“أبو يافطة”.. النسخة المصرية الساخرة لأصحاب اللافتات

أصحاب اللافتة
أصحاب اللافتة ينتشرون حول العالم

ظاهرة جديدة تتكاثر على مواقع التواصل وهي “أصحاب اللافتات”، الذين يرفعون لافتات من ورق الكرتون المقوى مدون عليها عبارات احتجاجية ساخرة من المواقف الاجتماعية في الحياة اليومية.

ابتدأ الأمر حساب dudewithsign على إنستغرام أي (صاحب اللافتة) أو (شاب مع لافتة)، والذي تأسس في نهاية عام 2019، ويتابعه الآن ما يزيد عن 5 ملايين شخص.

ويقول مؤسس الحساب سيث فيليبس، في حوار عبر البريد الإلكتروني لمجلة فوربس الأمريكية؛ إن الأمر بدأ عندما خرج مع صديقه ​​إليوت تيبل إلى أحد شوارع مدينة نيويورك، ورفع لافتة “توقف عن الرد (على العام) على رسائل البريد الإلكتروني على مستوى الشركة كلها”.

ونُشرت الصورة على حساب صديقه وذاعت بين الناس، فاتفقا على إنشاء حساب خاص للاحتجاجات.

وكتب فيليبس شعارًا لصفحته “إذا لم تساند شيئا ما فإنك ستنهار لأي شيء”، وعادة ما يفتعل الجدية في صوره ليبدو وكأنه لا يمزح، أو أن هذه المواقف يجب أخذها على محمل الجد.

"هذا الاجتماع كان يمكن استبداله بإرسال بريد إلكتروني"

 

"لا مزيد من خدمات البث رجاءً"

 

"وجبتك لا تحتاج لجلسة تصوير"

بعد ذلك، خرجت “صاحبة اللافتة” لتحتج على طريقتها الخاصة من الأمور التي تراها تزعج النساء ولا يلتفت لها الرجال أو المحيطين بصفة عامة. ويتابع الحساب 314 ألف شخص.

"قول (اهدأ) لا يجعل أحدا هادئا"
الأب مع اللافتة

ودون أب انتقاداته لسلوك أبنائه عبر لافتاته الاحتجاجية الكوميدية، فعادة ما يلجأ الطرف الأضعف في العلاقة إلى الاحتجاج، وكأن الآية انقلبت وأصبح الأب في هذا العصر مغلوبا على أمره.

سجل هذا الأب على لافتته قائلًا “المال لا ينبت على الشجر”، في رسالة واضحة لإرهاق الأبناء لميزانية الأسرة وكثرة مطالبهم.

"المال لا ينبت على الشجرة"

كما ظهرت نسخ أخرى منها النسخة الهندية، وعبر كل محتج عن الأشياء التي تزعجه في محيطه ومجتمعه.

"لا أحد يهتم ما الأغنية التي تستمع إليها في سيارتك"
النسخة العربية

انتقلت الاحتجاجات من ميدان السياسة إلى ميدان الحياة اليومية، يبدو أن البعض قد شعر أن هناك الكثير من الأخطاء الاجتماعية التي ينبغي أن تتغير قبل مطالبة الحكومات بالتغيير.

وفي مصر، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الصمت، ولا مجال للاحتجاج السياسي، التقط مواطن مصري الفكرة، ألهمته لعمل حساب يعبر فيه عن آرائه بعيدا عن السياسة، وسماه على الطريقة المصرية “أبو يافطة“، وهو الحساب العربي الأشهر لأصحاب اللافتات.

ويُخفي “أبو يافطة” اسمه ووجهه أيضًا، ربما لخوفه من عواقب إبداء الرأي ورفع اللافتات حتى وإن كانت لا تمت للسياسة بصلة، ولكنه برر في تصريحات لإحدى الصحف المصرية سبب إخفائه لوجهه أنه يريد أن يركز الناس مع اللافتة وليس معه.

وسجل في لافتاته الساخرة انزعاجه من مواقف بسيطة في الحياة، تسبب التوتر في التعامل اليومي، منها مثلا دخول الناس المصعد دون انتظار خروج الموجودين داخله.

كما يرد على الأسئلة التي اعتبرها مستفزة في الحوارات اليومية؛ مثل: عندما تسأل شخصا في قارعة الطريق أين المكان الفلاني؟ فيرد: “هو قالك فين؟”؛ يجيب صاحب اللافتة: لو كان قالي فين ماكنتش سألتك”.

كما يرد أبو يافطة على السؤال المتكرر للأم المصرية في الشتاء: “لابس تقيل؟”؛ بقوله: “أيوة يا ماما مدفي صدري”.

 

كما ظهر حساب عربي لـ  (امرة مع لافتة) لتوجه رسائل نسائية للرجال والأهل والمجتمع.

وعرف الناشط السوري صاحب حساب (أحمد مع لافتة) نفسه بأنه مجرد شخص يكتب لافتات، وانتقد عددًا من المواقف الاجتماعية المختلفة.

https://www.instagram.com/p/B8rQHsclIKR/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading

المصدر : الجزيرة مباشر