النيابة المصرية: شادي حبش توفي بعد تناوله “كحولا مطهرا للأيدي”

المخرج المصري شادي حبش وقد وافته المنية في سجن طرة بعد 777 يومًا من اعتقاله
المخرج المصري شادي حبش وقد وافته المنية في سجن طرة بعد 777 يومًا من اعتقاله

قالت النيابة العامة المصرية، الثلاثاء، إن المعتقل شادي حبش توفي جراء شربه “كحول مطهر” في أحد السجون المصرية، السبت الماضي، قائلة إنه تلقى رعاية طبية قبل وفاته.

وقالت النيابة في بيان إن “شهادة الشهود أكدت أن سبب الوفاة يرجع إلى خلط المتوفي المياه الغازية مع الكحول المستخدم في تطهير الأيدي”.

وذكر البيان أن النائب العام أمر بالتحقيق في الواقعة، كما أمر بندب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثمان المتوفى لبيان السبب المباشر الذي أدى إلى وفاته، ومدى صحة الإجراءات الطبية التي اتخذت للتعامل مع حالته.

واعتقل شادي في مارس/آذار 2018 بعد قيامه بإخراج أغنية (بلحة) للمغني رامي عصام التي تسخر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقالت مصادر حقوقية إن وفاة شادي جاءت رغم استغاثات عديدة من زملائه المعتقلين داخل الزنزانة لإنقاذه، ولكنها لم تلق استجابة من قبل ضباط وإدارة السجن.

وفي أكتوبر/ تشرين الماضي أرسل شادي رسالة للأصدقائه يطلب الدعم قال فيها:

“السجن مابيموتش بس الوحدة بتموت، أنا محتاج دعمكم عشان ماموتش. في السنتين اللي فاتوا أنا حاولت أقاوم كل اللي بيحصلي لوحدي عشان أخرج لكم نفس الشخص اللي تعرفوه بس مبقتش قادر خلاص.

مفهوم المقاومة في السجن: إنك بتقاوم نفسك و بتحافظ عليها وعلى إنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفوا و بتعيشوا كل يوم و أبسطها إنك تتجنن أو تموت بالبطيء، لكونك مرمي في أوضه بقالك سنتين ومنسي و مش عارف هتخرج منها امتى؟ أو ازاي”؟ والنتيجة إني لسه في السجن وكل 45 يوما بنزل عند قاضي وبتكون نفس النتيجة: تجديد 45 يوما من غير حتى ما يبص لي أو يبص لورق القضية اللي كل اللي فيها مشيوا من ٦ شهور.

محتاج لدعمكم محتاج تفكروهم إني لسه محبوس وإنهم ناسيني وإني بموت ببطء كل يوم لمجرد إني لوحدي قدام كل ده إني عارف إن لي أصحاب كتير بيحبوني وخايفين يكتبوا عني أو فاكرين أني هخرج من غير دعمهم لي. أنا محتاج لكم ومحتاج لدعمكم اكتر من أي وقت”.

وتوفي العديد من المعتقلين في السجون المصرية منذ بداية العام بسبب الإهمال الطبي. كما وثقت منظمات حقوقية وفاة أكثر من 800 معتقل في السجون منذ الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013.

كما طالبت تسع منظمات حقوقية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون في مصر، والسماح بزيارة خبراء الأمم المتحدة، وفي مقدمتهم المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب، معبرة عن قلقها البالغ من تصاعد أعداد الوفيات داخل السجون المصرية منذ مطلع العام الجاري.

إدانات دولية

ووجه اثنان وثلاثون من أعضاء البرلمان الأوربي، الثلاثاء، رسالة إلى جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي قالوا فيها إن وفاة الفنان شادي حبش في سجن طره سببت لهم صدمة عميقة. وأوضحوا أن ظروف الوفاة مجهولة للأسف، وأن شادي لم يحاكم ولم تصدر بحقه أي عقوبة.

وذكر النواب بتقارير تؤكد أن الاعتقال في مصر تعسفي ويتم في ظروف صعبة ويمارس خلاله التعذيب، وقالوا إن الحقيقة هي أن كل من يعارض نظام السيسي يدفع حياته ثمنا لذلك.

وأضاف أعضاء البرلمان الأوربي أن شادي لم يمكن قائدا سياسيا ولا زعيم معارضة ولم ينظم انتفاضة شعبية لكنه كان فقط مخرجا وهب حياته لعمله.

كما ذكروا بقصة جيوليو ريجيني الشاب الإيطالي الذي قتل في مصر وطلبوا بتسليط الضوء على الظروف التي قتل فيها.

وندد النواب باستمرار اعتقال الناشط باتريك جورج زكي الذي قالوا إنه اعتقل فقط بسبب أرائه السياسية.

وطالب النواب جوزيب برويل باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية لوقف ما سموه القمع المأساوي لحقوق الإنسان في مصر.

بدورها عبـّرت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية عن قلقها بعد وفاة المخرج المصري شادي حبش في السجن عن أربعة وعشرين عاما.

ودعت السلطات المصرية إلى احترام “التزاماتها” الحقوقية الدولية.

وقد سُجن المخرج الراحل في مارس/آذار عام 2018 بتهمة نشر أخبار كاذبة، والانتماء لجماعة أُسست على خلاف أحكام القانون.

وكان حبش قد أخرج فيديو لأغنية تنتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتقدر منظمات غير حكومية عدد السجناء السياسيين في مصر بنحو 60 ألفا.

بدوره قال فرانسوا دوروش رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا قيود الفرنسية، إن ظروف وفاة المخرج الشاب شادي حبش داخل السجون المصرية، مثيرة القلق.

واعتبر أن آلاف المعتقلين في السجون المصرية يقبعون في ظروف غير مقبولة. وأضاف دوروش أن النظام المصري لا يحترم حقوق الإنسان ولا القوانين الدولية ولا الدستور المصري.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات