أنقرة لواشنطن: آيا صوفيا شأن داخلي ونرفض الإملاءات

ظلت آيا صوفيا مركزا للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453م، عندما فتح العثمانيون المدينة

أعربت الخارجية التركية عن استغرابها بيان نظيرتها الأمريكية عن آيا صوفيا، وأكدت أنه لا يحق لأحد أن يتحدث عن تركيا بأسلوب التحذير والإملاءات.

وقال الناطق باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي في بيان “نستغرب البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن آيا صوفيا”.

وأكد أن بلاده اتخذت خطوات “ثورية صامتة” لحماية حرية الدين والمعتقد التي يكفلها الدستور والقوانين لجميع المواطنين في تركيا دون تمييز.

وأشار إلى أنه انطلاقاً من تقاليد التسامح النابعة من ثقافة وتاريخ تركيا، فإن جميع الصروح الثقافية في البلاد بما فيها آيا صوفيا يتم حمايتها بشكل حريص ودقيق.

وأردف “نحافظ بحرص على القيمة التاريخية والثقافية والمعنوية لآيا صوفيا منذ أن دخلت في ملكية دولتنا بعد فتحها”.

ولفت إلى أن آيا صوفيا مثل جميع الصروح الثقافية هي ملك لتركيا، موضحاً أن “كافة حقوق التصرف عليها هو شأن يخص وزارة الداخلية في إطار الحقوق السيادة لتركيا، ومن حق الجميع أن يعربوا عن أفكارهم بكل حرية”.

وأكد أنه لا يحق لأحد أن يحذر ويفرض إملاءات في موضوع يتعلق بالحقوق السيادية لتركيا.

وفي وقت سابق الأربعاء، دعت الخارجية الأمريكية، تركيا إلى الحفاظ على وضع “آيا صوفيا” باعتبارها متحفا في اسطنبول.

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، في بيان، إن تركيا تدير “آيا صوفيا” متحفا منذ نحو قرن من الزمان.

وأضاف “كمثال على احترام التقاليد الدينية للجمهورية التركية وللعصور المختلفة، ندعو حكومة تركيا إلى مواصلة الحفاظ على آيا صوفيا متحفا، وضمان بقاء المكان متاحا للجميع”.

ويعتبر أردوغان أن تحويل آيا صوفيا إلى متحف كان “خطأ كبيراً جداً”، واقترح إعادة تحويل المبنى إلى مسجد،وهو المبنى الذي يعد اليوم أحد أكثر المعالم الأثرية التي يقبل الناس على زيارتها في تركيا.

وبنيت كاتدرائية آيا صوفيا في القرن السادس عند مدخل مضيق البوسفور في إسطنبول، وكانت محطةً لتتويج الأباطرة البيزنطيين قبل تحويلها إلى مسجد في القرن الخامس عشر بعدما فتح العثمانيون بقيادة السلطان محمد الفاتح عام 1453 المدينة التي كانت تعرف بالقسطنطينية.  

ومن المقرر صدور حكم المحكمة اليوم الخميس، في دعوى ترفض قانونية تحويل المبنى إلى متحف في عام 1934 في السنوات الأولى لقيام الدولة العلمانية التركية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك.

وفي مايو/ أيار الماضي احتفلت تركيا بالذكرى الـ 567 لفتح القسطنطينية وذلك بقراءة القرآن الكريم من مسجد ومتحف “آيا صوفيا”.

وتُليت سورة الفتح من آيا صوفيا وسط احتفاء جماهيري واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بعد عبر الإنترنت.

وصممت آيا صوفيا بدايةً لتكون كنيسة مسيحية في القرن السادس، واعتُبرت آنذاك أعجوبة العالم الثامنة بقبتها المميزة (يبلغ قطرها 31 مترا)، إذ شبَّه البيزنطيون دخولها برحلة إلى السماء.

وظلت آيا صوفيا مركزا للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453، وبعد 916 عامًا من الخدمة كنيسةً، تحولت إلى مسجد جامع يرمز للنصر والفتح.

وحافظ العثمانيون على فسيفساء الكنيسة المميز، مع تغطية الرسوم والأيقونات المسيحية بالجبس، لكنها ظهرت من جديد بعد ترميم الكنيسة في القرن العشرين.

ويعد قبر سليم الثاني أول قبر سلطاني في آيا صوفيا (تضم كذلك 43 قبرًا لسلاطين وزوجاتهم وأمراء)، وفي عام 1739، أضيفت مدرسة ومكتبة ومطبخ إلى المسجد، وبعد إغلاقها عامين (1847-1849)، افتُتحت آيا صوفيا بوصفها مسجدًا للمرة الأخيرة في عام 1849.

وبحلول عام 1934، تغيّر دور آيا صوفيا مرة أخرى بعد 12 عامًا من تأسيس الجمهورية التركية، إذ وقّع مصطفى كمال أتاتورك قرارًا حوّل بموجبه آيا صوفيا إلى متحف علماني.

المصدر : وكالات