أبناء خاشقجى يعلنون العفو عن قتلة والدهم.. وخطيبته تعلّق

العاهل السعودي ونجله ولي العهد استقبلا صلاح خاشقجي بعد أسابيع على مقتل والده

أعلن أبناء الكاتب الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، الذي قتل بقنصلية بلاده في إسطنبول قبل نحو عامين، عفوهم عن قتلة والدهم “لوجه الله”.

جاء ذلك بحسب تغريدة نشرها صلاح خاشقجي نجل الصحفي السعودي، على حسابه بموقع تويتر باسمه وباسم عائلته التي تعيش بالسعودية.

وقال صلاح في تغريدته “في هذه الليلة الفضيلة من هذا الشهر الفضيل نسترجع قول الله تعالى فى كتابه الكريم “وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”

وتابع “ولذلك نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجى أنّا عفونا عن من قتل والدنا رحمه الله -لوجه الله تعالى- وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عز وجل”.

وكان صلاح خاشقجي قد قال في وقت سابق إنهم لا يرغبون في تسييس عملية قتل أبيهم، وقد ظهر لوسائل الإعلام في صور التقطت له والملك سلمان بن عبد العزيز يقدم له التعازي بعد مقتل الأب.

ردود أفعال

وعقب إعلان أبناء خاشقجي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة استنكار واسعة، من مغردين أكدوا أن أبناء خاشقجي ليس من حقهم مسامحة قتلته، لأن القضية ليست عائلية، بل تختص بمقتل مواطن سعودي على الأراضي التركية، وبالتالي فإن تركيا لها الحق في مقاضاة القتلة والحكم عليهم.

https://twitter.com/RD_turk/status/1263620751074222082?ref_src=twsrc%5Etfw

كما استند آخرون إلى أحكام شرعية وفتاوى دينية من رجال دين سعوديين مؤيدين للسلطة في وقت سابق، أكدوا أن جريمة “القتل غيلة” لا يجوز فيها العفو، سواء من جانب السلطات أو من أهالي الضحية.

 

 

 

أيضا شكك آخرون في قرار أبناء خاشقجي مؤكدين أنهم مجبرون على إصدار هذا التصريح من جانب السلطات التي ترغب في إغلاق ملف القضية مع حلول الذكرى الثالثة لتولي ابن سلمان ولاية العهد.

 

كما هاجم البعض أبناء خاشقجي قائلين إنهم بذلك ضيّعوا حق والدهم في القصاص من بعض قتلته مقابل بعض المغريات من جانب السلطات.

https://twitter.com/Bandaralshafi/status/1263631144895025152?ref_src=twsrc%5Etfw

وقالت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي “جمال قُتل في قنصلية بلاده حين وجوده هناك لاستلام أوراق لإتمام زواجه رسميًا! القتلة قدموا من السعودية بترتيب مسبق، والقتل غيلة، وليس لأحد حق العفو، لن نعفو لا عن القتلة ولا من امر بقتله”.

وأضافت “أصبح جمال رمزا عالميا أكبر منا جميعاً قريبا كان أم حبيبا. وجريمة قتله المشينة لن تسقط بالتقادم ولم يعد لأحد حق في العفو عن قاتليه. وسأستمر أنا وكل من يطالب بالعدالة من أجل جمال حتى نحقق مرادنا”.

وأعاد الناشط الحقوقي والمعارض السعودي يحيى عسيري، نشر تغريدة تحتوي على بيان من عدد من السياسيين والحقوقيين، تحدثوا فيه عن أن قضية مقتل خاشقجي ليست قضية عائلية، وليست قضية قتل خطأ في إطار طبيعي.

وأضاف عسيري في تغريدته الجديدة “لم يقتله أحد بسبب وضع شخصي لنصمت وتتدخل عائلته! هي جريمة سلطات، قتلته السلطات بسبب عمله السياسي، قضيته سياسية، فليصمتوا”.

جريمة مقتل خاشقجي

وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي، الصحفي السعودي والكاتب في صحيفة “الواشنطن بوست”، داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.

وعقب 18 يوما على الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل خاشقجي إثر “شجار مع سعوديين”، واعتقال  18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.

وفي إطار القضية، أصدرت السعودية أحكاما بالإعدام في حق 5 متهمين، وأحكاما بالسجن 24 عاما لثلاثة متهمين آخرين، بينما ما أُطلق سراحُ الأسماء المقربة من ولي العهد محمد بن سلمان.

وفي تقرير من 101 صفحة نشرته المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، في يونيو/ حزيران 2019، تم تحميل السعودية المسؤولية عن قتل خاشقجي “عمدا”.

وأشار التقرير الدولي أيضا إلى وجود أدلة موثقة من أجل التحقيق مع مسؤولين كبار، بينهم ابن سلمان.

كما خلصت المخابرات الأمريكية إلى أن ولي العهد السعودي هو المسؤول عن جريمة اغتيال خاشقجي.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات