المريض “الموصوم” حيا وميتا.. الوجه القبيح لتداعيات كورونا (فيديو)

بمجرد الإعلان عن حالة كورونا “حية أو ميتة”، يتسارع الجميع إلى تجريد الحالة من إنسانيتها وتحويلها وعائلتها لمصدر خطر مؤكد، ويتعرضان للتنمر ومحاولات طرد الأحياء ورفض دفن جثث الضحايا.

لم يقتصر الأمر على الشخص وحده “الموصوم” بكورونا، فيتم تداول الاسم بالكامل وتفاصيل العائلة وعدد الأولاد وأسماء مدارسهم، وتصبح العائلة على امتدادها من المحظورات.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن “تنمر” كورونا يمتد ويأخذ أسوأ أشكاله حينما يندمج مع العنصرية والجهل والتشكيك، ليصبح شعب كامل أو ملامح الوجوه، مصدرًا محتملًا للمرض، إذ يتم تجنبه والسخرية منه.

وقد كشفت أزمة كورونا كيف تنمر كثيرون على صينيين وآسيويين في بلدان عدة، ووصمهم بالفيروس التاجي الذي أصاب نحو مليون و800 ألف شخص حول العالم وأودى بحياة أكثر من 109 آلاف منهم.

وتعدى الأمر ليصل حتى إلى الأطباء وطواقم التمريض الذين يتعاملون عن قرب مع مرضى كورونا، وقبل أيام انتشر فيديو لطبيبة مصرية تعرضت للتنمر ومحاولات طرد من مسكنها وكأنها “موصومة” بكورونا.

وانتشر فيديو آخر لممرضة مصرية تبكي من وصمها بأنها مصدر عدوى بعد اكتشاف إصابتها بكورونا، ومن ناحية أخرى رفض مصريون دفن طبيبة توفيت بكورونا ومن قبل رفض آخرون دفن جثمان مسن مات بالفيروس، فهل أصبح المرض بكورونا وصمة عار؟

كما انتشر فيديو لأحد الأطباء المصريين ينتقد فيه الرعب والهلع من دفن موتى كورونا، مذكرًا الجميع بأن الميت لا يكح ولا يعطس، ويتم وضع الجثمان في كيس محكم الغلق حتى لا تخرج افرازات رئوية وبالتالي فلا تخوف أبدًا من دفن الضحايا أو احتمالية انتقال العدوى منهم. ووصف ما حدث في جنازة طبيبة الدقهلية بأنه شيء مخزِ.

وقال المتحدث السابق باسم وزارة الصحة يحيى موسى، لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، إن هناك أزمة ثقة بين المواطن والحكومة، نتج عنه تصرفات دخيلة على المجتمع المصري كمشهد رفض موتى كورونا خوفًا من تفشي العدوى.

وأضاف موسى، أن المواطنين ولاسيما البسطاء منهم، لا يثقون في النظام الصحي في الدولة وهم يرون الإهمال الجسيم بحق المصابين، وتخوفهم من أن يصابوا ولا يجدوا مكانًا للرعاية أو العلاج، يدفع بهم لمثل هذه التصرفات، هذا بالإضافة إلى أنهم لا يعرفون في الأساس ما هي تلك الإجراءات الصحيحة المتبعة في التعامل مع جثث الضحايا.

وأوضح أن المواطنين يشككون في جدية تنفيذ تلك الإجراءات، وقد انتشر فيديو من قبل لجثمان رجل في بورسعيد تحمله سيارة نصف نقل، مما يدعم شكوك المواطنين في تعامل الدولة مع جثث الضحايا، التي من المفترض أن تنتقل عبر سيارة إسعاف بعد تنفيذ الإجراءات المتبعة بخصوص الغسل والتكفين وما إلى ذلك.

وقال المسؤول السابق، إن غسل وتكفين موتى كورونا يقوم به عدد قليل مدرب داخل المستشفى، ويتم وضع الجثة في كيس محكم، ويتم الدفن مع التوصية بعدم فتح المقبرة على ألقل لمدة أسبوع، مؤكدًا أن الفيروس بشكل عام لا يعيش بأي حال من الأحوال على جسم غير حي أكثر من 72 ساعة وبعد ذلك لا معنى لأي تخوفات.

اقرأ أيضًا:

الشرطة المصرية تفرق أهالي قرية رفضوا دفن طبيبة توفيت بسبب كورونا (فيديو)

“موصومة بكورونا”.. طبيبة مصرية تتعرض للتنمر ومحاولات طرد من مسكنها (فيديو)

“خائفة جدا”.. بكاء ممرضة مصرية بعد إصابتها بكورونا (فيديو

المصدر : الجزيرة مباشر