أكسيوس: عهد جديد من عنصرية البيض في أمريكا

خلال الـ 18 شهرا الماضية قتل 65 شخصا في سبع حوادث إطلاق نار جماعي ارتكبها متطرفون بيض في الولايات المتحدة

قال تحليل لموقع أكسيوس الأمريكي إن عنصرية البيض التي ظلت طوال عقود محصورة على الهامش في الولايات المتحدة أصبحت الآن تمثل خطرا كبيرا يهدد المجتمع الأمريكي.

التفاصيل:
  • تمثل قضية تطرف البيض عنوانا مهما في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
  • أحد الملامح الرئيسية في هذه القضية تقلص عدد السكان البيض، وتحول الولايات الكبيرة، التي كانت محسوبة على البيض والحزب الجمهوري مثل ولاية تكساس، إلى ولايات أكثر تنوعا، كما شهدت صعودا للحزب الديمقراطي بها.
  • كانت مخاطبة مشاعر الاستياء والقلق لدى العنصريين البيض أحد الأساليب الرئيسية التي استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مخاطبة الطبقة العاملة والأمريكيين المنسيين الذين ساهموا في وصوله إلى البيت الأبيض، والذين يضعهم ترمب الآن في قلب استراتيجيته لإعادة انتخابه لفترة ولاية جديدة.
  • هذا الخطاب للشباب الذي يشعر بالاغتراب، بالإضافة إلى ثقافة حيازة السلاح في البلاد، من شأنه خلق حاضنة مهمة لحوادث إطلاق النار الجماعي التي تشهدها الولايات المتحدة الآن.
  • خلال الـ 18 شهرا الماضية قتل 65 شخصا في سبع حوادث إطلاق نار جماعي ارتكبها متطرفون بيض في الولايات المتحدة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. 
  • استدعى كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري البعد الأيديولوجي بعد مذبحة مدينة إل باسو بولاية تكساس، والتي نفذها متطرف أبيض شكا في بيان بثه على الإنترنت مما سماه “الغزو الإسباني”. 
  • جورج بي بوش، وهو مسؤول في الحزب الجمهوري بولاية تكساس وابن شقيق الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، ولديه أصول إسبانية، قال في تصريح مطلع هذا الأسبوع: إن “الإرهاب الأبيض (صار) هنا في الولايات المتحدة”.
  • يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إن المتطرفين الأمريكيين باتوا يشكلون الآن “تهديدا مستمرا ومتفشيا” بحسب وصف مدير الإف بي آي كريستوفر راي في أبريل/نيسان.
  • قبل أسبوعين قال راي إن المكتب نفذ 100 عملية اعتقال بسبب الإرهاب الداخلي خلال الأشهر التسعة الماضية، الكثير منها مرتبط بالمتطرفين البيض من المنادين بتفوق وسيادة العرق الأبيض.
إطلاق نار في مدرسة بولاية تكساس الأمريكية ـ أرشيف
تطور خطير:
  • يعد عام 2018 هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا الذين سقطوا ضحية المتطرفين البيض في الولايات المتحدة منذ عام 1995 وهو العام الذي قام فيه المتطرف تيموثي ماكفاي بتنفيذ هجوم بسيارة محملة بالمتفجرات على مبنى الحكومة الفيدرالية في مدينة أوكلاهوما بولاية أوكلاهوما، ما أسفر عن مقتل 168 شخصا. 
  • لكن عام 2019 شهد تطورا خطيرا مع توجه المتطرفين البيض إلى بث دعايتهم العنصرية في شكل بيانات على وسائل التواصل الاجتماعي. 
  • أشار منفذ هجوم مدينة إل باسو إلى نظرية مؤامرة شهيرة تعرف باسم نظرية “الاستبدال العظيم” وهي نظرية لها صدى واسع لدى المتطرفين البيض.
  • كشف تحليل أجرته شركة “ستوريفل” المختصة في استقصاء وسائل الإعلام الاجتماعية أن بيان منفذ هجوم إل باسو انتشر على الإنترنت على نطاق واسع، رغم الجهود المبذولة لاحتوائه، حيث جرت مشاركة البيان مئات المرات على موقعي فيسبوك وتويتر. 
  • قالت ستوريفل إن القوميين البيض قادوا قدرا كبيرا من النقاش عبر الإنترنت خلال المناظرة بين المرشحين الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأسبوع الماضي.
  • كانت السيناتور كامالا هاريس، هدفا رئيسيا لهجوم القوميين البيض على الإنترنت، وهو هجوم يعود أغلبه إلى خلفيتها العرقية.
  • تعمل روبوتات الإنترنت (برمجيات “البوتس” ) الروسية منذ فترة طويلة على تأجيج حركة المتطرفين البيض في الولايات المتحدة.
  • تستخدم قوى أجنبية البعد العنصري لزرع الانقسامات في أعقاب حوادث إطلاق النار الجماعي والمناقشات المتعلقة بالقضايا العرقية.
احتجاجات في مدينة أمريكية بعد بتبرئة شرطي سابق من قتل شاب أسود
صعوبة مواجهة تطرف البيض:
  • تعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي لانتقادات اتهمته بالتباطؤ في تركيز الموارد الكافية على خطر عنصرية البيض.
  • أبلغ مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي الكونغرس مؤخرا أنهم يجرون نحو 850 تحقيقا في قضايا إرهاب داخلي، في حين بلغ عدد هذه القضايا العام الماضي ما يقرب من ألف قضية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست. 
  • في تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز الإثنين فسرت الصحيفة صعوبة وقف الإرهاب الداخلي بقولها إن مسؤولي مكافحة الإرهاب لديهم سلطات واسعة في مكافحة مخططات الإرهاب الخارجي لكنهم “داخليا لديهم خيارات أقل بكثير؛ فالقانون الفيدرالي يعرف الإرهاب الداخلي لكنه لا يتضمن أي عقوبات. التعديل الأول (من الدستور الأمريكي)، الذي يحمي حرية التعبير يجعل من وقف الأعمال الإرهابية التي يرتكبها الأمريكيون قبل حدوثها تحديا أكبر بكثير”.
  • عام 2009 حذرت وزارة الأمن الداخلي من أن أكبر تهديد للأمن الداخلي في الولايات المتحدة هو التطرف اليميني، وليس الإرهابيين الأجانب.
  • لكن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تعرضت في ذلك الوقت لانتقادات حادة من اليمين المتشدد. 
المصدر : أكسيوس