بمحاولة جذب الانتباه بعيدا عن “تعامل فاشل مع كوفيد-19” أدى لوفاة ما يربو على 200 ألف أمريكي بالمرض.

وقلل ترمب من شأن الفيروس في بداية الجائحة وتوقع مرارا أن يختفي. وقال مساء أمس الخميس إن نهاية الجائحة باتت وشيكة. ونادرا ما يضع الرئيس كمامة وسخر ممن يفعلون ذلك ومن بينهم منافسه الديمقراطي بايدن.

وأقر مستشارون لترمب بأنهم سيضطرون لإلغاء خططهم للأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية. وحضر ترمب بنفسه مؤتمرات انتخابية مع أنصاره الذين يرفضون بشكل أساسي وضع كمامات وسخر من بايدن لتجنبه المشاركة في مثل هذه المؤتمرات.

وقال أحد مستشاري ترمب “من السابق لأوانه معرفة ما الذي سيحدث لكن من الجلي أن هذا سيحد من قدرتنا على السفر … واستقاء الدعم من المؤتمرات، وهو ما كان جزءا من خطتنا”.

ويعني ثبوت إصابة ترمب بكورونا أن آخرين في أعلى مستويات السلطة والحكومة في الولايات المتحدة ربما تعرضوا للعدوى وعليهم البقاء في حجر صحي أيضا.

وقالت متحدثة باسم وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين اليوم الجمعة إنه غير مصاب بالفيروس بعد أن جاءت الفحوصات التي أجراها سلبية.

وكتبت المتحدثة مونيكا كرولي على تويتر “في إطار البروتوكولات المعتادة خضع وزير الخزانة منوتشين لفحص يومي لكوفيد-19 وكانت النتيجة سلبية هذا الصباح وسيواصل الخضوع لفحص يومي”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن عملية تتبع المخالطين للرئيس جارية.

وقال شون كونلي طبيب ترمب إنه يتوقع أن يقوم الرئيس بمهامه “دون انقطاع” أثناء تعافيه.

وكتب كونلي في مذكرة جرى توزيعها على الصحافة “الرئيس والسيدة الأولى حالتهما الصحية جيدة حاليا ويعتزمان البقاء في البيت الأبيض خلال النقاهة”.

وتمنى زعماء من أنحاء العالم الشفاء العاجل لترمب.

وانتقد بايدن أسلوب تعامل ترمب مع الجائحة، بينما تفاخر الرئيس بطريقته هو وفريقه في إدارة الأزمة.

وبعد وقت قصير من توقع ترمب نهاية وشيكة للجائحة مساء أمس الخميس، انتشرت أنباء تفيد بأن التحاليل أثبتت إصابة هوب هيكس، وهي مستشارة بارزة ومساعدة موثوق بها، بفيروس كورونا. وسافرت هيكس مع الرئيس على متن طائرة الرئاسة يومي الثلاثاء والأربعاء.

 

تحول جذري في سباق الانتخابات

من المرجح أن يتسبب نبأ إصابة الرئيس بكورونا في إعادة الجائحة لصدارة الملفات في السباق الانتخابي بعد أن هيمنت وفاة قاضية المحكمة العليا روث بادر جينسبرغ وترشيح ترمب للقاضية آيمي كوني باريت لتحل محلها على المشهد في الحملة الانتخابية.

وفي أول مناظرة رئاسية بين المرشحين يوم الثلاثاء، أخرج ترمب كمامة من جيبه وقال “أضع الكمامة عندما يستدعي الأمر ذلك. فقط عندما تكون هناك حاجة لذلك أضع الكمامة”.

ثم سخر من بايدن لاستخدامه الكمامة بشكل منتظم قائلا “لا أضع الكمامة مثله. في كل مرة تراه فيها يكون بالكمامة. ربما يتكلم على مسافة 200 قدم منهم (الناخبين) ومع ذلك يظهر بأكبر كمامة رأيتها في حياتي على الإطلاق”.

ويقول أخصائيو الصحة العامة إن وضع الكمامة أمر بالغ الأهمية لمنع انتشار الفيروس.

وسبق أن شهد البيت الأبيض حالات إصابة بفيروس كورونا حيث ثبتت إصابة كيتي ميلر المتحدثة باسم بنس بالمرض في وقت سابق هذا العام وظهرت عليها أعراضه قبل أن تتعافى. كما أصيب فرد عسكري أيضا بالفيروس.

لكن البيت الأبيض خفض تدابيره الوقائية حيث سعى ترمب لنشر رسالة العودة إلى الوضع الطبيعي هذا الصيف. وتوقف فحص درجة حرارة جميع المترددين على البيت الأبيض. وعلى الرغم من استمرار فحص كل من يخالطون ترمب فإنه لا يجري فحص الباقين في المقر.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز